اختتام المنتدى الدولي لسياسات “مستقبل التعليم” بتحليل شامل لفرص وتحديات القطاع في العالم
اختتمت اليوم في دبي أعمال المنتدى الدولي الثاني عشر للحوار بشأن سياسات والذي حمل شعار “مستقبل التدريس” (المنتدى الدولي لسياسات مستقبل التعليم) بمشاركة أكثر من 300 خبير تعليمي من بين وزراء التعليم وصانعي السياسات وقادة قطاع التعليم والمعلمين.
عقد المنتدى الدولي لسياسات مستقبل التعليم بتنظيم من فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030 تحت رعاية مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، واللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم.
وشهد الحدث العالمي حضوراً رفيع المستوى ضم وزراء التربية والتعليم وممثلي المنظمات غير الحكومية، والحكومية الدولية، والمنظمات المهنية والمؤسسات الخاصة. حيث استعرض المشاركون مناهج التدريس المبتكرة وتقنيات التعليم الناشئة وقضايا المساواة والإدماج في التعليم وسياسات تأهيل وتدريب المعلمين في جميع أنحاء العالم، وتبادلوا الآراء لتحديد ثغرات سياسات وممارسات التعليم، وتصدر موضوع تطبيق التكنولوجيا الرقمية الخاصة بأتمتة عمليات التدريس محور النقاشات خلال المنتدى، حيث شدد الحضور على ضرورة توظيف الاستثمارات الخاصة بتقنيات التعلم بدقة متناهية بحيث تكون مكملة لمجالات خاصة بتطوير المعلمين، مثل التدريب والدعم التربوي والإداري والعمل اللائق.
وخَلُصَ المؤتمر الى ضرورة توظيف ما يزيد عن 69 مليون معلم مؤهل ومدرب تدريباً جيداً في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030 لتلبية أهداف التنمية المستدامة في حين أكدت الحكومات والجهات المشاركة في المنتدى الحاجة إلى تطوير سياسات تعليمية وتدريبية مبتكرة تستجيب للاتجاهات والتحديات العالمية، وشدد المنتدى ضرورة تبني نظام التعلم المستقل والموجّه تلقائياً بحيث تلعب التكنولوجيا الدور الأكبر في تحديد آلية تفاعل المعلمين والمتعلمين مع بعضهم البعض ومع الاخرين.
وفي ختام المنتدى، دعا المشاركون الحكومات والمجتمع الدولي والجهات المختصة إلى صياغة مبادئ توجيهية ذات صلة لتأهيل المعلمين واستغلال فرص التطوير المهني المستمر والتقدم الوظيفي؛ وتسخير التقنيات لدعم التعليم والتعلم المبتكر وتزويد المعلمين بالأدوات والموارد والمهارات التربوية اللازمة لاستخدام التقنيات الحديثة في الصفوف الدراسية بطريقة آمنة وأخلاقية وعادلة.
كما أكد المشاركون على ضرورة تزويد الطلاب والمتعلمين الجدد بمجموعة واسعة من المهارات تتعدى حدود المعرفة الأكاديمية، مع الاخذ بعين الاعتبار أساليب التعليم التعلم المبتكرة وممارسات التدريس الحالية المستقبلية، واستعرض المشاركون ايضاً النظريات السابقة والفجوات في سياسات المعلمين والإصلاحات الممكنة.
ورحبت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز الجهة الراعية للحدث بنتائج المنتدى حيث صرح الدكتور جمال المهيري، نائب رئيس مجلس الأمناء -الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، بأن توصيات المنتدى تلامس متطلبات واحتياجات العمل من أجل دعم دور التعليم في النهوض بالمجتمع العالمي مؤكداً على ضرورة تطوير مهارات المعلمين وتأهيلهم بشكل يواكب التغيرات والتطورات المعاصرة التي تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي تُنقَل بها المعارف والمهارات إلى المتعلمين المعاصرين، مشيراً الى ان التطور التكنولوجي يصحبه تطور قطاع التعليم.
وقال المهيري ان مستقبل قطاع التعليم سيتضمن استحداث واستخدام أساليب وأدوات جديدة؛ الامر الذي يحتم على جميع الجهات المختصة العمل يداً بيد لاستغلال الفرص التي تخلقها التطورات التكنولوجية واقتراح حلول للقضايا المستقبلية، وهذا ما يسعى منتدى هذا العام الى تحقيقه. وأضاف: “أنا سعيد جداً لأننا ناقشنا الكثير من الفرص والتحديات التي تواجهنا في قطاع التعليم وتبادلنا وجهات النظر حول العديد من القضايا العالمية الخاص بالتعليم مع جميع الجهات المشاركة بهدف صياغة حلول ناجعة تسهم في بناء نظام تعليمي هادف للأجيال القادمة”.
واختتم المهيري تصريحه بترحيب واستعداد مؤسسة حمدان مواصلة تقديم الدعم للحراك التعليمي تجاه الإجادة والتميز وتمكين البرامج والمشروعات التي من شأنها تعزيز العمل الدولي الهادف إلى ردم الفجوة بين مستويات الأداء التعليمي في بين المجتمعات المتقدمة والنائية.
ومن الجدير بالذكر ان فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030، تم تأسيسه من خلال شراكة بين أصحاب مصلحة متعددين يجمعهم هدف واحد حيث يضم الفريق 143 عضوًا مكون من 91 حكومة بالإضافة إلى منظمات حكومية دولية على المستويات العالمية أو الإقليمية أو دون الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات المعلمين العالمية. ووكالات التنمية الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف ومنظمات ومؤسسات القطاع الخاص العالمية، ويتلقى الفريق الدعم المادي من العديد من الأعضاء والمنظمات الشريكة، بما في ذلك المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي وإندونيسيا والنرويج ومؤسسة حمدان، وتستضيف اليونسكو امانة الفريق.