تغطيات أكثر

بالصور .. الجامعة الإسلامية تدخل منهجا لــ “السعادة” بمشاركة طلاب 70 دولة

أقنع مهرجان الثقافات والشعوب السادس، الذي اختتم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الخميس الماضي (4 مايو، 9 شعبان)، الناس، بأن نشر ثقافة الفرح في مقدمة طرق التعايش والالتقاء بين شعوب الأرض.. وأن “السعادة” ليست مادة تدرس بل منهج حياة يُمارس ونتعايش معه بطرق إبداعية كما فعلت الجامعة الإسلامية بوضوح شديد خلال 6 أيام من الفعاليات التي لامست قلوب أهالي المدينة فضلا عن طلاب ومنسوبي الجامعة وكل من شاهد وتابع فعاليات المهرجان.

قال أحد المتداخلين مع تغريدات الجامعة الإسلامية عن المهرجان نصياً: “المهرجان جعلنا نشعر أن الجامعة فوق الأرض ومع الناس، وأعطانا أمل أن ثقافة الفرح حلال، على عكس ما يعتقد بعضهم “. ولعل تلك الدعوة لصناعة “ثقافة السعادة” ، تشير إلى مظاهر إيجابية مهمة تساعد في مواجهة مظاهر سلبية أخرى متمثِّلة في التشدُّد التي تعادي كل ما هو جميل، ليس هذا فحسب بل تسعى إلى تفسير أي مظهر يجمع الناس ويؤلف بين القلوب لتصوره على أنه مخالفات شرعية وتسعى إلى لوي عناق الحقيقة لترضي عقد نفسية لا علاقة لها بكل تصوراتهم الخارجة عن الدين والعقل والحكمة معا.

 

صناعة الفرح في الإسلام

الإسلام دعا إلى السعادة، وجاء القرآن عبر العديد من آياته مبشِّراً بالفرح، حيث قال الله سبحانه: “قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” (يونس: 58)، وقال تعالى بشأن الفرح بالنعم الدنيوية: “اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ” (الرعد: 26).

كما نهى الإسلام عن مظاهر الحزن، وقال الخالق في كتابه العزيز:  وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا” (آل عمران: 139)، وقال: “وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ” (النحل: 127).

ويعلم الجميع أن الفرح عاطفة إنسانية فطرية، ولعله يختلف بهدف كل إنسان وغايته ومسلكه في الحياة. لهذا اعتنى القرآن بتوجيه وتهذيب عاطفة الفرح، كعنايته بسائر العواطف والمشاعر القلبية الأخرى حتى تكون مثمرة. كما أن الفرح بالقرآن والإيمان والأعمال الصالحة، عمل من أرفع أعمال القلوب، ولا يظفر بالفرح الحقيقي إلا أولئك الذين جعلوه في إيمانهم وطاعتهم لربهم.

لقد صنع طلاب الجامعة الإسلامية مظاهر الفرح، من خلال نقل ثقافات شعوبهم وبعض عاداتهم عبر المهرجان الذي حضره الآلاف، ونجحت الجامعة الإسلامية في تعزيز صورتها الإيجابية النقية وسلامة توجهات وأنشطة كلياتها بتبنيها هذا المهرجان بأيدي الطلاب أنفسهم، وبإشراف المسؤولين في الجامعة التي تكمل اليوم عقدها الستين وهي تخرج الآلاف كل عام، وأصبحوا رؤساء دول ودعاة وأئمة وسفراء ووزراء في جميع أنحاء العالم.

 

التعايش الثقافي والسلمي ضد الإرهاب

فكرة مهرجان الثقافات والشعوب في الجامعة الإسلامية، يأتي مقترناً بمنهج “التقبل”، إذ يؤكد مرة أخرى سلامة ونقاء هذا الدين العظيم في التعايش الثقافي مع شعوب أخرى في العالم، مصداقا لقوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات: 13).

وكون الإسلام هو الجامع لهذه الثقافات فإنه هذا يؤكد عالميته واستيعابه لكل الناس، ذلك أن تلك الثقافات تمثل البلد ككل مهما كان هذا البلد ومهما كانت ديانته الرسمية، وكون طلاب الجامعة الإسلامية هم من يقود سفينة هذا المهرجان الراقي فإن هذا يطمئننا على أن الجامعة تسير في الاتجاه الصحيح الذي طالما أحببناه وآمنا به.

نجاح المهرجان بنجاح روّاده

بشهادة أطراف مختلفة، نجحت النسخة السادسة من مهرجان الثقافات والشعوب، مع الزيادة اللافتة في عدد روّاده وزائريه من مختلف الفئات، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، خصوصاً أن جاء متوافقاً مع اختيار المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية في 2017.

حيث شارك في المهرجان 500 طالب من منسوبي الجامعة، يمثلون 70 دولة من العالم، وحضره سفراء ودبلوماسيي 36 دولة وعدد من المسؤوليين تقدّمهم تشريف أمير المنطقة ونائبه. ولعل من نقاط التميُّز للمهرجان الحال، حضور شاشة تفاعلية للبث الحية بتقنية “D7″، تدمج المعالم السياحية للدول المشاركة كواقع افتراضي، لتنقل الحاضرين من القطب المتجمِّد إلى سهول السافّنا الأفريقية وبرج إيفل الفرنسي وغيرها وغيرها من الفعاليات التي جمعت الأسرة السعودية ومجتمع المدينة ككل تحت سقف واحد مع الطلاب من 70 دولة وإقليم، وفي هذا ربط مباشر بين التعليم والحياة العامة وأن الجامعة أو المدرسة ليست تلك الجزيرة المعزولة عن الواقع وإنما هي جزء أساس بل مكون رئيس لعودة الحياة على المنهج الصحيح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟