سعود بن نايف: سياحة المعارض والمؤتمرات تشكل 30% من حجم الرحلات السياحية للشرقية
بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، استضافت الهيئة في لقائها السنوي الذي عقدته اليوم في قصر الثقافة بالرياض صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي ضيوف الملتقى والمكرمين.
وقد عبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خلال كلمته الترحيبية والتقديمية لضيف اللقاء عن ترحيبه بسمو أمير المنطقة الشرقية ضيفاً عزيزا على الهيئة، وتقديره لمشاركته في لقائها السنوي، مشيداً بالشراكة المميزة والفاعلة بين الهيئة وإمارة المنطقة الشرقية.
وأضاف: “وجود الأمير سعود بن نايف معنا اليوم ليس اختياراً عشوائياً، فهو مسؤول يعرف أبعاد المسؤولية التي يعمل بها ويمارسها ونتعلم من تجربته، مسؤول عَمِلنا معه وأدى مهاما منظمة وواسعة بقيادة واعية، وخدمنا جميعاً المصلحة الوطنية العامة في تطوير قطاعات السياحة والتراث الوطني”.
وأكد سموه أن المنطقة الشرقية هي من أسرع مناطق المملكة نموا في الرحلات السياحية وقطاع الإيواء السياحي والخدمات السياحية، وإذا انطلق مشروع العقير السياحي المقدم للدولة منذ فترة، فإن المنطقة الشرقية ستصبح من أهم الوجهات السياحية على مستوى الخليج.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية كلمة عبر فيها عن تقديره لسمو رئيس الهيئة على دعوته وعلى ما عبر عنه من مشاعر أخوية صادقة.
وقال: “الحمد لله على أن هيأ لنا السبل لنخدم وطننا الغالي بكل ما نستطيع تحت قيادة سيدي والوالد الثاني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
وأشار إلى أن المنطقة الشرقية تعد أحد أهم الوجهات السياحية بالمملكة لما تتصف به هذه المنطقة العريقة من إرث حضاري وثقافي عظيم، منذ آلاف السنين حافظ أبناؤها بمورثهم الثقافي والاجتماعي الذي لازال يتسمون به.
وأكد أن السياحة في المنطقة الشرقية لا تعني بحراً جميلاً أو رمالاً ذهبية أو واحات أو مهرجانات أو أماكن ترفيه فحسب؛ بل تركز على المقوم الأساس للسياحة وهو مواطن المنطقة الشرقية الذي تجتمع فيه كل صفات الإنسان العربي الموصوف بالمروءة والشهامة والبشاشة وكرم الضيافة.
وأوضح سموه أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني استطاعت في عمر قصير أن تحقق رؤيتها في إحداث التنمية السياحية المستدامة، وأن تجسد مفهوم السياحة المعتدلة وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، كما أن للهيئة دور كبير ومهم في الحفاظ على الآثار الإسلامية المهمة، وأخرى تكتنزها أرض الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، وكذلك تراثنا الوطني المتنوع العريق.
وأضاف: “لقد استطاعت المنطقة الشرقية خلال الثلاث سنوات الأخيرة أن تحتل مكانة بارزة في خارطة السياحة، ليس على مستوى المملكة فحسب؛ بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي؛ فقد قفزت الرحلات السياحية في المنطقة الشرقية إلى أكثر من 10 ملايين رحلة سياحية محلية ووافدة. ومجموع إنفاق تجاوز 21 مليار ريال خلال السنوات الثلاث الماضية”.
وأشار إلى أن مجلس التنمية السياحية ينطلق من رؤية واضحة، لتوسيع مجال السياحة لتصبح أحد العناصر المهمة في تنوع القاعدة الاقتصادية بالمنطقة، وتسهم في توفير فرص وظيفية جديدة وزيادة دخل للمجتمع المحلي من خلال بناء العديد من المشاريع السياحية والتراثية التي تليق بمكانة المنطقة، وكذلك الحفاظ على المواقع الأثرية التي تمثل البعد الحضاري للمنطقة ومصدر هويتها، كما أن المجلس يعمل على رزنامة محددة للبرامج والفعاليات السياحية، مبينا أن المنطقة الشرقية شهدت نقلة نوعية في قطاع الإيواء السياحي، وكذلك القطاع الفندقي، وصلت إلى أكثر من 122 فندقاً تتجاوز 800 وحدة سكنية مفروشة و7 منتجعات بحرية، كما أن من المتوقع أن تشهد المنطقة خلال العامين القادمين نحو 60 مشروعاً فندقياً بالإضافة إلى العديد من المتاحف الخاصة لأكثر من 32 متحف وأكثر من 400 موقعاً أثرياً، كما أن مجلس السياحة بالمنطقة لم يغفل الدور المهم لسياحة المعارض والمؤتمرات التي تشكل ما نسبته 30% من حجم الرحلات السياحية للمنطقة.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في كلمته لمنسوبي الهيئة في اللقاء عن أن الهيئة تمر هذا العام بمرحلة استثنائية هي مرحلة تحقيق المبادرات والمشاريع، مدعومة من الدولة بأعلى ميزانية تحصل عليها منذ تأسيسها، وذلك بعد أن أكملت الهيئة البناء المؤسسي والتنظيمي للقطاع. وأضاف: “كان من أول ما وجه به سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله هو إيجاد تحول في القطاعات الحكومية وتمحيصها حتى يكون التركيز على القطاعات المنتجة، ولذا حظيت الهيئة بالاهتمام من برنامج التحول الوطني، وتبنى البرنامج مبادرات الهيئة لكون الهيئة مستعدة وبرامجها جاهزة للتنفيذ، ووجد ان جميع المبادرات والأنظمة التي يبنى عليها قطاع السياحة الوطنية جاهزة للانطلاق به نحو صناعة اقتصادية متطورة، وحظيت الهيئة بأعلى ميزانية في تاريخها وهي ميزانية إنجاز وإنتاج بإذن الله.
وكشف سموه عن أن الهيئة تعمل على تطوير شامل للإنتاج الإعلامي للسياحة والتراث الوطني في هذه المرحلة الانتقالية المهمة التي يشهدها القطاع،مشيرا إلى أن الهيئة ستعلن خلال 3 اشهر عن عمل انتاجي اعلامي توعوي يناسب هذه المرحلة الانتقالية المهمة. وأشار إلى أن الهيئة عملت باحترافية على مد الجسور وخلق شراكات مقننة ومنظمة وغير مسبوقة في العمل الحكومي، وانتقلت الآن إلى اتفاقيات تكامل لخدمة المرحلة بعد أن بدأننا باتفاقيات تعاون ذللت كل الصعاب ومنعت التداخلات.