100 خبير عالمي وإقليمي يجتمعون بدبي لوضع خارطة طريق باحتياجات التعامل مع “الإيدز”
شهدت قمة فيروس نقص المناعة البشرية في الشرق الأوسط والمقامة برعاية “جيليد ساينس” في دبي هذا الأسبوع مشاركة أكثر من 100 خبير عالمي وإقليمي لمناقشة التحديات الإكلينيكية والاحتياجات الطبية غير المُلباة لإدارة فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن استراتيجيات الحد من انتشار الفيروس والذي يشهد حاليا ارتفاعا ملحوظا في المنطقة.
في هذا السياق قال الدكتور سامر العلي، المدير الطبي في جيليد ساينس الشرق الأوسط: “يستعرض هذا المؤتمر الأهمية التي يوليها مجتمع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط لمعالجة وإدارة فيروس نقص المناعة البشرية. وطموحنا هو تأسيس إجماع قوي قادر على دفع عجلة التقدم في هذا المجال ودعم الأفراد المصابين بنقص المناعة المكتسبة في جميع أنحاء المنطقة لا سيما من خلال تبسيط العلاج.”
وتشهد معدلات الإصابات الجديدة بالفيروس والوفيات المرتبطة بالإيدز ارتفاعا ملحوظا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الأسرع في العالم. ووفقا لأحدث البيانات المتاحة من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز (UNAIDS) هناك 230,000 شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط، ونحو 15,000 حالة وفاة مرتبطة بالإيدز في عام 2013، أي بزيادة قدرها 66٪ في عدد الوفيات السنوية منذ عام 2005.
كما يهدف خبراء القمة إلى معالجة التحديات وصولاً إلى أهداف برنامج الأمم المتحدة للعام 2020، ومناقشة مدى فعالية وسلامة الاستراتيجيات العلاجية المضادة للفيروسات. مع التركيز بشكل خاص على تحسين إدارة فيروس نقص المناعة البشرية لدى كبار السن والذين يتناولون عددا من الأدوية لواحد أو أكثر من الأمراض الإضافية.
وشارك قادة الرعاية الصحية في قمة فيروس نقص المناعة البشرية الأفكار والخبرات حول تحسين إدارة المرض برئاسة لجنة علمية عالية الصيت بمن فيهم جاك مخباط، أستاذ طب، بشعبة الأمراض المعدية في كلية الطب بالجامعة اللبنانية الأمريكية، وسانجاي باغاني، زمالة الكلية الملكية للأطباء، وهو طبيب استشاري في الأمراض المعدية / طب فيروس نقص المناعة البشرية والطب العام (الداخلي) في مستشفى رويال فري في لندن، وأنطون بوزنياك، طبيب استشاري وأستاذ محاضر فخري، ومدير خدمات فيروس نقص المناعة البشرية بمستشفى تشيلسي ويستمنستر ومؤسسة إن إتش إس وإمبريال كوليدج لندن.
وقال جاك مخباط، أستاذ الطب، في شعبة الأمراض المعدية، كلية الطب بالجامعة اللبنانية الأمريكية: “هناك عدد من التحديات التي تواجه علاج فيروس نقص المناعة البشرية وانتشاره الآخذ في الارتفاع في منطقة الشرق الأوسط. وتشير هذه القمة، إلى جانب تنسيق الجهود من الحكومات العربية، إلى نيتنا بالرد القوي على هذه التحديات واحتواء انتشار الفيروس.”
وتشمل المواضيع الأخرى على طاولة نقاش القمة التحديات التي ترافق وباء الإيدز في الشرق الأوسط، والأفراد المتعايشين مع حالات مزمنة من المرض، والتطورات الحديثة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية، ووجهات النظر الوطنية لإدارة فيروس نقص المناعة البشرية في كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وقطر، وعمان، ولبنان. وبالتزامن مع القمة، سيتم عقد منتدى دراسات حالات المرضى، لنقاش العلاجات المستخدمة في البيئات الحقيقية وبمشاركة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والمملكة المتحدة وألمانيا.
من جهته قال الدكتور عبدالله الأستادي، طبيب استشاري، قسم الأمراض المعدية في مستشفى راشد: “تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة لمواطنيها علاجا مجانيا وشاملا لفيروس نقص المناعة البشرية، وأعلى مستويات الرعاية والدعم بما في ذلك العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية. ولدينا في دبي ما يقرب من 250 مريض مسجل بفيروس نقص المناعة البشرية، 140 منهم يخضعون للعلاج.”
ومع ذلك، فقد حددت الممارسة الإكلينيكية وجود مشاكل بالمتابعة والالتزام لدى بعض المرضى، ويرجع ذلك أساسا إلى وصمة العار المرتبطة بالمرض. ويعتبر وضع وتنفيذ برامج مناسبة ثقافيا تتناول على نحو ملائم قضايا الإنكار ووصمة عار التي تصاحب المرض في المنطقة المفتاح الرئيسي لتحفيز الاستجابة في الوقت المناسب وإنهاء انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية.
ويأتي تنظيم القمة في أعقاب إقرار مجلس الوزراء العرب للصحة بالإطار الاستراتيجي العربي للاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز (2014-2020) وكذلك المبادرات الوطنية في جميع أنحاء المنطقة. وقد أيدت جميع الحكومات العربية الإعلان السياسي لعام 2011 بشأن فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والتي توفر خارطة طريق نحو إلغاء الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، وإنهاء التمييز ضدهم، ومنع الوفيات المرتبطة بالإيدز. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم اعتماد الإعلان السياسي الجديدة في يونيو 2016 من قبل الدول الأعضاء في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن القضاء على الإيدز.