تغطيات أكثر

انطلاق فعاليات “القمة العالمية لمكافحة السمنة” بدبي بحضور قادة الفكر وصنّاع القرار الإقليميين

انطلقت في دبي “القمة العالمية لمكافحة السمنة” والتى تنظمها “إيكونومست إيفنتس” بمشاركة كوكبة من الخبراء وصناع القرار الدوليين والإقليميين تحت مظلة واحدة لمناقشة ضرورة إنجاز تحول جذري في طريقة تضافر الجهود بين مؤسسات القطاع العام والخاص والمجتمع بصورة عامة لمواجهة مشكلة السمنة والتحديات الناجمة عنها وما تجلبه من أمراض مثل السكري.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من بين كل ثمانية أشخاص بالغين من السمنة المفرطة على مستوى العالم. وعلى الرغم من تنامي مستوى الوعي حول عواقب السمنة والآثار الجسدية والعصبية والنفسية التي تتسبب بها، أجمع المشاركون في هذا الحدث أن التعاون بين مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة شرط أساسي وحيوي لتحقيق الهدف الذي حددته الأمم المتحدة والمتمثل في الحد من عدد حالات السمنة بحلول عام 2025.

وألقت حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة سلطة مدينة دبي الطبية، كلمة في القمة أشارت خلالها إلى انتشار ظاهرة السمنة بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط، وحثّت كافة القطاعات على توحيد الجهود للانتقال من مرحلة مبادرات الدعم الفردية إلى نماذج شراكة قوية وراسخة قادرة على توفير رعاية متخصصة للأشخاص المصابين بالسمنة أو أولئك المعرضين لخطر الإصابة بهذه الآفة.

وقالت الأميرة هيا : “إن المصابين بالسمنة المفرطة وعائلاتهم يتحملون عبئاً كبيراً لا يمكن قياسه بالأرقام. ولعلّ تحقيق التوازن المطلوب بين التطور العلمي وأدواته والتعاطف والدعم الاجتماعي لهؤلاء “المرضى” إن صحّ التعبير هو التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم.”

ودعت الجمهور من خلال كلمتها إلى التفكير في الدور الذي تلعبه التفرقة الاجتماعية أو نبذ المجتمع وتخليه عن المريض في تفاقم مشكلة السمنة، وطلبت من الحضور الاستفادة والتعلم من الخبراء والمفكرين من أصحاب العقول المنفتحة والذين دفعتهم مشاعر التعاطف والدعم للمشاركة في هذا الحدث من أجل تعزيز جهود ومحاولات التغيير المنهجي في التعامل مع هذه القضية، موجهةً نداءً صريحاً ودعوة للعمل واتخاذ إجراءات تضمن تمكين الأجيال الصاعدة لاتخاذ خيارات أسلوب حياة أكثر صحة.

واختتمت الأميرة هيا بنت الحسين حديثها قائلة: “إنّ لغرس المفاهيم والعادات الصحية في سن مبكرة لدى الأطفال أهمية كبيرة. وأمام شبابنا اليوم متسع من الخيارات إلا أنهم يحتاجون إلى التوجيه والتوعية لاتخاذ القرارات السليمة. كما يتوجب علينا أن نتذكر دوماً أنه على الرغم من أن الصحة هي حق للجميع إلا أنها ميزةٌ رائعةٌ أيضاً لا يدركها الكثيرون حول العالم ولا يستمتعون بها. ونحن نمتلك القرار، وبالتالي يتوجب علينا العناية بصحتنا بحرص وحكمة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ عليها.”

وتلت كلمة الأميرة هيا حلقة نقاش رفيعة المستوى حول “بناء استجابة شاملة من القطاعين العام والخاص والقطاعات التطوعية”. وركّزت النقاشات على سبل تعاون أصحاب المصلحة للمساهمة في مكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها، فضلاً عن التركيز على أهمية الإقرار بأنّ مسؤولية مواجهة داء السمنة لا تقتصر على قطاع الرعاية الصحية وحده.

واختتمت الجلسة الصباحية بحلقتي نقاش إضافيتين، ترأست الأولى الممثلة الهندية الشهيرة الناشطة في مجال التوعية حول أسلوب الحياة الصحي، زارين خان، والتي شاركت آراءها وخبراتها وتجاربها الشخصية حول الآثار المدمرة الناجمة عن التشهير والتفرقة والنبذ الاجتماعي بناءً على شكل الجسم، في حين تناولت حلقة النقاش الثانية ضرورة إحداث نقلة في البيئات المجتمعية ودور هذه البيئات كعامل محوري في مضاعفة فرص إصابة الفرد بالسمنة أو الحد منها.

وستقام في فترة ما بعد الظهر حلقات نقاش متزامنة حول “الفوز في المعركة ضد السمنة” و “التغلب على داء السكري” حيث سيركز المشاركون على الخطوات التي تتخذها قطاعات الرعاية الصحية والمأكولات والمشروبات لمعالجة السمنة المفرطة ومرض السكري والتصدي لهما بمساعدة صناع القرارات وقطاعي التعليم والمجتمع المدني.

وبالنظر إلى توقع ارتفاع معدلات الإنفاق على الرعاية الصحية لعلاج مرض السكري في الشرق الأوسط ليصل إلى 24.7 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2035، مقارنةً مع 16.8 مليار عام 2014، سلّط المتحدثون الضوء على التكاليف غير المباشرة للمرض والناجمة عن انخفاض الإنتاجية في العمل. وتضمنت الموضوعات المطروحة للنقاش أيضاً مسألة التعامل مع مرض السكري بالسرعة الكافية والاستثمار كما ينبغي في مجال الرعاية الصحية والمكاسب التي تحققت حتى الآن.

ونجحت القمة التي جرى تنظيمها برعاية شركتي “جونسون آند جونسون” و”نستله هيلث ساينس” الرائدتين في مجال الابتكار والأبحاث، في استقطاب 150 مشاركاً من أبرز قادة الفكر وصنّاع القرار من الحكومة والأوساط الأكاديمية، فضلاً عن قطاعات الأدوية والأغذية والمشروبات والأجهزة الطبية. وفي معرض حديثه عن أهمية اتخاذ نهج متعدد التخصصات، شدّد الدكتور بن ويغان، رئيس وحدة تسريع التصدي للأمراض وهي جزء من شركات “يانسن فارماسوتيكال” التابعة لـ”جونسون آند جونسون”، على أهمية وجود مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة في المساعدة على تشجيع وتحفيز الابتكار.

وقال الدكتور ويغان: “نحن ملتزمون بتحسين حياة الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة ومرض السكري اليوم، وتحديد الأفراد الذين هم عرضة لمخاطر الإصابة بهذه الأمراض في المستقبل. ونظراً للحيثيات المعقدة للسمنة المفرطة والسكري وانتشارهما على نطاق عالمي، نحن نعتقد أنه يجب دعم المرضى اليوم وتسريع وتيرة الابتكار في مجال الرعاية الصحية بمختلف جوانبه للتنبؤ بالمرض واستباق الإصابة به. ونشدد على أهمية تنظيم الأحداث التي تجمع طيفاً واسعاً من أصحاب المصلحة من قادة أكاديميين وحكوميين وخبراء صناعيين من مختلف القطاعات لتوفير منصة جامعة للتعاون وضمان صحة ورفاه الأجيال القادمة.”

وفي معرض تعليقه على الحدث، قال الدكتور ماجد إسكندر، مدير شركة “نستله هيلث ساينس” في منطقة الشرق الأوسط: “تمتلك شركة نستله هيلث ساينس شراكات وطيدة مع الحكومات والمجتمعات المحلية والهيئات الصحية في الشرق الأوسط لمكافحة القضايا والتحديات الصحية الراهنة مثل السمنة ومرض السكري. كما نقدم الدعم لمجموعة من الأحداث والفعاليات، من خلال الاكتشافات العلمية والسريرية ونوفر العلاجات الغذائية التي تعزز الدور العلاجي لعلوم التغذية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من نهج إدارة الصحة. وقد شكلت قمة اليوم مصدراً رائعاً للإلهام والتحفيز وأظهرت كلمة سمو الأميرة التزاماً قوياً لمواصلة المسار الذي اختارته وبدأته دولة الإمارات العربية المتحدة نحو مجتمع صحي أفضل “.

ويتوقع أن يساهم الدعم القوي الذي أظهره القطاع الخاص في حشد الجهود لتطوير استراتيجيات إقليمية ناجعة تقدم حلولاً إنسانية لمشكلة مؤثرة تجلب معاناة إنسانية واجتماعية صعبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟