الشقيقان الشقيّان
طالعتنا الأخبار فجر الجمعة الماضية بالفاجعة التي لا يمكن لأي إنسان سويٍّ أن يتصورها ، كيف لا؟! وعنوانها شقيقان يقدمان على قتل والدتهما ، والتي من المفترض أن تكون من أسباب دخولهما الجنة . أما فصول الحادثة؛ فقد أقدم هذان الشقيقان الشقيّان على طعن والديهما وشقيقهما بإصابات خطيرة ، وما ذاك إلا لتأثرهما بالفكر المتوحش الخارجي “داعش” ، والذي تغلغل إلى نفوسهما وتشربت منه قلوبهما ليقدمان على جريمة شنعاء ، تقشعر منها الأبدان، وتحتار فيها الأفهام! لقد أدركنا جميعًا في مجتمعنا السعودي ما حل بنا من حقيقة مرة ، تتمثل في وجود لأشخاص تأثروا بهذا الفكر المنحرف ، كشّر البعض منهم عن أنيابه والبعض الآخر مازال يخفي فكره العفن عن الأنظار ، حتى أصبحنا في مواجهة حقيقة مع هؤلاء الأوغاد ، ليكون أحوج ما يجب في هذه المرحلة هو تظافر الجهود لمحاربة الفكر الضال بكل ما نستطيع ، لردع وإيقاف أي تهديد يشكل خطرًا على أمننا واستقرارنا الذي حبانا الله إياه. ورغم ما فجعنا به من حوادث متتالية تمثلت خصوصًا في الغدر بالأقارب ، إلا أن الكثير بحمدالله في مجتمعنا قد أدرك خطورة هذا الجرم ، بل وقد انكشف هذا الفكر الخبيث للناس وأصبح عاريًا تمامًا ، ولم يبقَ إلا دورنا كمواطنين في المساهمة بالإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو أفكار مشوشة ، وخصوصًا في شريحة الشباب عماد الوطن ومستقبله الزاهر. أيها الأب ، أيها المعلم ، أيها الخطيب : على أعتقاكم أمانة عظيمة وحمل ثقيل ، وكل يجب أن يقوم بدوره ، من إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه ، وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية ، وكذلك غرس حب هذه الأرض المباركة والوطن الغالي وقادته الحكماء في نفوس أجيالنا ، حتى يدوم علينا هذا الأمن الذي نعيشه