الزيّاني: هدفنا الأول تحصين دول مجلس التعاون من التهديدات الأمنيّة الداخليّة والخارجيّة
أشاد الأمين العامّ لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّاني بالقيادة الحكيمة في تنظيم هذا المؤتمر المُهمّ مضموناً وتوقيتاً، وبالجهود المتواصلّة التي تبذلها المؤسّسة لنشر ثقافة التكامل وتعزيزها في الإطار العربيّ.
وأشار ، فى كلمته بمؤتمر “فكر 15″ الذذى انطلقت فعالياته فى أبوظبي اليوم ، إلى أنّ المؤتمر يُسلّط الضوء على نموذجين مُشرّفين في مسيرة التكامل العربيّ يتمثّلان في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربيّة. ورأى أنّها خُطوة رائدة وحكيمة تُعبّر عن حرص واهتمام المؤسّسة بمستقبل الأمّة العربيّة وتطلّعات شعوبها للحريّة والكرامة في ظلّ ما يشهده عدد من الدول العربيّة من صراعات وتفكّك وإضعاف لبُنيّة الدولة الوطنيّة فيها.
وتوقّف الزيّاني عند أسباب وعوامل نجاح المسيرة التكامليّة لمجلس التعاون ومقوّمات استمراريّته، مُعتبراً أن لكلّ تجربةٍ تكامليّة خُصوصيتها، وفي حالة مجلس التعاون فإنّ الحاجة إلى هذه المنظومة الإقليميّة فرضتها مُعطيات خاصّة بدول مجلس التعاون، كالترابط الجغرافيّ والتاريخ المشترك والموروث الثقافيّ وتماثل الأنظمة السياسيّة والروابط الاجتماعية الراسخة وغير ذلك من المُعطيات مما مثّل الأرضيّة المُلائمة لتطوير لقاء تعاونيّ وتكامليّ بين ست دول عربيّة في منطقة الخليج العربيّ.
وأكّد أنّ هذه المُعطيات الإيجابيّة التقت مع التحدّيات الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة التي عاشتها دول المنطقة في السبعينيات من القرن الماضي، وشكّلت عوامل دفعت نحو تأسيس مجلس التعاون، الذي يمثّل تجسيداً للقيم المشتركة، التي يعززها الترابط الجغرافيّ المتّصل”.
وقال الزيّاني إنه “بعد 35 عاماً من العمل المشترك وبسجلٍ حافل بالإنجازات في جميع المجالات، أصبح مجلس التعاون نموذجاً لتكاملٍ إقليميّ ناجح يبعث الأمل في إمكانيّة تكرار التجربة في مناطق عربيّة أخرى”. ورأى أن “عوامل نجاح التجربة الخليجيّة عدّة، يمكن تلخيصها بالإيمان الراسخ لدى القيادات بأهميّة مجلس التعاون، لحماية أمن الدول الأعضاء وترسيخ استقراراها وتحقيق التنمية المُستدامة فيها من أجل رخاء شعوبها”، لافتاً إلى أنه “في المقابل هناك قاعدة شعبيّة مؤازرة للتكامل الخليجيّ، دفعت دائماً لتقوية أركان مجلس التعاون وتسريع وتيرة مسيرته.
واعتبر الزيّاني أن أحد أهمّ أسباب التكامل الخليجيّ هو منهجيّة النماء والارتقاء التي اتبعها مجلس التعاون منذ انطلاقة مسيرته المباركة، والتي اعتمدت على التدّرج في خُطوات مدروسة نحو بلوغ الأهداف المُحدّدة التي تضمنتها المادة الرابعة من النظام الأساسيّ للمجلس والتي تنصّ على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في ما بين الدول الأعضاء في الميادين المختلفة وصولاً إلى وحدتها، بالإضافة إلى اتباع النهج الحكيم الذي اختارته دول المجلس من خلال العمل على تكوين القناعات وذلك من خلا أهميّة إعداد الدراسات ومناقشة المُقترحات وتدارس الرؤى والأفكار كافّة وتبنّي ما تمّ التوافق عليه.
وأوضح أنّه لدينا تجربة مع جامعة الدول العربيّة في إفادتها من تجربة الاتّحاد الجمركيّ الخليجيّ في وضع أسس وخطوات للاتّحاد الجمركيّ العربيّ”، مشدّداً على “أننا وضعنا في مجلس التعاون رؤية طموحة نسخّر فيها ما لدينا من إمكانيّات وإمكانات بشريّة وماديّة، وهي رؤية تتلخّص في توفير بيئة آمنة مستقّرة ومزدهرة ومستدامة لدول مجلس التعاون ومواطنيها من خلال التنسيق والتعاون والتكامل والترابط، وعملنا على تنفيذ استراتيجيّة العمل الخليجيّ المشترك”، ولخّص الزياني الأهداف في ما يلي:
1- تحصين دول المجلس من التهديدات الأمنيّة الداخليّة والخارجيّة من منطلق أن أمن دول المجلس كلّ لا يتجزأ.
2- زيادة النمو الاقتصادي واستدامته من خلال تنوّيع القاعدة الإنتاجيّة والانتقال إلى الاقتصاد المُرتكز على المعرفة والابتكار.
3- الحفاظ على مستوى عالٍ من التنمية البشريّة انطلاقاً من القناعة الراسخة بأن الانسان هو هدف التنمية ووسيلتها الأساسيّة. ويشمل ذلك رفع مستويات المعيشة والقضاء على البطالة وخلق فرص العمل والاهتمام بالشباب من خلال توفير التعليم المتوافق مع احتياجات التنمية ومتطلّبات اقتصاد المعرفة.
4- تحسين السلامة العامّة من خلال إقرار استراتيجيّات للتوعية بالمخاطر وإدارة الأزمات والكوارث.
5- تعزيز مكانة مجلس التعاون الإقليميّة والدوليّة من خلال مساندة جهود التنمية في الدول الشقيقة والصديقة ونصرة القضايا العادلة وتقديم الدعم خلال الأزمات الدوليّة.