القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2017 تختتم أعمالها بإعلان دبي الرابع
اختتمت ، اليوم الأربعاء ، فعاليات الدورة الرابعة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والتي أقيمت برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تحت شعار “تعزيز الابتكار، قيادة التغيير”.
واستقطبت القمة مشاركة العديد من المتحدثين العالميين، إضافة إلى عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين وممثلي المؤسسات الحكومية وممثلي الوسائل الإعلامية والخبراء والأكاديميين.
وفي ختام فعاليات القمة، أطلق سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ورئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر “اعلان دبي 2017″، حيث عبّر فيه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على حضوره ورعايته الكريمة للقمة.
وأشار الى أن إعلان دبي يعكس الجهود والمساعي الحثيثة التي تبذل لجعل دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر، معدداً الانجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية والالتزامات التي خرجت بها القمة للعام المقبل.
وأكّد الطاير أن دبي برهنت للعالم أنها تفي دوماً ًبوعودها، حيث تواصل مساعيها الحثيثة لتكون عاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر، ترسيخاً لمكانتها كنموذج عالمي يُحتذى به في مجالات الشراكات والتمويل الأخضر.
ونوّه بأن الاستراتيجيات الرئيسية بدءاً بمئوية الإمارات 2071، ومروراً بـ رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021، والأجندة الخضراء لدولة الإمارات 2030، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واتفاقية باريس للتغير المناخي، قد مهدت الطريق لمواصلة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. وفي ضوء مخرجات القمة نؤكد من جديد على تضافر جهودنا مع الجهود العالمية في تعزيز الاستدامة، وأمن الطاقة، وحماية البيئة للأجيال القادمة.
وأضاف: “في إطار مساعينا لتعزيز موقع دبي كنموذج عالمي للاستدامة، فإننا مستمرون في التعاون البنّاء مع المجتمع الدولي لتوفير حلول مبتكرة تساهم في التحول للاقتصاد الأخضر. كما لفت سعادته بأن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات أعلنت مؤخراً عن دعمها للخطة الوطنية للتغير المناخي 2050، والتي تعكس أهداف الدولة لتكون من أفضل الدول في التصدي لظاهرة التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة. وتسعى هذه الخطة لتوحيد الجهود المبذولة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص والذي يعد من الركائز الأساسية لتحقيق التحول للاقتصاد الأخضر، ومن هذا المنطلق قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً متميزاً لاقتصاد قائم على الشراكات المتينة بين القطاعين العام والخاص تأكيداً لموقع الدولة الرائد في تحقيق الاستدامة البيئية”.
الخطط والتطلعات المستقبلية
وفي معرض حديثه عن الخطط المستقبلية والتطلعات، أشار رئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر الى ان دبي تواصل مسيرة التميز عبر إطلاق المشاريع الخضراء العالمية العملاقة، وأبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مولد للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستصل قدرته الإنتاجية لـ 5000 ميجاوات بحلول عام 2030.
وقال : “أطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل في موقع واحد بقدرة 700 ميجاوات ضمن مشروعات المجمع. كما يجري العمل على الانتهاء من أعمال بناء مركز للابتكار ومركز للبحوث والتطوير مجهز بأحدث تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة. كما نواصل جهودنا في تحقيق مبادرة دبي للتنقل الأخضر لتعزيز استخدام السيارات الكهربائية”.
الشراكات العالمية
وخلال إعلان دبي 2017، أثنى سعادته على أهمية الشركات العالمية وقال :”بعد الإطلاق الناجح للمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر العام الماضي، عملت المنظمة مع العديد من الدول الساعية لتطبيق أجندة الاقتصاد العالمي الأخضر وذلك من خلال تشجيع النقاشات وتوفير الدعم الفني. وقد أطلقت المنظمة منصاتها السبعة بما فيها منصة الدول التي تم الإعلان عنها يوم أمس خلال فعاليات القمة، فيما انضمت لعضويتها اضافة لدولة الإمارات، كل من جمهورية إيطاليا وجمهورية كوريا”.
مساعينا المستقبلية
واكد رئيس القمة العالمية للإقتصاد الأخضر على مواصلة العمل مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي بهدف دعم نمو وتطوير المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر باعتبارها عاملاً استراتيجياً هاماً في تحقيق التحول للاقتصاد الأخضر.
التمويل الأخضر
وفي حديثه عن التمويل الاخضر، أوضح سعادة الطاير :”التمويل الأخضر هو أحد المسارات الرئيسة الخمسة التي ترتكز عليها استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (رعاه الله)، في العام 2015. وتضمنت الاستراتيجية إنشاء “صندوق دبي الأخضر” بقيمة 100 مليار درهم، وذلك لتمويل الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة من خلال شراكات مع المؤسسات المالية بهدف توفير حلول تمويلية مبتكرة لدعم المشاريع الخضراء على المستويين المحلي والعالمي. وفي هذا الصدد، تم خلال افتتاح القمة الإعلان عن تعاون مشترك بين هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة الصكوك الوطنية لإطلاق أول صندوق تمويلي أخضر بقيمة تتجاوز 2.4 مليار درهم والذي سيكون له ذراعاً يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهو ما يعد خير دليل على مساعي والتزام الدولة بتعزيز التمويل الأخضر”.
واختتم إعلان دبي بالتنويه بأهمية دور الشباب ومساهماتهم الفعالة في دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر ولا سيما أن شباب اليوم هم قادة الغد وحملة مشاعل التغيير لمستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة. كما توجه سعادة الطاير بالشكر لجميع المشاركين والداعمين والشركاء والرعاة على دعمهم الفعال في إنجاح فعاليات القمة العالمية للاقتصاد الاخضر لدورة هذا العام.