ذكريات كبار السن تستعيد الماضي الجميل في سوق عكاظ
تستعيد فعاليات سوق عكاظ في نسخته الحادية عشرة ذكريات الزمن الجميل والعيش فيه وزواياه وأركانه وطرق العيش فيه حيث تبقى لهذه الطقوس تعابيرها الخاصة لدى كبار السن عندما يستذكرون تفاصيل تلك الأزمنة على أرض هذا السوق الذي تتناغم معه الثقافة والأدب والتاريخ .
وكالة الأنباء السعودية “واس” كان لها جولة وثقت خلالها بالكلمة والصورة ما شكلته ذكريات كبار السن ممن عايشوا زمن الآباء والأجداد العديد من الأجواء داخل السوق التي حملت بداخلها رائحة المحبة والتكاتف وتبادل الزيارات بين الجيران لتعيش معهم عبق التاريخ والتراث فرسمت صورة جميلة زادت من روعة الفعاليات .
واسترجع كبار السن من خلال الديكورات التراثية التي تتزين بها واجهات العديد من الأجنحة حنينهم إلي الماضي ظهرت ملامحه بوضوح من خلال تعابيرهم وتفاعلهم مع فعاليات السوق يسوقهم في ذلك الحنين إلى الماضي الذي يفخرون بأنهم كانوا جزءا منه وبما كان فيه رغم قسوة الحياة آنذاك وصعوبة العيش فيه .
وتجلت الذكريات لدى كبار السن من خلال المعروضات التي تختزنها الفعاليات ومنها المأكولات الشعبية والحرف اليدوية لمستلزمات الأواني المنزلية القديمة وحياكة الملابس والنقوش والزخارف فيما سردت القصص والروايات التي تعرضها مسرحيات سوق عكاظ ملامح الماضي تتحدث وتتناجى فيه القلوب والأرواح قبل الأصوات واللهجات .
وحرص أغلبهم ممن اشتاقوا للماضي بكل تفاصيله وكل جمالياته وكل مفرداته وكل ما فيه بأن لا تفوتهم فرصة الاستمتاع بهذا الحدث والتجول بين أجنحة التي تصطف لمسافات طويلة دون الإحساس بالتعب يتوقون لماضيهم ويتمنون عودة شيئاً من عبقه وسحره .
وعمد معظم كبار السن خلال تجولهم على الوقوف طويلا أمام الصناعات القديمة التي امتهنوها سابقا وساهموا في عملها وانتاجها ومنها صناعة الفخار من خلال تشكيل الطين على هيئة معينة إضافة القليل من الماء عليهم وتعريضه بعدها للنار ليصب أداة تستخدم في العديد من التجهيزات المنزلية القديمة واستقبال الضيوف ومنها القدور والأكواب والفناجين، والأباريق والصحون.
وكان لصناعة الخوص او السعفيات بكافة أشكالها واستخداماتها وبأدواتها البسيطة التي يدخل في صناعتها أوراق النخيل جانب من اهتمام كبار السن بما كانت تمثله من ضروريات الحياة اليومية لهم ومن أهمها السلال والسفرة ومروحة اليد ” المهفة ” والمكانس وجراب التمر والاقفاص والكراسي .
وشهدت أجنحة المأكولات الشعبية الغنية بأشهى الأطباق، التي تتسم معظمها بفوائده الغذائية الكبيرة وسعراته الغذائية العالية كانت تمنح الجسم القوة على العمل، والتي تعتمد مكوناتها على ما يتوافر في البيئة المحلية من مواد متنوعة فيما حرص أغلبهم على تذوق القهوة والتمر والشاهي والجلوس في الخيام المنصوبة على طول جادة سوق عكاظ .
ويحرص معظم الزوار من كبار السن على حضور فعاليات الفنون الشعبية المقامة على مسرح سوق عكاظ برقصاتها المختلفة التي تمثل العديد من مناطق المملكة المختلفة وكانت تؤدى في أوقات الاحتفالات والأعياد، ومناسبات الأفراح بتكرار أبيات شعرية باستخدام السيوف بحركات معينة، وأنواع مختلفة من الطبول، ويرتدي المشاركين فيها أزياء خاصة .