غرفة جدة تناقش دور المرأة في النهوض بقطاع السياحة وحدود التعامل في بيئات العمل
أقامت غرفة جدة يوم الخميس الماضي ورشتي عمل استعرضت فيهما دور المرأة كشريك تكاملي في الارتقاء بقطاع السياحة والنهوض به تحقيقاً لأهداف رؤية 2030م وأهمية وضع حدود بين الناس في التعامل وداخل بيئة العمل وذلك بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين وسيدات الأعمال والعنصر النسائي وذلك في إطار الفعاليات المصاحبة لمنتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي.
وأدارت الورشة الأولى بعنوان “الدور التكاملي للمرأة في تطوير قطاع السياحة بمنطقة مكة المكرمة” عبير أبو سليمان وهي مرشدة سياحية في جدة القديمة حيث استضافت ماريا مهدلي، الشريك المؤسس لشركة رمان، ومريم الحربي، مرشدة سياحية. وتكتسب الورشة أهميتها من كون السياحة تُعدّ ركيزة أساسية في الرؤية وأخذت نصيب الأسد فيها، بالإضافة إلى الدور المهم الذي تؤديه السياحة في تحقيق أهداف رؤية 2030م والمساهمة في تحسين الاقتصاد الداخلي حيث تشير التوقعات إلى أن القطاع السياحي سوف يوفر 1.200.000 وظيفة للشباب والشابات من أبناء الوطن بحلول عام 2030م.
وقالت مريم الحربي، التي حصلت على عدد من الجوائزة المتميزة في مجال الإرشاد السياحي، أن الإرشاد السياحي كان من ضمن المهن المحظورة على المرأة قبل الرؤية 2030 ولكن الوضع تغير الآن بعد الرؤية، مشيرةً إلى أن هناك إقبال كبير من النساء الراغبات في دخول قطاع السياحة والحصول على رخصة مرشد سياحي.
وأكدت أن المرأة السعودية تؤدي دوراً مهماً في إحياء قطاع السياحة الوطني وأن المبادرات التي أطلقتها الحكومة سوف تخلق فرص وظيفية نوعية للمرأة، منوهةً إلى أن نسبة المستثمرات في القطاع ما زلت متواضعة ولم تتجاوز 15 %، وأعربت عن تفاؤلها بتزايد المستثمرات السعوديات في القطاع وأملها أن ترى المرأة السعودية تصل إلى مناصب قيادية في هذا القطاع.
وأوضحت أن الإرشاد السياحي ليس بوظيفة بل مهنة بإمكان الجميع أن يمارسها، لاسيما خريجات التاريخ والجغرافيا اللواتي لم يوفقن في الحصول على وظائف معلمات، لاسيما وأن قطاع السياحة يعاني من نقص في الموارد البشرية ويحتاج إلى العنصر النسائي. ودعت الجامعات إلى التركيز أكثر على تخصص السياحة حيث أن ذلك من شأنه أن يسد هذا النقص، مستشهدةً بجامعة الأميرة نورة التي أعلنت مؤخراً عن نيتها افتتاح قسم وكلية للإرشاد السياحي.
وبدورها تحدثت ماريا مهدلي عن توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية السياحة الداخلية والفرص المتوفرة في القطاع وتمكين المرأة من خلال إنشاء معاهد سياحية متخصصة، داعيةً بنات جنسها إلى الاستفادة من الفرص المختلفة والمتنوعة التي يوفرها قطاع السياحة، وذكرت أن هناك فرص وظيفية في القطاع يمكن التوسع فيها، خاصةً في مجال الفنادق والمطاعم. وأكدت أن المرأة السعودية مستعدة للنهوض بالقطاع وتحتاج إلى تمكين.
كما عقدت ورشة عمل أخرى بعنوان “من الحدود إلى القمة” بمشاركة الدكتور ماجد عشي، استشاري نفسي، والدكتورة سلمى مفتي، استشارية نفسية، ورولا عاشور، أخصائية نفسية. وتحدّث د/ماجد عشي عن أهمية وضع حدود بين الناس بما يساهم في تحديد أدوار وسلوكيات الفرد وتصرفاته مع الآخرين. وتطرق إلى الصفات العامة للشخصية والتي لا تخلو من ثلاثة أنواع هي، وفقاً للدراسات النفسية، الحدود القاسية وهذه غير محبذة لأن الفرد يضع بينه أفراد المجتمع الآخرين حدود صلبة في التعامل، والنوع الثاني الحدود غير الواضحة والنوع الثالث الحدود الصحية، والأخيرة هي الخيار الأمثل في التعامل مع الآخرين، لاسيما في بيئة العمل حيث تساهم في بناء علاقات صحية مع الجميع.
وتحدثت سلمى مفتي عن قضية التنمر بشكل عام، ولاسيما في بيئة العمل، وأوضحت أن التنمر ينتشر في بعض بيئات العمل ويمارس من شخص يملك سلطة على شخص آخر يملك سلطة أقل، وتطرقت إلى مساوئه وأشكاله الأخرى ومنها التفوه بعبارات مسيئة ويمكن أن يؤثر على الحالة النفسية للفرد. وتحدثت أيضاً عن التنمر في المدارس وأثره على الطفل على المدى الطويل، مشيرةً إلى أن أفضل علاج للتنمر هو تعرّف الشخص الضحية على نقاط قوته ونقاط ضعفه ومواجهة مخاوفه والشخص المتنمر.
وتحدثت رولا عاشور عن التحرش وأشكاله وأحدها إرسال محتوى غير مناسب على الإنترنت أو التفوه بعبارات معينة تنطوي على إيحاءات. وأوردت بعض الإحصائيات عن حالات التحرش في مكان العمل في بعض الدول وأشارت إلى أن الدراسات الأمريكية والألمانية والفرنسية صنفت فرنسا بأقل الدول في حالات التحرش بينما أمريكا أعلاها. وذكرت أن أفضل طريقة لمنع التحرش في بيئات العمل هي من خلال تغيير البيئة نفسها، ووضع لوائح صارمة للمخالفين،وصياغة سياسات توضح آليات الوقاية.