تركي الفيصل: دراسة الفن الإسلامي تشكل تحدياً كبيراً.. ومتحف الفيصل يضم أكثر من 200 قطعة نادرة
لا تزال دراسة الفن الإسلامي من أهم فروع الدارسات الإنسانية ، وحول هذا الصدد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي بالرياض، مساء أمس الخميس 6 رمضان 1438هـ الموافق 1 يوليو 2017م، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ونخبة من المختصين والأكاديميين والسفراء والدبلوماسيينوالمهتمين بالتراث العربي والإسلامي.
وقد صرح الأمير تركي الفيصل خلال الافتتاح قائلا: “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو راعي مؤسسة الملك فيصل وراعي نشاطاتها، وهو بنفسه من افتتح العديد من المعارض في هذا المكان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، وهذا المساء نشرف بوجود أخي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، ونحن دائماً في رعايته في منطقة الرياض، ووجوده هنا ليس فقط دليلاً على اهتمامه الشخصي ولكن توجه وتأييد الدولة المباركة لكافة المجالات الثقافية والتراثية”.
وتابع الأمير تركي الفيصل: “أوجه الدعوة للجمهور من الجنسين إلى زيارة المتحف فهو مقام ومفتوح للجميع، وزيارة الجمهور تسعدنا. والدعوة عامة لسكان الرياض أو أي أحد لزيارة المعرض للجميع خلال الأشهر الثلاث القادمة”.
وتسلَم الأمير فيصل بن بندر هدية تذكارية من الأمير تركي الفيصل، عبارة عن صورة لمخطوطة (كليلة ودمنة) وهي إحدى المخطوطات الأصلية النادرة التي يقتنيها مركز الملك فيصل ضمن آلاف المخطوطات الأخرى.
وحول الخلفية التاريخية للمتحف أوضح الأمير تركي الفيصل أن الحضارة الإسلامية شهدت ازدهاراً كبيراً في جميع مناحي الحياة حيث تطوّرت العلوم والفنون على حدٍّ سواء وكان للخط العربي نصيب في هذا الازدهار بسبب ارتباطه بالقرآن الكريم ورسم المصحف، مشيراً إلى أن دراسة الفن الإسلامي تشكّل تحدّياً كبيراً لاتّساع النطاقين الجغرافي والزمني للحضارة الإسلامية.
وأبان أن الفن العربي الإسلامي غير مقيّد بقالب معين على خلاف المفهوم الغربي للفنون ، مؤكدا حرص المركز منذ تأسيسه على اقتناء أكبر عددٍ ممكنٍ من المخطوطات الأصلية أو صورٍ منها في إطار إسهامه في إبراز دور الحضارة الإسلامية وما قدّمته إلى البشرية في مختلف الميادين، كما اقتنى المركز كثيراً من القطع التراثية النادرة، التي بلغت أكثر من مئتي قطعة تراثية، وهي قطع فنية تُظهر براعة الصنّاع المسلمين، وحرصهم الشديد على إثراء ما كانوا يقومون بتصنيعه. وقد جُمعت المجموعة الفنية التي يمتلكها المركز من أمكنةٍ متفرّقةٍ في العالم وفق معايير فنية دقيقة؛ لضمان قيمة هذه المقتنيات، ومدى تعبيرها عن مكنون الحضارة الإسلامية عبر قرونها المختلفة.