قلم إيجابي

الرصيد الصفري

منذ زمن كنت أستغرب من نهايات بعض العلاقات .. مثلاً كيف أن هناك حالات طلاق يمكن أن تحدث بعد 20 سنة أو أكثر وأقول: لماذا انفصلوا بعد هذه المدة الطويلة ؟ لماذا لم يكن من البداية ؟

و أيضا أصدقاء العمر الذين قاطعوا بعضهم ولا يوجد شخص يمكن أن يقنعهم برجوع علاقتهم مع بعضهم البعض أبداً… وكذلك بعض الأقارب والجيران، وأحياناً تكون من أهل البيت الواحد أستغرب إن هناك علاقات توقفت و فعلاً لايوجد شخص قادر يرجعها … حتى وصلت لحقيقة إن في العلاقات شيء اسمه ” رصيد “.

علاقاتنا بالناس مرهونة برصيد يتحدد حسب مكانة ومَعزّة هذا الشخص عندنا وكلما كان التعامل راقي ومحترم ، الرصيد يزيد والعكس كلما كان التعامل سيئا وغير لائق الرصيد ينخفض.

ومع إحساس البعض أننا نحبهم ونقدرهم ونحترمهم يتمادون بالتصرفات غير المُرضية، ولا يعلمون أنهم يسحبون من رصيدهم بالعشم والمحبة اللي ما لديهم عندنا و يعتقدون أن رصيد التسامح لدينا ممتد بلا نهاية و العلاقة تستمر حتى يصبح الرصيد صفراً .

لكن في حالات استثنائية نقرر نعيد شحن الرصيد ونضطر نغفرلهم أخطاءهم (من أجل الأبناء ،الحلال و الحرام ، العشرة ، الصداقة , ، ، ،……) حتى يتمادى الشخص مره أخرى ويسحب رصيده مرة ثانية، هنا نكون قد فقدنا قدرتنا على التحمل، بعدها يصبح قرار قطع العلاقة قرار قادرين على اتخاذه بكل ثقة و تأكيد وبدون تراجع ببساطة سيكون قرار لا ندم بعده.

حافظوا على علاقاتكم وعلى الناس التي تغفر و تسامح كثيرا ، لكن لا تتمادون وتعتقدون إنّ المدة الزمنية أو طول العلاقة أسباب كافية لاستمرارها.
دعونا نزيد رصيدنا بالمودة و الرحمة و الإحساس والأخوة و حسن الخلق والاحترام .

كلما كثرت تجاربنا في الحياة، صغرت دائرة علاقتنا مع من حولنا.. ليس تكابراً بل لأن التجارب تمنح الإنسان معايير أكثر دقة لانتقاء الأشخاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟