تغطيات أكثر

لأول مرة.. الجنادرية يشهد بناءً كاملاً لـ”تبوك الأثرية” ومجسماً لبئر “هداج”

يشهد المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية” في نسخته الثالثة والثلاثين هذا العام، بناء قرية متكاملة تحت مسمى “قرية منطقة تبوك التراثية”، التي أشرَفَ عليها بشكل مباشر أمير المنطقة الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز؛ حيث تعرض لأول مرة أمام الزوار مجسماً يحاكي بئر “هداج” التاريخي.

وروعي في تصميم القرية جغرافيةُ وتاريخ المنطقة، وتقديم ما تتميز به تبوك من موروث شعبي مميز ومتنوع يمثل محافظات المنطقة الداخلية والساحلية من ناحية التراث العمراني، والألوان والفنون والأكلات الشعبية والحرف اليدوية التراثية.

وقال رئيس وفد منطقة تبوك محمد السعيد: إن القرية تتضمن تشكّلاً صحراوياً وساحلياً وزراعياً، مضيفاً: “لدينا ما يقارب 24 حِرَفياً؛ جميعهم من أبناء المنطقة ويهتمون بتراثها؛ أما عن عدد البيوت فلدينا ثلاثة بيوت، ويمثل البيت الأول البيئة الصحراوية وتتضمن متحفاً صحراوياً، والجلسة القديمة لتبوك من بيت الشعر، كما يوجد في الدور الثاني مجموعة من المطاعم التراثية.. أما البيت الساحلي فهو عبارة عن متاحف ساحلية وفنانين تشكيليين يرسمون الساحل ومجالس ساحلية.. أما البيت الثالث فعبارة عن غرفة النوم القديمة”.

ويشارك في قرية تبوك أكثر من 300 شخص من جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى مجموعة من الشركات.

وللمرة الأولى يتاح لزوار مهرجان الجنادرية، فرصةُ مشاهدة مجسم يحاكي بئر هداج التاريخي، الذي يُعد أقدم بئر عرفه التاريخ بعد بئر زمزم، وأحد أبرز معالم منطقة تبوك؛ حيث يقع البئر وسط تيماء القديمة في منطقة تُعرف باسمها، وتحيط بها أشجار النخيل من جهاتها الأربع، وتعد من كبرى الآبار في الجزيرة العربية وأشهرها، ويعود تاريخ حفرها إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويطلق عليها “شيخ الجوية”، ويبلغ محيط فوهتها 65 متراً، ويتراوح عمقها من 11- 12 متراً.

والبئر مطلية بالحجارة المصقولة، وتستوعب ما يقارب مائة رأس من الإبل للسقي في وقت واحد أثناء فصل الصيف، وتُنقل المياه من البئر بواسطة قنوات حجرية، يبلغ عددها 31 قناة، واكتسبت البئر شهرة واسعة، وارتبط اسمها بالكثير من القصائد القديمة والحديثة؛ ومنها قصيدة “السموأل” الشهيرة؛ حيث جاء فيها ذكر البئر على سبيل التفاخر: “بنى لي عادياً حصناً حصيناً وماء… كلما شئت استقيت»، وأصبحت مضرباً للمثل بالكرم والجود؛ نظراً لوفرة مياهها وعذوبتها.

وتشتهر محافظة تيماء بزراعة النخيل، ولا تزال العين موجودة في الزاوية الجنوبية الغربية من البئر، وينقل هذا الماء إلى المزارع المجاورة له عبر قنوات تتوزع على جهات البئر.

وتعتبر تيماء إحدى محافظات منطقة تبوك، وتقع على بعد 264كم في الجنوب الشرقي للمنطقة، وتحوي كنزاً من الآثار المهمة في قيمتها التاريخية التي ما زالت محتفظة بأجزاء كبيرة منها، وهي ذات عمق تاريخي يمتد إلى ما قبل الميلاد.

وأضاف السعيد أن “منطقة تبوك حاضرة في المهرجان منذ أول نسخة، وهذا العام عملت على إنشاء مبنى جديد لقريتها التراثية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟