افتتاح الدورة السابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب
معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو أحدث الفعاليات التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، فتحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات ، افتتح الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، اليوم الأربعاء 26 أبريل، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته السابعة والعشرين، والذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك”.
وحضر الافتتاح الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، والدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي في أبوظبي، وعويضة مرشد المرر رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل، ومحمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسيف غباش مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومنصور المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، والدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، ومستشار الثقافة والإعلام في مكتب الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وحشد من المثقفين ومحبي الأدب والكتاب.
ودشن الشيخ سبف بن زايد جناح جمهورية الصين الشعبية الدولة ضيف الشرف في هذه الدورة، والذي يقام لأول مرة ضمن فعاليات المعرض وذلك تحت شعار” الصين تقرأ” يرافقه شانغ تشي نائب وزير إدارة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون الصيني وعدد كبير من المسؤولين من البلدين الصديقين.
واطلع على منصة الرئيس الصيني في الجناح والتي تعرض مجموعة من نسخ كتاب حول حكم وإدارة الرئيس الصيني جين بينغ والذي قدم الكثير من الأفكار والنظريات والاستنتاجات الجديدة وأجاب على المسائل النظرية والواقعية الهامة حول تطور الصين المعاصرة، كما اطلع سموه على جهود الصين في الطباعة وهي أول دولة في العالم تخترع الطباعة، وقد قدمت الطباعة الصينية إسهامات كبيرة للحضارة الإنسانية وتطورت مع مواكبتها عصر التكنولوجيا الرقمية لتدخل حقبة جديدة من منتجات طباعة كافة وسائل الإعلام الرقمية والمحتوى والتكامل الوظيفي، كما اطلع سموّه على إصدارات الكتب الصينية الحديثة ونشأة وتطور الرموز الصينية واختراع وتطور صناعة الورق والنقش على البرونز والحفر على الحجر.
وتلقى هدية في الجناح الصيني عبارة عن مطبوعة ملفوفة بالطريقة الصينية القديمة، ثم قام سموه بجولة في أجنحة المعرض يرافقه وو شانغ تشي وزير إدارة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون في جمهورية الصين الشعبية.
وشملت جولة الشيخ سيف بن زايد أجنحة بينها جناح شركة أبوظبي للإعلام حيث اطلع على المجموعة الكاملة لإصدارات مجلة ناشيونال جيوغرافيك “2011” كما اطلع على مجموعة من إصدارات أعضاء النيابة العامة في دبي، واستمع إلى شرح حول مشاركة الجناح السعودي في المعرض من خلال إحياء دور الصالونات الثقافية وركن الطفل إلى جانب المشاركة بنحو 280 كتاباً تضم إصدارات جديدة للجامعات السعودية، كما استمع إلى شرح من الدكتورة فاطمة حمد المزروعي في جناحها بالمعرض والتي شاركت فيه بإصداراتها عن ثلاثية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه” وتقديم التراث الإماراتي للطفل وإنتاج الكتاب المجسم لأول مرة في الشرق الأوسط وإنتاج لعب خاصة بالأطفال في الإمارات مثل دمية ريم والعاب تركيب مكعبات علم الامارات، كما تابع سموه معزوفة شعبية في جناح صوت الرشاد التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وقدمت غاية خلفان الظاهري الباحثة بالهيئة شرحا مفصلاً حول محتويات المعرض والذي يركز على إبراز التراث الأصيل كما زار جناح جائزة الشيخ زايد للكتاب والتقى الدكتور عبد الله العروي شخصية العام الثقافية مثنياً سموه على الجهود المبذولة ومباركاً له الحصول على الجائزة.
وزار الشيخ سيف بن زايد جناح إتحاد كتاب وأدباء الإمارات في المعرض حيث كان في استقباله حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، واطلع سموه على أحدث إصدارات الاتحاد، مبدياً إعجابه بما يتضمنه الجناح من أعمال أدبية وفنية تسلط الضوء على الحركة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما توقف في جناح “الملتقى” والذي يعد من أحد نوادي اليونسكو التي تسهم بدور بارز في تبادل الأفكار الثقافية والأدبية في المجالات الحضارية والاجتماعية، كما زار سموه جناح المجلس الوطني للإعلام واستمع لشرح حول كتاب “خليفة رحلة للمستقبل” الذي يستعرض مسيرة قائد الوطن، ويعد من أبرز إصدارات الأرشيف الوطني، كما التقى سموه مع مجموعة من طلبة المدارس المشاركين في إحدى الورش القرائية بالجناح .
وقال محمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة “لقد بات المعرض اليوم أكثر دولية واحترافية، والأسرع نمواً في الشرق الأوسط، وذلك بفضل استراتيجية تطويره، حيث أنه ليس مجرد سوق لبيع الكتب، وإنما يعد تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تهدف للتعريف بالجديد في مجال التأليف والنشر والترجمة، ولقاء الجمهور مباشرة بالمؤلفين والناشرين وغيرهم من عناصر الصناعة المعرفية. نؤمن في معرض أبوظبي للكتاب بأن الآداب والفنون، هي أفضل مدخل للتعرف على ثقافات العالم. ومن هنا نسعى في كل دورة إلى مد جسور التواصل الثقافية والمعرفية مع واحدة من أكبر ثقافات وحضارات العالم، حيث تحل الصين ضيف شرف هذه الدورة لما تمثله من تنوع ثقافي ومعرفي مذهل وعميق”
وأضاف : “نلتقي على مدى 7 أيام لنمد جسور المعرفة نحو حضارة الصين العريقة عبر باقة مميزة من الفعاليات الفنية والثقافية واتفاقيات التعاون في مجالات النشر والترجمة والتبادل الثقافي. ونستلهم هذا العام من قصائد وأشعار الفيلسوف العربي الكبير ابن عربي، صاحب الرؤية الإنسانية المتميزة، هذا المثقف الشديد الثراء فكرياً وإبداعياً. كما وأودّ التوجه بالشكر لكل من أسهم في تنظيم هذا المعرض، وفق أرقى المعايير التي وضعناها، مما أتاح لنا أن نوفر لكل زورانا وشركائنا إقامة غنية ومثمرة ليتمكنوا من اكتشاف مشاهد وأصوات إمارة أبوظبي”.
وأشار سيف سعيد غباش مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: “تلعب أبوظبي دوراً مهماً في دعم النشر والأدب والثقافة، ويمثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب ملتقى لجميع المهنيين في مجال النشر ووسائل الإعلام الرقمية والخدمات الالكترونية، والكُتّاب والأدباء من جميع أنحاء العالم، وفرصة هامة لنا لاطلاعهم على نتاجنا الأدبي الإماراتي من خلال استضافة أبرز الكتاب والمثقفين الإماراتيين ودور النشر. وبخاصة أنّ يستضيف المعرض نخبة متميزة من المواهب الأدبية والثقافية على مستوى العالم، من خلال الاحتفالية الخاصة بتكريم الفائزين بكلٍ من الجائزة العالمية للرواية العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تصاحب فترة انعقاد المعرض وهو ما يُؤكد مكانة أبوظبي على خارطة الثقافة”.
وتابع غباش “وإذ تعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لأن تكون أبوظبي واحدة من الوجهات السياحية العالمية الرئيسة، فإننا نأخذ في الاعتبار ما لدى أبوظبي لتقدّمه للعالم، انطلاقاً من تنوّع الخدمات السياحية وارتقاء معاييرها، وليشمل ذلك أيضاً الجانب الثقافي، من تراث غنيّ وتقاليد عريقة ومعالم أثرية متفرّدة وملامح حضارية مُشرقة”.
ويحتفي المعرض بالصين كضيف شرف هذا العام حيث تم تخصيص جزء كبير من البرنامج المصاحب للمعرض لإلقاء الضوء على انتاجها الأدبي من خلال مجموعة هامة من الجلسات الحوارية التي يشارك بها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، كما وتُعرض أهم الإصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص يشارك به أهم الناشرين في الصين.
وعبر جلسات نقاشية وحوارية متنوعة سيتم الإضاءة على حياة وسيرة ومنجز الفيلسوف ابن عربي من خلال جناح مخصص له. كما يتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً غنياً يشارك مئات المثقفين والكتاب من كافة أرجاء العالم يطرحون مواضيع متنوعة تتعلق بالمشهد الثقافي العربي والعالمي، أما البرنامج المهني فيركز على تمكين الناشرين من خلال سلسلة من الورشات المتخصصة التي تؤهل المشاركين الحصول على شهادات تمكنهم من بدء مشاريع خاصة في عالم صناعة النشر.
إلى جانب ذلك يعرض 24 رساماً نتاجهم الفني على الجمهور في “ركن الرسامين” والمخصص لعرض ابداعات الرسامين المتخصصين في انتاج أغلفة الكتب والرسوم التوضيحية في الكتب ورسوم الكرتون وغيرها.
كما سجل المعرض زيادة عن العام الماضي في عدد إجمالي المساحات المحجوزة لهذا العام حيث بلغت 35148 متراً مربعاً بما يؤكد على دور معرض أبوظبي الدولي للكتاب كأحد أبرز الفعاليات الثقافية المتخصصة بالكتب والقراءة وإنتاج المعرفة، وهي مساحة تغطي كل قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، كما ويشارك في المعرض 1320 عارضاً من 65 دولة.
ومن جديد يعود البرنامج المهني لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ليقدم سلسلة غنية من الندوات والعروض والحوارات والنقاشات التي تهدف إلى إتاحة منصة للعارضين تساعدهم على إقامة الصلات مع الناشرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما بعدها، كما يفتح لهم المجال للاطلاع على الاتجاهات الأحدث في صناعة النشر وكتب الأطفال والكتب المصورة وحقوق الترجمة وغيرها من الموضوعات المهمة للناشرين والعارضين. بالإضافة إلى فتح المجال أمام العارضين للتواصل مع اللاعبين الرئيسيين والرواد في هذا المجال والالتقاء بهم.
وبدوره، ينظم مشروع ” كلمة” للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والذي يحتفي هذا العام بمرور عشر سنوات على انطلاقته، فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الخامس للترجمة تحت شعار “التقنيات الحديثة وتأثيرها على الترجمة” على هامش الدورة السابعة والعشرين من المعرض، والذي يتمحور حول تأكيد أهمية الدور الذي تلعبه الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب، وبناء قدرات المترجمين الشباب ورفد الجيل الصاعد لاستكمال مسيرة نقل الثقافات والعلوم والآداب من وإلى العربية، وإعداد كوادر مُدربة من المترجمين العرب في مجال الترجمة الأدبية، بالإضافة إلى الارتقاء بجودة الترجمة في العالم العربي وعلى وجه الخصوص في مجال الترجمة الأدبية، وإلقاء الضوء على إشكاليات الترجمة الأدبية وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المترجمين الشباب والمترجمين ذوي الخبرة في هذا المجال.