تغطيات أكثر

ابن معمر: نعمل في أماكن تشهد نزاعات ناتجة عن استغلال الدين في تبني العنف والكراهية

شارك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في فعاليات المؤتمر الدولي: (التواصل مع الآخر: التغلب على الصدام بين الثقافات)، الذي نظمته وزارة الخارجية التشيكية، ومجموعة سفراء الدول الإسلامية، ومعهد العلاقات الدولية بالعاصمة التشيكية براغ، بحضور خبراء ومختصين عالميين من المنظمات الدولية والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني؛ لتبادل التجارب والخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات والوساطة الناجحة، وتحوّل النزاعات ومبادرات بناء السلام.

ودارت مناقشات مؤتمر براغ، الذي من المؤمَّل أن يتحول لمنتدى عام سنوي، حول محاور أربعة، وهي: دراسة التوجهات المتنوعة والوساطة وبناء السَّلام وحل النزاعات، أهمية الحوار في حل الصراعات الدينية والسياسية، دور التعليم وأهميته في بناء السلام على المدى البعيد، وإعادة الثقة بين المجتمعات التي تعرَّضت للنزاعات.

وقد شارك فيصل بن معمَّر الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كمتحدث رئيس في الجلسة الافتتاحية، التي شارك فيها كل من نائب وزير الخارجية التشيكي لوكاس كاوتسكي، ومدير معهد العلاقات الدولية بالعاصمة التشيكية براغ أندريه ديتريك، والسفير الباكستاني لدى جمهورية التشيك الدكتور أسرار حسين، ورئيس المجموعة الإسلامية في براغ محمد سعيد المعمري.

وأعرب “ابن معمّر” في كلمته، عن شكره لوزارة الخارجية التشيكية على استضافة هذا المؤتمر الدولي المهم وتنظيمه، بالتعاون مع منطمة التعاون الإسلامي ومعهد العلاقات الدولية.

وقدّم “ابن معمر” في البداية نبذةً عن إنجازات مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كمنظمة دولية، شبه حكومية أسستْها كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضواً مؤسساً مراقباً؛ تنهض بمهمة تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كأول منظمة دولية، فريدة تضم مجلساً إدارياً متعدد الأديان مكوّناً من تسع شخصيات بارزة من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس.

وقال “ابن معمر”: نحن نعمل في أماكن تشهد نزاعات ناتجة عن استغلال الدين وتعاليمه الطاهرة في تبني العنف والتعصب والكراهية والنزاع، في مناطق متعددة من العالم مثل أفريقيا الوسطى ونيجيريا وميانمار وبعض الدول في العالم العربي، وانتشار الكراهية والتطرف والتعصب في العالم الغربي، بيد أننا في المقابل نعمل أيضاً على بناء القدرات وإنشاء المنصات؛ بهدف تعزيز العيش المشترك واحترام التنوع وبناء السلام تحت مظلة المواطنة المشتركة، ووضع حد لمنع مثل هذا النوع من الاستغلال السلبي للدين.

وأوضح أن نهج عمل المركز العالمي للحوار، في قضية حل النزعات، يستند إلى الاعتراف بأنه لا تتوافر سمات واحدة متطابقة بيننا جميعاً، بل يوجد مشتركات إنسانية عظيمة وتنوع واختلاف، وبالتالي لا يعد هذا الاختلاف أمراً سلبياً. ومع ذلك، نجد استغلالاً سيئاً من بعض الأطراف والمجموعات في كثير من الأحيان لمثل هذه الاختلافات لنشر التطرّف والتعصب والكراهية المؤدية للعنف والإرهاب.

نافياً إمكانية تحقيق العيش المشترك إلا من خلال اعتراف جميع الأطراف المتعارضة بالاختلافات واحترامها وترسيخ العيش المشترك والقبول بالتعددية، تحت مظلة المواطنة المشتركة من خلال آليات متنوعة من أهمها الحوار بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات؛ رابطاً فشل تحقيق ذلك بحدوث المآسي الكبيرة، مثل: الاعتداء الدامي الأخير على كنيس (شجرة الحياة) في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، حيث لاقى 11 شخصاً من اليهود حتفهم على يد قاتل لم يتمكن من قبول الاختلافات الدينية.

وأشار إلى ما أظهرته منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تمكّنت جماعات معاداة السامية وكراهية المسلمين من تسميم عقله، وانحراف سلوكه، كما لفت انتباه الحضور في أعقاب المأساة الأخيرة التي حلت بمصر؛ حيث قُتل ٧ من المسيحيين الأقباط بوحشية على أيدي متطرفين مجرمين باسم التعاليم الدينية، والدين منهم براء.

وقال “ابن معمر”: شرعنا إلى تأسيس برنامج لمساعدة اللاجئين الجدد على الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة في أوروبا. وكذلك نعمل على إنشاء شبكة من المنظمات الأوروبية التي تعمل على دمج اللاجئين من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. ولقد شهدنا وجود منظمات القيم الدينية والحوار بين أتباع الأديان والثقافات في طليعة المنظمات العاملة على دمج اللاجئين الجدد، ويمكنهم الآن مضاعفة أثرهم من خلال العمل المشترك والتعلم من تجارب الآخرين.

وفي ختام كلمته، أكّد “ابن معمّر” التزام المركز العالمي للحوار بنهج التواصل مع “الآخر” من خلال الحوار، بغض النظر عن اختلاف بلده أو مجتمعه الديني أو أصله العرقي، وذلك لن يمكننا فقط من التغلب على النزاعات بين الثقافات والمعتقدات، بل ستسهم في الحد منها ومكافحتها وترسيخ العيش المشترك واحترام التنوع وبناء السلام وحفظ الحقوق والواجبات تحت مظلة المواطنه المشتركة.

وفي ختام كلمته، رفع “ابن معمر” خالص شكره وتقديره للدعم والمساندة للدول المؤسسة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية صاحبة المبادرة في تأسيس المركز ورعايته والشركاء مملكة إسبانيا وجمهورية النمسا والفاتيكان على دعمهم لجهود المركز ومساندتهم لنشاطاته وبرامجه العالمية؛ بهدف تحقيق أهدافه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟