فعاليات
“بافقيه” يتحدث عن “الكتابات العربية المبكرة عن الأدب في المملكة” بأدبي المدينة المنورة
ينظم النادي الأدبي بالمدينة المنورة يوم الأربعاء المقبل محاضرة بعنوان ” الكتابات العربية المبكرة عن الأدب في المملكة العربية السعودية “يقدمها حسين بافقيه, وذلك بقاعة المحاضرات في مقر النادي.
وتأتي المحاضرة ضمن البرامج والفعاليات الثقافية التي ينفذها النادي خلال موسمه الثقافي الحالي.
من الجدير بالذكر أن الأدب السعودي ليس بمنأى عن التأثر بالمحيطات العربية المتنوعة، فمنذ دخول مفهوم الأدب ببعده الفني الحديث – الذي قدحت شرارته رواية زينب لمحمد حسين هيكل، مع تحفظ يوسف القعيد على هذا الإطلاق –
وهناك تطلع لدى الكتاب السعوديين لخوض غمار هذه التجربة العربية الحديثة التي اجتاحت العالم العربي عبر روَّاد الادب العربية المصريين تحديدا، ولقرب الحجاز من مصر وأسبقية أهله بالتعليم فقد استهلت الأدب السعودية مسيرتها بصدور رواية (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري في عام 1930م، بمعنى أن هذه الأدب سابقة لأول رواية أصدرها نجيب محفوظ بعنوان (عبث الأقدار) الصادرة عام 1939م، وقد يكون للعيب الفني في رواية (التوأمان) – التي تؤرخ للرواية السعودية – دور في عدم انتشارها بشكل جيد.
وكأي بداية، فقد تناولت هذه الادب الصراع بين بطليها التوأمين المختلفين في رؤيتهما للحياة وفق تعليمهما وثقافتهما، فأفسد الأدب سذاجة الطرح الذي كشفته عقدتها المتمثلة في انتصار رشيد بتقليديته وفشل فريد المتعلم في معاهد أجنبية.
وقد واكب رواية (التوأمان) عدد من الروايات ذات النزعة الإصلاحية، حيث تلتها رواية (فكرة، الصادرة عام 1948م) لأحمد السباعي، واختلفت هذه الادب عن سابقتها بانفتاحها على التغيير في البناء الاجتماعي؛ فبطلتها فكرة تطمح للتغيير وتجاوز الواقع، وتعد هذه الادب الأولى من حيث تناول هموم الفتاة وتطلعاتها المستقبلية في وقت لم يكن ينظر لها بعين الاعتبار ككائن مستقل يطمح إلى أبعد من الواقع. وتليها الادب الثالثة في مسيرة الأدب السعودي وهي رواية (البعث، 1948م) لمحمد علي مغربي، وهذه الأدب تنقض اتجاهات رواية (التوأمان)، حيث تتبنى رؤية ضرورة الإفادة من الآخر رامزة إليه ببحث أسامة الزاهر عن علاج خارج البلد، وهناك يكتشف هذا العالم المتمدن الذي ينعم به من تقدُّم يفتقر إليه بلده، وهي دعوة رمزية في وقت مبكر لضرورة التعلم من المجتمعات الأخرى، ونقل ما لديها من أدوات النهضة. ويقف الدكتور سلطان القحطاني في هذه المرحلة المؤسسة عند رواية البعث بينما يتجه آخرون لإلحاق رواية (الانتقام الطبعي، 1954م) لمحمد الجوهري بمرحلة الرواد التي تعد أطول مرحلة تاريخية في مسيرة الأدب السعودية (1930 إلى 1954) رغم أنها لم تنجب سوى أربع روايات.