تغطيات أكثر

الأمير سعود بن نايف : “قمة الرياض” جمعت المسلمين على قلب رجلٍ واحد

رفع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية باسمه وباسم أهالي المنطقة الشرقية أسمى آيات التبريك والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله على الجهد الاستثنائي الذي بذله لتحقيق ما شهدناه اليومين الماضيين، والتي برزت فيها مكانة المملكة الدولية من خلال استضافته أيده الله لثلاثِ قممٍ رئيسية في العاصمة الرياض، ووصف سموه القمم بأنها لم تكن حدثاً عادياً أن تستضاف هذه القمم في مكانٍ واحد وفي وقتٍ وجيز بمثل هذا الإعداد الذي شاهدناه، وكل ذلك خدمةً لشؤون الإسلام والمسلمين.

وأشار إلى أن الرياض كانت محط أنظار العالم أجمع، فالقمة السعودية الأمريكية سجلت إعادةً لكتابة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، ووضعت مجدداً الأسس السليمة للتعامل مع المملكة الند للند، وما كان هذا ليتحقق لولا حنكة وبُعد نظر سيدي خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- الذي كان واضحاً مؤمناً يتمتعُ ولله الحمد برؤى صائبةٍ ورؤيةٍ حكيمة، فنصب عينيه دائماً وأولاً دينه ثم بلاده، فعمل جاهداً لتحقيق هذين الأمرين، وسجلت لله الحمد والمنة هذه القمة نجاحاً غير مسبوق، ثم القمة الثانية التي جمعت دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية لوضع دول المنطقة كلها في علاقاتٍ استراتيجيةٍ مع الشريكِ الأكبر في العالم ، ووضع هذا المسار بالشكل الطبيعي والسليم بما يحقق رخاء دول مجلس التعاون في كل المجالات، والقمة الأخيرة التي ما كانت لتُعقد لولا شخصية سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي جاب العالم، واستضاف قادة الدول الإسلامية من كل مكان وتواصل معهم، ليتكلل هذا العمل الصادق بحضور خمسين دولةً إسلاميةً، كلهم على قلب رجلٍ واحد، هو قلب سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله- وسجلوا في هذه القمة التاريخية اتفاقاً لنبذِ التطرف، ونبذ الإرهاب، واستنكاراً لوصف ديننا الإسلامي بما يصفه به البعض من تطرفٍ وإرهاب، فالمملكة أكثر من تضرر وانكوى بنارِ التطرف والإرهاب، لذا كانت القمة الأخيرة إحدى أهم القمم التي عقدت في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، وسجلت القمة نقطة تحولٍ في علاقات المملكة بالحليف الأقوى في العالم، لذلك نحمد الله عز وجل أن وفق قائدنا ورائد مسيرتنا الذي أخلص لربه أولاً ثم لدينه ولوطنه، ليحقق المعادلة الصعبة واستطاع جمع من لم يستطيع أن يجمعهم أكثر من زعيم، وهذه من نعمِ الله علينا وواجبها علينا الشكر.

وشكر سموه خلال استضافته في لقاء الاثنينية الأسبوعي في ديوان الإمارة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، منسوبي مطار الملك فهد الدولي بالدمام والإدارات العاملة فيه، وشكر سموه يحفظه الله لمدير المطار الأستاذ تركي الجعويني على إيجاز مشاريع المطار الذي قدمه، قائلاً سموه “لقد أثلج صدري هذا التقدم الوافي والشرح الملموس الذي لمسه الجميع فحقيقةً ولا أجامل، فإن هناك نقلةً ملحوظةً في المطار خلال العامين الأخيرة، وهذا ما تأملنا استمراره عندما تم تعين الأستاذ تركي الجعويني مديراً للمطار، فهو لا يعمل بشخصه بل بفريق عمل من جميع القطاعات كانوا على مستوى عال من المسؤولية وقاموا بالكثير من المبادرات التي أوصلت هذا المطار لأن يكون نقطة تحول للمطار الذي أصبح يشار إليه بالبنان، فالخطط المستقبلية التي تم عرضها تبشر بالخير بإذن الله”.

وقال : “لقد بدأت الاجازة الصيفية وشهر رمضان على الأبواب، وسيشهد المطار حركةً استثنائيةً في كل الاتجاهات، وسيمتلئ المطار بالمغادرين والقادمين من المنطقة الشرقية وإليها، فهذا هو الامتحان الحقيقي لقدرات الجميع، لمواكبة هذه الحركة، وإرضاء المستفيدين والعمل على تحقيق المرجو والمأمول، وأنا كلي ثقة بإذن الله بأنكم قادرين على تحقيق هذه المهمة بكل كفاءةٍ واقتدار، فأنتم على المستوى المأمول، فنحن يهمنا راحة المسافر، وراحة القادم، والمستقبل، والمودع، ودائماً هم على حق فعليكم بذل الجهد لتحقيق رضاهم كلهم، فواجبنا نحن من شرفنا بخدمة المواطنين أن نتحمل وأن نعمل دون كلل أو ملل “.

وشكر للجميع جهودهم، متمنياً بأن ترى المشاريع القادمة للمطار النور قريباً كما خطط لها، ليكون المطار محطة التقاء بين القارات الثلاث، وبهمة الرجال أمثالكم لابد أن تتم الأمور بإذن الله. كما كرم سموه الفائز بجائزة التوستاماسترز خالد الغامدي، واطلع يحفظه الله على تقرير الرحالة فهد اليحيا الذي زار الحد الجنوبي من المملكة.

من جانبه قال مدير عام مطار الملك فهد الدولي تركي بن عبدالله الجعويني في مستهل كلمته (أتقدم بفائق الشكر وجزيل الامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية على استضافته وتخصيص مجلسه العامر لاحتضان هذه الجلسة واستعراض أخر التطورات في أحد أهم المشاريع التنموية في منطقتنا الشرقية الغالية، وهو مطار الملك فهد الدولي، وسوف نتطرق للخطط الاستراتيجية لتنمية وتطوير المطار والارتقاء بالخدمات التي يقدمها)

وقال الجعويني (لقد أولت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وأبناءه من بعده صناعة الطيران والنقل الجوي أهمية كبرى باعتبارها عنصراً هاماً من عناصر النهضة والتنمية في بلاد شاسعة مترامية الأطراف مثل مملكتنا الغالية بجغرافيتها ومناخها وتضاريسها المتباينة. وحسب إحصائيات الهيئة العامة للطيران المدني، فإن قطاع النقل الجوي يسهم بنحو (30,2) مليار ريال سنوياً من الناتج الوطني (GDP)، ليعادل 3,2% من الناتج المحلي، ومن المتوقع أن يرتفع إلى (100) مليار ريال خلال السبع السنوات القادمة، ويوفر قطاع الطيران المدني في المملكة نحو (74 ألف) وظيفة مباشرة ونحو (78 ألف) وظيفة غير مباشرة في قطاعات ذات صلة، علاوة على دعم نحو (140 ألف) وظيفة في قطاعات السياحة وغيرها. وتعتبر المطارات في المملكة أحد المكونات الهامة في شبكة النقل، وتساهم أيضاً في نمو صناعة السياحة في المملكة والمشاركة في خدمة ضيوف الحرمين الشريفين من شتى بقاع العالم)

وأضاف مدير عام مطار الملك فهد (لقد شهد مطار الملك فهد الدولي بالدمام نمواً كبيراً على كافة المستويات، حيث ارتفع عدد شركات الطيران المشغلة في المطار من 24 شركة في العام 2010 إلى 34 شركة طيران في العام 2016، بينما وصل عدد الرحلات إلى 1500 رحلة أسبوعياً بالمقارنة مع 850 رحلة، وخلال الخمس سنوات الماضية وصل عدد المسافرين إلى الضعف حيث نقل مطار الملك فهد الدولي قرابة العشر ملايين مسافر (9,7). ونتيجة للعديد من التحديثات والمشاريع التطويرية في مطار الملك فهد، فقد ارتفعت الطاقة الاستيعابية للمطار من 11 مليون مسافر لتصل إلى (12,600, ) مليون وستمائة مسافر سنوياً، وعلى الجانب التجاري، فقد تم استقطاب أكثر من 22 علامة تجارية خلال السنتين الماضيتين للاستثمار في المطار، وسيتم بمشيئة الله سيفتتح خلال هذا الصيف بمشيئة الله منطقة الأسواق الحرة الجديدة في الصالة الدولية بمساحة (1816 متر مربع) تديرها شركة لاقاردير (Lagardere) الفرنسية والتي تدير أكثر من 600 سوق حرة في أكثر من 21 دولة حول العالم، وتم افتتاح “قرية الشحن” في العام 2015م لخدمات الشحن والدعم اللوجستي بالإضافة إلى التخليص الجمركي وهي الأولى من نوعها في المملكة، وتضم الآن مباني خاصة من قبل الشركات: DHL، UPS، ناقل، سمسا، و TNT، وستضم قريباً شركة زاجل، وقد انتهت أيضاً شركة “ساتس” السنغافورية للشحن الجوي من إنشاء المبنى المؤقت الخاص بها وستبدأ عملياتها في القريب العاجل بإذن الله في “قرية الشحن” والتي ستمثل إضافة متميزة في السوق السعودي، ومن المخطط أيضاً في العام القادم بمشيئة الله أن تحتضن قرية الشحن منطقة “الإيداع وإعادة التصدير” بمساحة (100 ألف متر مربع) والتي سوف تسهل إجراءات الاستيراد والتصدير للشركات وذلك بالتعاون مع شركة البوابة الشرقية، بالإضافة إلى إنشاء مركز لوجستي متكامل بمواصفات عالمية على مساحة (500 ألف متر مربع) بالتعاون مع شركة المخازن العمومية).

ثم استعرض مدير المطار فيلماً تعريفياً عن المشروعات الجديدة في المطار، ليوضح هذه المشروعات قال الجعويني (ما شاهدتموه يا صاحب السمو في الفيلم هو نتيجة لتكاتف العديد من الجهود من زملائنا في إدارة المطار بجانب شركائنا الاستراتيجيين في القطاعات الحكومية والذين يلعبون دوراً استراتيجياً في تنفيذ الخطط التطويرية في المطار، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأقدم لهم ونيابة عن كافة زملائي في مطار الملك فهد الدولي جزيل الشكر والتقدير. ولا يفوتني أيضاً أن أشيد بالجهود التي يبذلها زملائي في إدارة مطار الملك فهد والهيئة العامة للطيران المدني، التي تعمل على تحقيق رؤية 2030 التي جاء فيها إن لوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، و لتنفيذ هذه الرؤية الطموحة وبرنامج التحول الوطني 2020 تم التركيز على تطوير قطاع الطيران المدني عبر عدة مستهدفات: لتحسين مستوي الخدمة المقدمة للمسافرين، ورفع القدرات التشغيلية والكفاءة العملية للمطارات، لمواكبة تطورات الصناعة الجوية، من خلال برنامج خصخصة المطارات السعودية الذي بدأ في الربع الأول من العام الماضي وسيكتمل بحلول العام 2018 بمشيئة الله، ومؤخراً تم الإعلان عن تحول مطار الملك فهد الدولي إلى شركة تحت اسم “شركة مطارات الدمام” ابتداءً من 1 يوليو 2017م تحت مظلة شركة الطيران المدني القابضة المملوكة من قبل الهيئة العامة للطيران المدني، وتم إعداد خطة استراتيجية لتطوير مطار الملك فهد الدولي بما فيها البنية التحتية مثل “تطوير المخطط الرئيسي للمطار والذي سوف يحتوي على مدارج إضافية للطائرات بالإضافة إلى (6) مواقف إضافية للطائرات سوف يتم تدشينها الشهر القادم بمشيئة الله والتي سوف تساهم في رفع الكفاءة التشغيلية، ويتضمن المخطط الرئيسي أيضاً صالات إضافية للمسافرين ومكاتب جديدة لشركات الطيران، ونعمل أيضاً على إنشاء أكثر من (10000) مواقف إضافية للسيارات، ونقوم حالياً بدراسة مشروع تركيب نظام متطور لإدارة العفش، وهنالك أيضاً بعض المشاريع التي سوف تعطي تجربة أفضل للمسافرين مثل” توفير جسور جديدة كلياً لتحميل الركاب وتم التعاقد مع شركة “تيسون العالمية” لتنفيذ المشروع بالتحالف مع شركة المساندة البحرية، بجانب أجهزة الخدمة الذاتية لإصدار بطاقة صعود الطائرة وأجهزة شحن الأمتعة وأجهزة الاستعلامات الالكترونية، وإضافة إلى هذه المشاريع، تم توقيع إتفاقية مع شركة (سناف) لافتتاح أكاديمية للطيران في المطار، ويخضع هذا المشروع للإجراءات النهائية في الهيئة العامة للطيران المدني. إضافة إلى ذلك، سيتم قريباً تدشين صالة جديدة لركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال في الصالة الدولية).

وفي مداخلةٍ لرئيس محكمة الإستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن آل رقيب شكر فيها خادم الحرمين الشريفين –أيده الله- على جهوده في خدمة قضايا العرب والمسلمين، مؤكداً أن هذا ديدن هذه الدولة المباركة منذ نشأتها، فهي تعمل دائماً على رأب الصدع، وجمع الصف، وتوحيد الكلمة، ودفع الشرور، مشيداً بمركز مكافحة التطرف الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين في هذه القمة.

وفي مداخلةٍ أخرى لقاضي الأوقاف والمواريث السابق بمحافظة القطيف الشيخ وجيه الأوجامي عبر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين أيده الله الذي رفع الرؤوس وطمأن النفوس بالإعداد لهذه القمة التي وحد فيها الصف، وجمع فيها الكلمة المسلمين، مضيفاً أننا جميعاً كمواطنين سنقف صفاً واحداً مع حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الفكر المتطرف ،والإرهاب، ونبذ الفرقة.

حضر الاستقبال صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بإمارة المنطقة الشرقية، ومعالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، ومعالي مدير جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور عبدالله بن محمد الربيش، وسعادة وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد بن محمد البتال، وعدد من أصحاب الفضيلة والسعادة وكبار مسؤولي الدوائر الحكومية بالمنطقة، والأعيان والأهالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟