أرامكو السعودية تعرض فرصا استثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة
الثعلي:25 مليار دولار عقود مشتريات أرامكو من الشركات الوطنية
الخالدي: الثورة الصناعية الرابعة تطرح فرصا واعدة للرواد
الفالح: نستهدف زيادة معدلات الشراء من الشركات الوطنية
أبو شريفة: فرص واعدة في مجالات الأنشطة الالكترونية
قال مدير إدارة التطوير الصناعي والتموين الاستراتيجي بشركة أرامكو السعودية المهندس عبدالله الثعلي أن قيمة الفرص الاستثمارية الواعدة في مجال الثورة الصناعية الرابعة، والتي توفرها الشركة عبر برنامج اكتفاء، أكثر من 1.5 مليار دولار، تدخل ضمنها البيانات الكبيرة (Big Data) و علم الربوتات (Robotics) .
وأضاف الثعلي الذي كان يتحدث في ملتقى الثورة الصناعية الرابعة ودعم برنامج اكتفاء لها) الذي نظمته صباح امس الأحد (13/مايو/2018) غرفة الشرقية بالتعاون مع شركة أرامكو بمقر الغرفة الرئيس بأن الثورة الصناعية الرابعة هي الثورة التي اعتبرها مشاركون في منتدى دافوس الاقتصادي بأنها “تسونامي التقدم التكنولوجي” الذي سيغير الكثير في حياة البشر .. مشيرا إلى أن شركة ارامكو قد قطعت شوطا كبيرا في تقييم تقنيات هذه الثورة وكيفية الاستفادة منها، بل ووضعت استراتيجية شاملة لتنفيذها.
وذكر بأن برنامج اكتفاء التابع للشركة يعد حاضنا للاستثمارات المحلية وخصوصا الصغيرة والمتوسطة، ويهدف الى تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد، والإسهام في دفع عجلة الاقتصاد الوطني عبر فتح آفاق جديدة للاستثمار المحلي، ورفع نسبة التوطين في انتاج المواد والخدمات وزيادة عدد الوظائف ، مما يدعم رؤية المملكة 2030… وذكر بأن البرنامج قد حقق معدل 45% من المحتوى المحلي بنهاية العام 2017 على مستوى الشركات التي تتعامل معها أرامكو السعودية.. كما ساهم البرنامج في رفع نسبة الشراء من المصانع المحلية لتصل الى 50% خلال العام 2017 ، وهي أعلى نسبة يتم تحقيقها في تاريخ شركة أرامكو السعودية.. وكذلك تم أدراج متطلبات برنامج اكتفاء في عقود شراء المواد والخدمات بقيمة اجمالية تصل إلى الى 25 مليار دولار.
فرص في العصر الرقمي
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي :”إن اصطلاح الثورة الصناعية الرابعة، الذي انطلق مع بداية الألفية الجديدة، وبما يطرحه من تحوُّل رقمي كامل في مختلف المجالات الصناعية والخدمية، إنما يؤشر بعصر جديد تتقدم فيه التقنيات الناشئة والاستراتيجيات الرقمية بشكل سريع، وهو ما يؤثر- بلا شك – على المنظومة الصناعية بأكملها، مما يتطلب منا جميعًا العمل على مُلاحقة هذه الثورة بصياغة نماذج عمل متطورة وتقديم آليات تنفيذ جديدة تحتكم لقواعد التنافسية المبنية على متطلبات العصر الرقمي بما يُقدمه من حلولٍ وسُبل جديدة تُحقق مكاسب طويلة الأجل في الكفاءة والإنتاج”.
وأشار إلى “أن ثمة فرصًا كبيرة مُصاحبة للثورة الصناعية الرابعة متاحة أمام رواد المكون المحلي، والتي يمكن من خلالها توفير الآلاف من الفرص الوظيفية للقوى العاملة الوطنية”.
خدمات برنامج اكتفاء
ومن جهته ــ وفي ورقة عمل أمام الملتقى ــ قال المهندس أحمد الفالح، إن أرامكو تدرجت في برامج التوطين على مراحل، بدأت بدعم التجار وموردي السلع، ثم انتقلت لدعم موردي الخدمات، واختتمت بالدعم المثابر للمصنعين في المملكة، ومنها سعت إلى تحقيق طفرة على مستوى برامج التوطين فكان انطلاق برنامج “اكتفاء” كعملية مُنظمة لدعم المحتوى المحلي ومتوافقة وداعمة لرؤية المملكة 2030م.
وبيّن الفالح، أن الهدف من برنامج “اكتفاء” هو مُضاعفة نسبة الشراء لدى أرامكو السعودية من السلع والخدمات المحلية لتصل إلى 70% بحلول العام 2021، ورفع نسبة التصدير إلى 30%، ومن ثمّ تمكين استدامة الاقتصاد وسلسلة التوريد وقطاع الطاقة، فضلاً عن خلق الآلاف من الوظائف الفنية والمهنية للقوى العاملة الوطنية، منوهًا إلى أن “اكتفاء”، ليس بوحدة قياس وإنما هو برنامج ومهمة استراتيجية لأرامكو السعودية، فهو يساعد على تأسيس قاعدة صناعية سعودية تنافسية على مستوى عالمي.
وعن مميزات برنامج “اكتفاء” قال الفالح، إنه يشمل كل مُقدمي الخدمات والمصنعين، ويتم تطويره بشكل مشترك مع المقاولين، ويعتبر الأسهل مقارنة بغيره من الأساليب الدولية الأُخرى كونه يقيس القيمة المضافة على مستوى الشركة وليس المنتج فقط، فضلاً عن تضمّنه لمبدأ الشفافية الذي نهدف إلى اتباعه خلال مراحل عملية التقييم، لافتًا إلى أن تقييم مُقدمي الخدمات والمصنعين الاستراتيجيين سيكون بشكل سنوي من خلال إحدى شركات التدقيق المُعلنة كطرف ثالث من خارج الشركة لإعطاء الشركات الخصوصية الكاملة لمعلوماتهم المالية.
وأشار الفالح، إلى أن “اكتفاء” أصبح مطلبًا رئيسيًا لأداء الأعمال مع أرامكو السعودية، لذلك دائمًا ما نحرص على تشجيع موردينا لاستثمار خططنا الاستثمارية المستقبلية، التي تصل مصروفاتها إلى 1.4 ترليون ريال بمعدل صرف سنوي يصل إلى 140 مليار ريال.
فرص اسثتمارية واعدة
وتحت عنوان (الثورة الصناعية الرابعة .. نظرة أعمق) تحدث المهندس محمود ابو شريفة من شركة ارامكو حول العديد من البرامج التي تشكل مجالا خصبا للفرص الاستثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وابرزها سوق الأمن الالكتروني الذي بلغ جحمه في منطقة الشرق الأوسط حدود 13.2 بليون دولار في 2015، وسيصل إلى 55.7 بليون دولار بحلول 2022، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 23%… ولا تعد السوق السعودية استثناءً؛ إذ ينمو الإنفاق على قطاع الأمن الإلكتروني بمعدل سنوي مركب يبلغ 21.2 بالمائة، يُخصص معظمه للبرامج الأمنية التقليدية، وبالتالي فإن ثمة فرصا متاحة لتوطين الأمن الإلكتروني في المملكة ويمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة توفير برامج لمنع الهجمات واكتشافهاومن المجالات الخصبة في ظل الثورة الصناعية الرابعة (الحوسبة السحابية) التي اصبحت ــ كما قال ابو شريفة ــ إحدى أحدث توجهات تقنية المعلومات، وأعادت طريقة الشركات التجارية في تسويق عروضها ومنتجاتها، وكيفية وضع استراتيجياتها.. متوقعا بأن تشهد سوق الحوسبة السحابية في المملكة نموًا بمعدل سنوي مركب يبلغ 16% ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق على هذا القطاع 2.5 بليون دولار عام 2025. موضحا بأن ثمة فرصا للتوطين تتوافر في جميع مراحل سلسلة قيمة الحوسبة السحابية إذ يمكن للمنشآت الصغيرة والمتوسطة أن تساعد في توطين تصنيع مكونات معينة للتخزين وتوطين البرامج .
ومن المجالات ايضا هي (الحوسبة عالية الأداء) وهي التي تتعلق باستخدام البرمجة الموازية لتشغيل التطبيقات الحاسوبية المكثفة بشكل أسرع، والتي تستخدم في المملكة ــ وفي جميع أرجاء العالم ــ في عدة مجالات أخرى من ضمنها: علوم الأرض والمناخ والطيران والتطوير والتصنيع العسكري ومجالات أخرى مختلفة مثل الفيزياء والكيمياء والهندسة.. متوقعا نمو سوق الحوسبة عالية الأداء في المملكة بمعدل نمو مركب يبلغ 9% سنويا لتصل قيمتها 170 مليون دولار بحلول عام 2025
ومن المجالات التي تطرق لها ابو شريفة هي (الحلول المتنقلة) والتي تستخدم في العديد من التطبيقات ومنها مجال النفط والغاز .. قائلا بأن الإنفاق على هذه التطبيقات في المملكة في الوقت الحاضر يبلغ نحو 300 مليون دولار ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 11.2٪ سنوياً ليصل إلى حوالي 780 مليون دولار بحلول عام 2025. وتتوفر فرص التوطين في العديد من المجالات في هذا الجانب.
ومن المجالات أيضا (البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة) فهو مجال واعد ومن المتوقع أن يصبح عاملا رئيسيًا في تخفيض التكلفة وتحسين الأداء. متوقعا أن ينمو في المملكة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 14٪ ليصل إلى 716 مليون دولار بحلول عام 2025 .. مؤكدا على وجود إمكانية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لأن تساعد في توطين تصنيع مكونات معينة للخادم والتخزين.
وتطرق الى الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي استخدمتها العديد من الشركات وحققت من خلالها تحسنا ملحوظا في العديد من أنشطتها.. متوقعا ارتفاع معدل النمو السنوي المركب لسوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في الشرق الأوسط بنسبة تقارب 16% لتصل إلى 3.123 مليون دولار بحلول عام 2025 وكذلك توافر فرص التوطين في معظم مراحل سلسلة قيمة الطباعة ثلاثية الأبعاد و لكن أعلاها هي تصنيع المواد الاولية ، منوها إلى ان المملكة هي البلد الأمثل في المواد البتروكيماوية التي تستخدم في الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتطرق الى الروبوتات والطائرات بدون طيار، واستخدامهما في مجالات استثمارية متنوعة، وقال بأن مبيعات الروبوتات تنمو بمعدل 8% حتى عام 2020 و أغلبها سيكون في المجال الصناعي، ويرى بأن هناك فرص جيده لاستخدام الروبوتات في عمليات تصنيع المعادن الأساسية التي تمثل اهتماما أساسيا للمملكة، كما يوجد إمكانية استخدام روبوتات الإنترنت (البوتات) للمساعدة في توفير الوقت والجهد في العديد من التطبيقات. واشار إلى أن أرامكو السعودية أطلقت مؤخرًا نظام فحص الخزانات الإلكتروني، وهو جهاز روبوتي مزود بمحرك وأجهزة استشعار الموجات فوق الصوتية، كما استخدمت طائرة بدون طيار لفحص مداخن الشعلات عن طريق التصوير الضوئي والحراري.
وتوقع أن يشهد سوق الروبوتات المستخدمة في قطاع الصناعة معدل نمو مركب يقارب 15% حتى عام 2025 ليصل عدد الروبوتات إلى ما يقارب 11 ألف روبوت في عام 2025.
السوق الالكتروني
وحول السوق الالكتروني السعودي قدم المهندس عادل الشهراني من شركة ارامكو السعودية ورقة عمل تحدث عن رؤية وخطط الشركة لبرنامج التسوق الإلكتروني وكيفية استفادته من الحركة التجارية في المنطقة الشرقية وفي المملكة بشكل عام، مشيرا الى نمو التجارة الالكترونية في دول مجموعة العشرين بمعدل 4.2 تريليون دولار، كما بلغ معدل النمو على مستوى العالم 8 تريليونات دولار.
وحول موقع السوق الالكتروني السعودي لشركة أرامكو السعودية قال الشهراني :هذه المنصة ستضع ارامكو كمنظمة رائدة في منطقة سلسلة التوريد وسيخدم جميع مناطق المملكة من حيث توسيع نطاق أفضل للحلول وللممارسات الصناعية للمقاولين، وكذلك الشركات الوطنية الأخرى، كما سيكون موقع التسوق الإلكتروني هو المحور الرئيسي لتمكين التعاون في العمل في الوقت الفعلي وتبادل البيانات بين الشركاء، لافتا الى ان السوق الإلكتروني يعد المنصة المشتركة والإطار الذي يجمع الشركة بقطاع الاعمال بما في ذلك قاعدة العملاء وقاعدة التوريد الوطنية والعالمية.
واوضح بان الموقع سيكون داعما للعديد من البرامج الوطنية بما في ذلك برامج التوطين والسعودة، مبينا بأنه مع تطور سوق التسوق الإلكتروني سيزداد حجم الفائدة المرجوة منه وسيحقق النمو في القطاع بشكل كامل، موضحا بان الموقع انطلق في الربع الثاني من العام الجاري 2018، وكما هو مخطط له سوف يشهد بعض التوسع إلى السوق الإلكتروني الوطني في الربع الثالث 2018، وصولا الى المرحلة الأخيرة التي تتمثل في توسيع سوق التسوق الإلكتروني إلى شركات النفط والغاز والبتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي في السوق الإلكترونية الإقليمية في عام 2019.
وأوضح الشهراني بان موقع التسوق الإلكتروني يعتبر تحولا رئيسيا من شأنه أن يغير طريقة ممارسة الأعمال، التي تهدف الى لضمان المشاركة في مصادر فعالة، وتجنب التأخير في عملية الموافقة بعد 1 يونيو 2018.
جلسة حوارية
وقد انتهى المُلتقى بعقد جلسة حوارية مع السادة مسؤولي شركة أرامكو وأدراها عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، إبراهيم آل الشيخ، الذي أكد على النية الصادقة لشركة أرامكو السعودية في التوطين وتحفيز المكون المحلي من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشددًا على أهمية مواكبة التغيرات التكنولوجية العالمية وما تُقدمه الآن من ثورة صناعية رابعة في مجالات التقنية الصناعية.
ومن جانبهم، أكد مسؤولو أرامكوا أنه رغم محدودية الإمكانيات لدى المُصنعين والموردين المحليين فيما يتعلق بالثورة الصناعية الرابعة والفرص التي تُقدمها، فإنها بادرت بإنشاء منصة الثورة الصناعية الرابعة بهدف توجيه وتوعية الشركات المحلية نحو الاستثمارات المستقبلية ذات العلاقة، وأتاحت على موقع اكتفاء الإلكتروني كافة المعلومات المتعلقة بهذه الثورة بجانب منتجات التقنية التي تحتاجها، لافتين إلى أن تحديد احتياجات أرامكوا من الثورة الصناعية قد تم، والآن الانتقال إلى مرحلة جديدة حيث إثراء المعرفة حول الثورة الصناعية الرابعة واحتياجاتها بين أوساط رواد المكون المحلي من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكذلك بين الشباب السعودي بالتعاون مع الجامعات المحلية لأجل فتح كليات مُتخصصة في مجالات تحليل المعلومات والأمن المعلوماتي.
كما كرم عبدالحكيم العمار الخالدي رئيس غرفة الشرقية ، مدير إدارة التطوير الصناعي والتموين الاستراتيجي بشركة أرامكو السعودية المهندس عبدالله الثعلي بدرع تذكاري.