أكاديميون وخبراء يدعون إلى تعزيز مفاهيم الإبداع والابتكار في المكتبات العامة (صور)
دعا مشاركون في الجلسات العلمية باليوم الثالث والأخير لمؤتمر “الابتكار واتجاهات التجديد في المكتبات” والذي نظمه مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة برعاية خادم الحرمين الشريفين، إلى دعم جهود مؤسسات المجتمع المختلفة والجمعيات والاتحادات المهنية لتعزيز نشر مفهوم الإبداع والابتكار بين العاملين في مجال المكتبات، والاستفادة من هذه المفاهيم الإدارية الحديثة؛ من خلال إقامة وتنفيذ المؤتمرات والندوات لتعزيز تطبيقها في بيئة المكتبات، وإعداد وتنظيم اللوائح والمعايير والإجراءات الخاصة بها.
مؤكدين على أهمية سعى المكتبات ومراكز المعلومات لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنية والذكاء الاصطناعي وتوظيفها في خدمة الباحثين، بالإضافة إلى تبني مبادرات المكتبات الرقمية على غرار التجارب العالمية التي أثبتت كفاءة وقدرة عالية في إثبات وجودها وتفعيل خدماتها، مثل: المكتبة الرقمية بمكتبة نيويورك العامة ومكتبة جامعة نانيانج بسنغافورة، ومكتبة كاليفورنيا الرقمية، ومكتبة الأطفال العالمية بأمريكا، ومكتبة كنتاكي الافتراضية.
مراكز استكشافية
ففي بداية جلسات الأربعاء (12 محرم 1441هـ) اليوم الثالث والأخير من المؤتمر، قالت الدكتور ناهد نصر الدين عزت أستاذ علم الجمال إن رعاية المبدعين والمبتكرين علميًا وفنيًا والكشف عن البصمة الابداعية لديهم من أهم مقومات التنمية المستدامة للمجتمعات وتدعيمها اقتصاديًا. مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بالمراكز الاستكشافية ذات التوجه العلمي والإبداعي في المكتبات المدرسية والعامة وتدعيمها بالبرامج والاصدارات الالكترونية لتقويتها ومساعدتها على التنمية والتطوير الذاتي وذلك لمواكبة أحدث تقنيات العصر الحديث.
طفرة تكنولوجية
وأوضحت ورقة علمية بعنوان: (جاهزية استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية بالمكتبات الجامعية) أعدها الباحثتان بجامعة عبدالحميد مهري بقسنطينة نـــدى بوجـاجـة ورميساء سدوس بأن تكنولوجيا الحوسبة السحابية تعتبر طفرة متطورة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وذلك لما لها من مميزات فائقة في تطوير المؤسسات الوثائقية بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة وتحقيق الجودة في تقديم الخدمة. مشيرة إلى أن تطبيق هذا النوع من التكنولوجيا شبه منعدم في البلدان النامية والتي لا تزال تعاني من نقص في دراسات الجدوى وتقييم الجاهزية التي تسبق تطبيق أي مشروع مهما كان نوعه بجانب نقص الإمكانيات المادية والمالية والقوى البشرية المؤهلة والقادرة على تبني المشروع وتسييره.
أدلة ارشادية
وأوصت ورقة بحثية أعدها للمؤتمر الدكتور صقر مويسان العتيبي الأستاذ المساعد بجامعة طيبة بالشراكة مع الباحثة بالجامعة أروى نصار الجهني، بضرورة التخطيط السليم عند إدخال أي تقنية في المكتبات الجامعية وأن يتم تفعليها كما ينبغي وتدريب وتأهيل أخصائيي المعلومات للاستفادة القصوى من التقنيات المدخلة، بالإضافة إلى عمل أدلة ارشادية لمرتادي المكتبة في استخدام الجهاز الخاص بالإعارة الذاتية لتوفير وقت وجهد المستفيد اثناء تواجده في المكتبة. مشددة على أهمية إدخال مناهج اجبارية في السنوات الاولى في الجامعة لتدريس أهم الخدمات المقدمة في المكتبات وكيفية الاستفادة منها.
الذكاء الاصطناعي
ونوهت ورقة عمل بحثية عن الذكاء الاصطناعي واستخدامه في المجالات البحثية والمعلوماتية أعدها الباحثات بجامعة الملك سعود: شروق زايد العتيبي وأمل حسن العمري وإيمان سعد الغامدي، بأهمية أن تسعى المكتبات ومراكز المعلومات لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنية والذكاء الاصطناعي وتوظيفها في خدمة الباحثين. مضيفة بأن على أخصائي المعلومات تطوير خلفياتهم وقدراتهم المهنية والارتقاء بها في خضم هذه الثورات التقنية الذكية، وأن يقوم بمتابعة كل ما هو جديد بخصوص هذا النظام. مشيرة إلى أنه عند اكتمال العمل على النظام يتوجب على المكتبات ومراكز المعلومات توفير النظام للمستخدمين والتعريف به وعمل دورات للعمل عليه سواء لأخصائي المعلومات أو الباحثين.
انترنت الأشياء
ودعت الباحثة نابتي هاجر إلى الاهتمام بتقنية انترنت الأشياء من قبل أهل الاختصاص في الوطن العربي والاهتمام بإبراز مدى أهميته ودوره البارز الفعال لتقدم وتطور خدمات المكتبات ومراكز المعلومات والتحول للمكتبات الذكية.
المكتبة الرقمية
ودعت الدكتور نجلاء فتحي عويس عضو هيئة التدريس بقسم المكتبات والمعلومات كلية الآداب بجامعة حلوان بمصر إلى تبني مبادرات المكتبات الرقمية على غرار التجارب العالمية التي أثبتت كفاءة وقدرة عالية في إثبات وجودها وتفعيل خدماتها، مثل: المكتبة الرقمية بمكتبة نيويورك العامة ومكتبة جامعة نانيانج بسنغافورة، ومكتبة كاليفورنيا الرقمية، ومكتبة الأطفال العالمية بأمريكا، ومكتبة كنتاكي الافتراضية.
منهجية أجايل
وقال الدكتور حاتم أنور عبد الله عضو هيئة التدريس بقسم علوم المعلومات بكلية الآداب بجامعة بني سويف إنه يجب على المكتبات ومؤسسات المعلومات العربية أن تتبنى مبادئ منهجية “أجايل” في إنجاز المهام وتخطيط وتنفيذ خدمات المستفيدين، وتحفيز مدراء المكتبات على نشر ثقافة منهجية أجايل بين العاملين وتوعيتهم بمفهوم تلك المنهجية وما ستحققه المكتبات عند تطبيقها. مؤكدًا على أهمية تعديل التشريعات أو السياسات التي قد تعيق تطبيق منهجية أجايل داخل مؤسسات المعلومات العربية بالشكل المطلوب مثل أساليب التحفيز ونظام المكافآت حيث يجب إعدادهم بالشكل الذي يساعد على التحسين والتطوير المستمر بما يتناسب مع تطبيق منهجية العمل الجديدة.
التحفيز بالألعاب
وأوصى باحثان من كلية التربية بجامعة الأزهر، باستخدام الألعاب التحفيزية في تدعيم رسالة المكتبات المدرسية وغير المدرسية مما يعمل على تفعيل دور المكتبات في توصيل رسالتها الى جمهور المستفيدين. وقال الباحثان الدكتور أسامة محسن هندي وبهاء فتحي خليفة خلال مشاركتهما بالمؤتمر، إنه يمكن الاستفادة من البيئة الالكترونية المعدة في البحث والمدعمة بالألعاب التحفيزية كنموذج وتصور يمكن تطبيقه على مستوى المكتبات المدرسية.
ورق سليلوز
وكشفت دراسة تجريبية تطبيقية مقارنة أعدها الدكتور محمد عبد الله معروف أستاذ ترميم الآثار بجامعة سوهاج بمصر عن الاتجاهات الحديثة لتقييم استخدام المواد الطبيعية في ترميم وحفظ المخطوطات العربية القديمة، بأن ورق سليلوز المعالج بالصبغات الطبيعية من مستخلص ثمرة الحنظل وقشر الرمان، تعد إحدى المعالجات الجديدة غير التقليدية في انقاذ صفحات الكتب والمخطوطات الورقية المعرضة للتآكل والتلف الميكروبيولوجي.
المورد الأثمن
ولفت الدكتور محمد إبراهيم حسن الصبحي أستاذ علم المعلومات بكلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات بجامعة أم القرى إلى أن المستفيدين من المكتبات العامة والخاصة لا يمثلون الهدف الوحيد من وراء الخدمات فحسب، بل إنهم أيضًا يمثلون المورد الأثمن من حيث القيمة إذا ما تم مقارنتهم بغيرهم من الموارد. مبينًا أن عصر البيانات الضخمة يتيح القدرة على استيعاب المستفيدين، والاتصال بهم اتصالًا وثيقًا، ولا يتوقف التفاعل بين المستفيدين والمكتبات عند حد تلبية احتياجات المستفيدين من المعلومات فحسب، وإنما يتعدّى حدود ذلك إلى تزويد المكتبات بصفة مستمرة بالمصادر الخاصة بالمستفيدين أيضًا.
المكتبات الخضراء
وأوضحت الدكتور مها محمد لؤي عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية أن الوعي التام بطرق توفير الطاقة وسياسات وسلوكيات إعادة تدوير مصادر المعلومات يعدان من أهم التحديات الحديثة للمكتبات. مشيرة إلى أن نشر الوعي بتلك المتطلبات الحديثة وتحقيق التوازن بينها وبين معايير ونشر قواعد وأسس الحفاظ على البيئة الخضراء، وتحقيق التنمية المستدامة الخضراء، من أهم المتطلبات المهارية لأخصائي المكتبات المعاصر، فبجانب الوعي المعلوماتي يقف أيضًا الوعي البيئي.
تعزيز الابتكار
وشدد بحث مشترك عن الابتكار ودوره في تعزيز الميزة التنافسية قدمه الدكتور محمود عبد الكريم الجندي أستاذ ورئيس قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب بجامعة المنوفية بمصر، والدكتور ياسر نبوي محمود خبير التطوير المعرفي بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارات، على ضرورة قيام القيادات الإدارية في المكتبات بصفة عامة بدعم وتعزيز ممكنات ومقومات بيئة تبني وتطبيق الابتكار في كافة مجالات وجوانب المكتبات، والعمل على تعزيز دور وأهمية وجود المكتبة بين مؤسسات المجتمع الأخرى.