اخبارتغطيات أكثر

معرض العين للكتاب يناقش أساليب التربية وانعكاساتها على المستقبل

استضاف معرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أمس الجمعة جلسة نقاشية بعنوان أساليب التربية وانعكاساتها على المستقبل، والتي قدمتها الدكتورة بديعة الهاشمي وأدارتها الشاعرة والإعلامية نجاة الظاهري.

أكدت الدكتورة بديعة الهاشمي أن بناء المجتمع المتزن الذي ينهل من تاريخه وحضارته، ويواكب التجديد والتطورات التي يشهدها العالم في التكنولوجيا والاتصال والمعلوماتية، يعتمد في أساسه على الطفل، وبدونه يستحيل أن نحصل على الإنسان الكفؤ الذي يعتمد عليه، السليم جسماً وعقلاً ونفسية.

تناولت الهاشمي هذا الموضوع من خلال 3 محاور أساسية هي، مفهوم التربية وأهميتها، مشيرة إلى وجود تعريفات مختلفة ومتعددة للتربية، وعلى مرّ الزمن ظهرت تعريفات مختلفة للعلماء والفلاسفة والمفكرين بسبب اختلاف نظرتهم للإنسان ولفلسفته في الحياة وللمعتقدات التي يعتقدها. إلا أن جميعها تشير إلى معاني التقدّم، والرقي، والكمال والنمو والتنشئة والتطور للأفضل. كما تطرقت إلى دور التربية في تنشئة الطفل وصقل شخصيته، وبخاصة أنّ التربية تساهم في تنمية الأفراد من خلال المشاركة في كافة المجالات المجتمعية التي تعمل على تطوير مهاراتهم العلمية والعملية، وتساعد في المحافظة على التراث المجتمعي، فتشجع الأفراد على احترام العادات والتقاليد المرتبطة بمجتمعهم، وتبني سلوك الأفراد من خلال ربط التربية مع القيم والأخلاق الدينية، وتمنح الإنسان مجموعة من الخبرات التربوية، والتي يستفيد منها في تربية أبنائه. كما أنّها تعد وسيلة من وسائل تعلم اللغة من خلال اعتمادها علـى التواصل الكلامي في توجيه سلوك الأطفال، مما يجعلهم يكتسبون المهارات اللغوية المناسبة.

وتحدثت الهاشمي في المحور الثاني عن تحديات التربية والمستقبل، لتشير أنّ المستقبل هو الذي يشغل بال العالم الآن على كافة الأصعدة وفي كل المجالات، فالمستقبل أصبح علماً شأنه شأن العلوم التي تحتكم إلى المناهج، وأصبحت ترسم له سيناريوهات وتوضع الخطط لتسير على طريقها الحكومات في الدول المختلفة. وتعد الطفولة هي الاهتمام الأكبر الذي تسعى الدول لتطبيق نتائج دراسات وعلوم المستقبل عليها، وإعدادها الإعداد الأمثل ليتمكن من التعامل مع ذلك المستقبل ومعطياته. وهو ما يتم تحقيقه الآن عبر وسائل عدة، منها التربية والمؤسسات التربوية، ومنها أيضاً توظيف الأدب بوصفه وسيطاً مثالياً لتكوين وبناء الاتجاهات، وهي إحدى الدعائم الكبرى للتربية عامة.

وتابعت الهاشمي إن غالبية الباحثين والمهتمين بالتربية، قلقون وخائفون في هذا الزمن المتسارع الإيقاع في متغيراته وظروفه، زمن الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم اليوم، والتي ستزداد في المستقبل، لتلغي كل المسافات الطويلة، والحواجز المنيعة وهي حاصلة بالفعل اليوم، وهي بدون شك تحمل إيجابياتها وسلبياتها. ففي الحقيقة إن التكنولوجيا الحديثة لم تظهر لتوفر المتعة والتسلية والترفيه فقط كما يظن البعض، وإنما هي حمالة لبرامج التعليم والتربية والتنمية والخلق والإبداع، والطفل الذي يحقق التوازن بين الترفيه والتعليم، يجني منها الكثير الذي يعزز قدراته ويحسّن مهاراته. ومن هنا تبرز أهمية دور الوالدين في تنظيم علاقة الطفل بالتكنولوجيات منذ البداية كي يتعوّد عليها ويتحكم فيها وفي استخدامه لها. ولا يمكن إغفال نقطة مهمة في هذا التنظيم، وهي تخصص ساعات محددة للطفل بإمكانه خلالها استخدام تلك الأجهزة، وهذا الأمر يتدرّج بحسب المرحلة العمرية للطفل.

وأشارت الهاشمي في المحور الثالث إلى ضرورة بناء ثقافة الطفل، والتي تتضمن مصادر متعددة منها التربية بالقصة، حيث تتعدد المصادر التي يمكن للأطفال استقاء ثقافتهم منها، والتي تتدرج بدءاً من الأسرة، والجيران، والمدرسة، والأقران، ووسائل الإعلام، وأدب الأطفال المقروء والمسموع والمرئي، ثم تأتي الوسائط التكنولوجية لبث الثقافة. وإن كانت هذه المصادر لا يمكن الفصل بينها، فالأسرة في بثها للنمط الثقافي تستعين بالقصص والحكايات والأمثال والحكم والأوامر والنواهي، والسلوكيات الفعلية التي يقومون بها عن قصد أو من دون فيكتسبها الأطفال.

ولفتت الهاشمي أنّ أسلوب التربية بالأدب وتحديداً “التربية بالقصة” يعد واحداً من طرق العلاج العديدة والناجعة في توجيه الأطفال، كونها تفيد في فهم الكبار للأطفال بشكل أفضل، من خلال ملاحظة ردود أفعالهم، والمشاعر التي ترتسم على وجوههم، كما تعد القصة من الأساليب المهمة في تشخيص مشكلات الأطفال، وتستخدم بديلاً عن علاج الطفل من المخاوف والرغبات الجامحة وبعض المشكلات النفسية، كما تقدم النماذج الصالحة من خلالها ليقتدي بها الطفل، وغيرها من الفوائد على سلوكيات الطفل ووعيه.

يذكر أن معرض العين للكتاب الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد بن خليفة آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، سيشهد أقامة مجموعة من الفعاليات يوم الأحد من ضمنها مناقشة “قيمة التراث الإماراتي وآلية صونه”، أصوات الأبورجنيز، قراءة قصة ورسم شخصياتها، ورشة عمل عن الصفاء الذهني تتضمن قراءة كتاب وجلسة يوغا للأطفال، إلى جانب قراءة قصة، مطالعة وورشة عمل تدريبية بعنوان أنا فنان، وورشة رسم على القماش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟