منتدى (#تنقلي_بأمان) يواصل عقد جلساته العلمية وسط حضور متميز
شهدت الجلسات العلمية لمنتدى المبادرة الوطنية الله يعطيك خيرها “#تنقلي_بأمان والذي انطلق أول أمس تحت رعاية معالي نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتورة تماضر الرماح ، ويختتم فعالياته غدًا في قصر المؤتمرات بفندق كراون بلازا بالمدينة الرقمية في الرياض حضورًا متميزًا من قبل المهتمين وأصحاب الاختصاص.
وقدم المشاركون على مدار يومين قضايا متعلقة بالقيادة الآمنة للمرأة وسلامتها وسلامة أسرتها نخبة من المختصين وذوي العلاقة من المملكة بالإضافة إلى بعض دول الخليج العربي.
وقدم استشاري الطب النفسي البرفيسور الدكتور طارق الحبيب خلال المنتدى ورقة عمل بعنوان ” السلامة المرورية بين المواطن والمسؤول ” ، قال فيها إن الدراسات خلصت بأن 85% من الحوادث وقعت بسب الانسان (بشكل مباشر)، و15% منها كان الانسان سببا” (غير مباشر) في وقوعها، مشيراً أنه إذا كان الإنسان السبب الأكبر في الحوادث فإننا نستطيع أن نمنع حدوثها من خلال تركيزنا على السلوك.
واستعرض الدكتور الحبيب السلامة من المنظور النفسي، وتطرق للأساليب النفسية الفعالة لتحقيق مبدأ السلامة بثلاث خطوات، الخطوة الأولى نحو الوقاية الجدية تكمن في وعي الشخص لإمكانية ( تعرضه الذاتي للخطر)، والخطوة الثانية تكمن في طور الدافع إذ يحصل الإختيار بين السلوك السليم وبين الرغبة وبين إغراء السلوك المعاكس أما الخطوة الثالثة فهي طور الإدارة وهو تحول النوايا إلى أفعال.
وبيّن الدكتور الحبيب أن السلامة من حوادث المرور يقوم على تعليم الفئات المتعرضة للأخطار على بناء كفاءاتها الخاصة في تحويل النوايا الناشئة عن حملات التوعية إلى أفعال.
عقب ذلك استعرض مدير إدارة الإعلام الأمني بشرطة دبي العميد الدكتور جاسم ميرزا تجربة المرأة الإماراتية في قيادة السيارة ، كما استعرض إحصائيات المرور في دبي لعام 2017م.
وأشارت المشرفة على وحدة تنمية المرأة في جامعة الملك فيصل الدكتورة فايزة الحمادي أن نتائج استطلاع عام أشارت بأن تسعة أشخاص من أصل عشرة اعترفوا أنهم يكتبون ويبعثون هذه الرسائل أثناء قيادتهم السيارة، وأظهرت الدراسات ان انشغال سائقي السيارات يقـف وراء ٨٠% مـن حوادث السير.
وأفادت أن التوعية تقتضي نشر ثقافة السلامة المرورية والتحذير من استخدام الجوال بصفة عامة ووسائل التواصل الاجتماعي بصفة خاصة أثناء القيادة، وبيان نسب الحوادث المفجعة والمؤسفة، مشيرة أن التوعية تعمل على شقين متوازيين، أولهما تحفيز فكرة تشديد العقوبات على المخالف لأنظمة السلامة المرورية، لا سيما من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أثناء القيادة، والثاني هو بث مخاطر استخدام وسائل التواصل خلال القيادة في كل المحافل وجميع المنتديات والتجمعات، وإقامة الندوات والإعلانات مدفوعة الأجر التي تمكِّن من احتواء هذه الظاهرة المجتمعية المسببة للمخاطر.
وأبانت النقيب هند الذوادي من الإدارة العامة للإعلام والثقافة الأمنية في وزارة الداخلية مملكة البحرين للحضور المعايير المطلوبة للقيادة الآمنة للسيارة ومن أبرزها إجراءات الحصول على رخصة، مشيرة أن مملكة البحرين تمنح رخصة قيادة مؤقتة لتعلم السياقة قبل الحصول على الرخصة الدائمة وفق عدة شروط.
وشرحت الذوادي خلال ورقة العمل الاحتياطات الواجب مراعاتها قبل القيادة، والمتعلقة بالسائق والمركبة، والاحتياطات الواجب مراعاتها عند التشغيل والسير بالمركبة بالإضافة لمجموعة من النصائح للقيادة في مختلف الحالات الجوية، كما أبرزت آداب المرور “الجانب الأخلاقي في السياقة.
وخلصت في ختام ورقتها بالعديد من التوصيات التي أبرزتها ومن أهمها: بـأن المرأة السعودية مؤهلة تماما لقيادة السيارة بفضل ثقافتها وما تحظى به من دعم القيادة السعودية، قيادة السيارة تحتاج بالدرجة الأولى تكامل جانبي المسؤولية والاستعداد، بالإضافة على التركيز بأن السياقة جزء لا يتجزأ من قواعد المرور.
وشدد رئيس الفريق التطوعي لمبادرة الله يعطيك خيرها الشيخ خالد الغامدي على أهمية العمل التطوعي في تطور المجتمعات، مستشهداً بالتاريخ الإسلامي الذي كان ولا يزال سبّاقاً في الدعوة إلى العمل التطوعي.
وذكر الغامدي إلى النتائج التي خلصت إليها ورقة العمل أبرزها: العمل التطوعي ليس جديداً على المجتمع المعاصر، هو قديم قدم الإسلام، أن ميدان العمل التطوعي واسع لا يمكن ضبطه إلا بعنوان واحد: “كل ما يقوم به الناس مما ليس بواجب من الأعمال لنفع الخلق”، والحاجة إلى التطوع أصبحت ضرورة ملحة في عصرنا الحالي، للتقارب بين فئات المجتمع وتماسكها، وتنمية الروابط فيها، ولحمل جزء من المسؤولية على الحكومات لما هو أهم على المستوى القومي.
وتحدث أستاذ هندسة المرور والنقل بجامعة الملك سعود ومستشار وزارة النقل الدكتور علي بن سعيد الغامدي عن التعاون بين الهيئات الهندسية والتعليمية لتحقيق أمن وسلامة المؤسسات التعليمية، معرفاً الحادث المروري المدرسي بأنه الحادث المرتبط بالرحلة المدرسية بصرف النظر عن وسيلة النقل (حافلة، سيارة خاصة، غير ذلك) سواء كان في الببيئة المحيطة بالمدرسة أو خارجها، بالإضافة إلى شرح مفصل لأنواع الحوادث المدرسية.
وأوضح الغامدي أنه يمكن حل مشكلات العبور الغير نظامي بالعديد من الأساليب والطرق منها تدريب سائق الحافلة، وكيفية كشف النقاط العمياء للحافلة من خلال التقنية، والضبط المروري وأثر العقوبة، توعية الطلاب وتوعية المجتمع عبر الوسائل الهندسية الحديثة.
الجدير ذكره أن المعرض المصاحب للمنتدى لقي إقبالاً كثيفاً وسط أجنحة المشاركين اللذين تفاعلوا مع الزوار كانت عربة محاكاة القيادة القاسم المشترك من الأنشطة لغالبية الزوار. بالإضافة إلى الحرص على اقتناء كتيب السياقة الوقائية للمرأة والأسرة والذي أصدرته المبادرة الوطنية الله يعطيك خيرها بالتزامن مع انطلاق أنشطة المعرض محط اهتمام الجميع.