المشاركون بملتقى أبحاث الحج : زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 5 ملايين حاج ممكن دون اعتمادات مالية ضخمة
أكد المشاركون في الملتقى العلمي السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، خلال انطلاق فعاليات جلساتهم العلمية اليوم الثلاثاء بجامعة أم القرى، على أهمية دور البحث العلمي في الكثير من الجوانب والمستجدات التي تهم قاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والزائرين للمسجد النبوي الشريف وتذليل السبل التي تحقق لهم الراحة وتمكنهم من أداء نسكهم وشعائرهم الدينية في سهولة ويسر وطمأنينة .
وبينوا أثناء مناقشاتهم للمحاور المقررة في اليوم الأول للملتقى والتي شملت دراسات “الإدارة والاقتصاد وفقه الحج والعمرة” و ” البيئة والصحة” و” العمران والهندسة “، أن التطور العلمي والتقني أسهم وبدور فاعل في الوصول إلى العديد من الحلول العلمية المبكرة لخدمة ضيوف الرحمن خلال رحلة الحج والعمرة.
وكانت الجلسة الأولى التي ترأسها حاتم بن حسن قاضي، مستشار وزير الحج والعمرة والمتحدث الرسمي لوزارة الحج ، قد ناقشت محور دراسات “الإدارة والاقتصاد وفقه الحج والعمرة” حيث استهلت الجلسة بالورقة العلمية المقدمة من الدكتور عبدالله محمد عبدالرحمن الباحث بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، حول ” الابعاد الاجتماعية والاقتصادية للبائعين الجائلين بالمنطقة المركزية في المدينة المنورة: دراسة ميدانية ” حول المشكلات والظواهر السلبية للباعة الجائلين بالمدينة المنورة ، وقد طرح الباحث خلالها مجموعة من النتائج والتوصيات مقدما مجموعة من البدائل والحلول لعلاج هذه الظاهرة في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة سواء في المرحلة الحالية أو المستقبلية.
وتطرقت الورقة العلمية الثانية التي قدمها الدكتور خالد الجريسي من جامعة أم القرى بعنوان “أثر الأمراض المعدية في أداء فريضة الحج دراسة فقهية ” وهدفت الدراسة إلى تبيان حكم منع حج المريض مرضاً معدياً، حيث تعرضت الورقة إلى حكم حج المريض مرضاً معدياً وتبين للباحث من خلالها وجوب الحج على المستطيع للحج ولو كان حاملاً للمرض المعدي إذا أُمٍن من انتشار العدوى بين الحجاج، كما ظهر للباحث أنه حال عدم الأمن من انتشار العدوى فإن حج المريض يعتبر محرماً لإضراره بالمسلمين.
وتحدثت المشاركة الثالثة الدكتورة فاطمة الزويهري من كلية ينبع الجامعية في ورقت عملها التي قدمتها بعنوان ” إدارة الأزمات ودورها في أمن وسلامة وفد الله ” وخصصت الورقة لتناول هذا الجانب من مبحثين شمل الأول منها ( إدارة الأزمات) وتناولت فيه: مفهوم إدارة الأزمات والهدف منها، و سماتها وخصائصها، ثم مراحل الأزمة وأسبابها، وطرح بعض التجارب العالمية في إدارة الأزمات وكيفية الاستفادة منها وأخيرا متطلبات إدارة الأزمات. والشق الأخر: (إدارة أزمات الحج) ودرست فيه أصناف الأزمات في الحج، والتحديات التي تواجهها إدارة أزمات الحج، مبينة طرق التعامل مع أزمات الحج باستخدام مهارات التفكير، وتناولت الباحثة في نهاية بحثها دور خطط الطوارئ في تذليل الصعوبات.
من جانبه تحدث الدكتور عمر خياط من مدينة الملك عبد الله الطبية في ورقة العمل التي قدمها بعنوان ” تجربة مدينة الملك عبد الله الطبية في إدارة المرضى بقافلة الحج: دراسة مقطعية ” بين فيها دور قافلة الحج بمدينة الملك عبد الله الطبية بالعاصمة المقدسة وخدماتها لتمكين ابعض المرضى المنومين من أداء شعيرة الحج ووقوفهم بعرفات وفق معايير صحية وسريرية صارمة ، وهدفت الدراسة إلى تلخيص بيانات قافلة الحج ووصف تجربة المريض المستفيد من هذه الخدمة للخروج بنتائج يمكن استخدامها للتخطيط في المستقبل .
وختم الجلسة حسن بن حسين نافع من هيئة الهلال الأحمر السعودي بوقة علمية حول ” الاتجاه السلوكي والمعرفي لتطبيق مهام ومسؤوليات مقدمي الخدمات الطبية الطارئة في مرحلة التأهب والتحضير للاستجابة لمواجهة الكوارث” حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الاتجاه السلوكي والمعرفي لتطبيق مهام ومسؤوليات مقدمي الخدمات الطبية الاسعافية الطارئة في مرحله التأهب والتحضير للاستجابة لمواجهة الكوارث خلال موسم الحج، من خلال العاملين في الفرق الميدانية الأساسية والتخصصية في النطاقات التشغيلية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وغرفة العمليات خلال الموسم، واعتمدت الورقة في منهجية البحث على الدراسة النوعية الوصفية التحليلية، ذات التصميم الاستقصائي، مستخدمة الاستبيانات المعدة من الباحث كأداة رئيسية مع العينة المختارة عشوائياً.
وفي الجلسة العلمية الثانية للملتقى حول دراسة ” البيئة والصحة في مواسم الحج والعمرة والزيارة “والتي عقدت برئاسة الدكتور فؤاد بن محمد غزالي، امين العاصمة المقدسة سابقا والمستشار بمجلس منطقة مكة المكرمة حاليا، وقد بيّن خلالها الدكتور عمر بشير أحمد الباحث بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة عبر ورقة عمل قدمها بعنوان ” الأثر الصحي للمتغيرات المناخية بين الحجاج والمعتمرين” أن الإصاباتُ الحرارية وأمراض الجفاف والضربات الحرارية تعد من أكثر المشاكل التي تواجه الحاج والمعتمر أثناء تأدية المناسك ، وهدفت الورقة إلى معرفة أثر الإجهاد الحراري الناتج من التغيرات المناخية على صحة الحجاج والمعتمرين وإيجاد مؤشر مناسب له ومدى تأثيراته الصحية، تمهيدا لإيجاد أفضل الحلول لحماية صحة الحجاج والمعتمرين ، وذلك من خلال قراءات المتغيرات المناخية التي تم أخذها من المحطات الأتوماتيكية المناخية الموزعة بمدينة مكة المكرمة والتي سجلت أعلى متوسط لدرجة الحرارة في يومي العاشر والحادي عشر من ذي الحجة 1436هـ.
بدوره أكد الباحث بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة الدكتور حسن قاسم هريدي في البحث الذي قدمه بعنوان ” مستوى التغطية بلقاح الأنفلونزا الموسمية، والعوامل المؤثرة في مدي التزام العاملين بتلقي اللقاح خلال موسم الحج 1436هـ بمدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة” أن التطعيم بلقاح الأنفلونزا الموسمية يعد أحد عوامل سلامة تقديم الخدمة الصحية للمرضى وسلامة العاملين وعدم تأثر كفاءة الأداء بالمرفق الصحي ، مشيرا إلى تبني سياسة إلزامية لتطعيم العاملين بالمرافق الصحية للحج، وهدف البحث إلى تقدير معدلات الاستجابة لتلقي التطعيم بين مقدمي الخدمة الطبية بمدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، ومعرفة العوامل المرتبطة بتلقي اللقاح أو عدم تلقيه .
وتطرق الباحث بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور سيف الدين محمد خير في ورقة عمله التي قدمها تحت عنوان ” تقييم تجربة الوجبات التايلاندية مسبقة الطبخ والمجمدة المقدمة في موسم حج 1435ھ” إلى سبل لحفظ الأطعمة وحمايتها من التلوث والتغيرات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، مؤكدا أن طريقة التجميد تعد الأمثل لاسهامها في حفظ الطعام لفترات طويلة ومنعها نمو الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب تلفا في المواد الغذائية وتتسبب في نقل الامراض عن طريق الأغذية ، مشيرا إلى أن تميز الطعام المحفوظ بالتجميد بعد الطبخ بخاصية فريدة تتمثل في سرعة ونظافة التحضير، وذلك من خلال التجربة التي تم تقديمها في حج 1435هـ للحجاج التايلنديين بمشعر منى ،والمعتمدة على التسخين بحمام مائي إلى درجة الغليان ثم تقدم مع الأرز، وذلك لما يزيد عن أحد عشر ألف حاج بثلاثة مخيمات .
وقدم الباحث المشارك من الإدارة العامة لمنح البحوث بمدينة الملك عبدالعزيز أحمد بن هادي الحامضي، ورقته العلمية بعنوان ” مسح عن التلوث الضوضائي ” تحدث فيها عن الأضرار الصحية والاقتصادية الناجمة عنه، واستعرض الباحث أنواع تلك الملوثات والآثار المترتبة عليها، وكيفية مقارنة مستوياتها بالمقاييس العالمية .
من جهته تناول الباحث عبد الستار نظامي، من جامعة الملك عبد العزيز، عبر ورقة العمل التي قدمها بعنوان ” القيمة الاقتصادية والبيئية لإعادة تدوير النفايات بمكة المكرمة” ، مقدرا حجم النفايات بمكة المكرمة بحوالي 2.4 ألف طن يوميا وتتزايد هذه الكميات إلى 3.1 و4.6 ألف طن يوميا في رمضان والحج على التوالي ، مشيراً إلقاء كل هذه الكميات من النفايات في المكبات دون معالجة مما قد يتسبب في أثار بيئية ، معتبرا أن إعادة استخدام النفايات أو إعادة تدويرها يعد الحل الأمثل لإدارة النفايات يلي ذلك تقليل كمياتها.
واختتم المشاركون الجلسات العلمية في يومهم الأول بعقد جلستهم الثالثة للملتقى حول ” العمران والهندسة ” وترأسها الدكتور هشام الفالح مستشار أمير منطقة مكة المكرمة والمشرف على وكالة الأمارة للتنمية وأمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث قدم خلالها الدكتور أيمن مصطفي من معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة دراسة علمية بعنوان ” مسارات المشاة الذكية لتحويل طاقة المشي لزوار الحرمين والطاقة الشمسية لطاقة كهربية ” تطرق فيها إلى أهمية الطاقة كعنصر أساسي للمجتمعات المتحضرة وتأثيراتها ونضوبها، مستعرضا توصيات المنظمات العالمية المعنية بالطاقة كمنظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة ودعوتها الى الابتكار والاعتماد المتزايد على المدن الذكية مع البنية التحتية المستدامة, وأظهرت الدراسة وجود عنصرين هامين في المساجد يمكن استغلالها لتوليد الطاقة النظيفة هما: الطاقة الحركية الناتجة عن مشي الزوار (حاليا 8 مليون زائر للحج والعمرة، ليصبح 15 مليون سنوياً بعد الانتهاء من مشاريع التنمية) والطاقة الشمسية، حيث تعد المملكة العربية السعودية الثانية في البلدان العربية (بعد الجزائر) في كمية الإشعاع الشمسي، واقترح الباحث في دراسته إلى استخدام مسارات المشاة الذكية لتوليد الطاقة الخضراء واستخدام الطاقة الشمسية للمساهمة في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وانبعاثاته الملوثة للبيئة.
من جانبه قدم الدكتور سامي برهمين من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ورقة عمل بعنوان ” منهجية لتطوير وتجويد مرافق وخدمات الحج والعمرة ” أوضح من خلالها أن نجاح أعمال موسم الحج والعمرة يعتمد اساسا على مدى نجاح الاجهزة المعنية في تخطيط وانشاء وتشغيل وتدبير وادارة الاماكن/المنشآت/المرافق الضرورية، وتقديم الخدمات اللازمة ذات المواصفات والجودة المناسبة، كما تحدث الباحث عن متطلبات تحقيق تطوير وتجويد المرافق/الخدمات اللازمة من خلال ( التواجد والتوافق – التكامل والتفاعل – التشغيل والصيانة – القياس والتطوير والتحسين)، وهدفت الدراسة إلى تطوير وتجويد منظومة الحج والعمرة، وتحقيق المنافع الدينية والدنيوية لهذه العبادة العظيمة، والحد من الحوادث التي تؤثر على سلامة الحجاج، وردم الفجوة العلمية في مجال الدراسات المتعلقة بهندسة وادارة المرافق والخدمات وتطبيقاتها في صناعة المناسبات .
وعرض الدكتور محمد إدريس من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة ورقة عمل بعنوان ( التفويج المكاني إلى جسر الجمرات ) تطرق فيها الى كيفية الاستفادة من التفويج المكاني إلى جسر الجمرات؛ لضبط التفويج، وذلك من خلال: مراجعة الدراسات المتعلقة بموضوع التفويج، والتعرف على الوضع الراهن لمشعر منى، وتحديد مواقع مؤسسات الطوافة وحصرها، وتقديم المقترح المناسب لذلك.
وتناول الدكتور فاضل عثمان خلال ورقته العلمية التي قدمها عن (رؤية علمية لزيادة الاستيعابية للحج ) إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للحج إلى خمسة مليون حاج يمكن تنفيذها تدريجيا دون الحاجة الى اعتمادات مالية ضخمة وذلك بتكامل مجموعة من الدراسات لتطوير منظومة خدمات الحج بما يتناسب مع متطلبات الحجاج وطبيعة المنطقة وفق جدوى اقتصادية تحقق لها التطور والتوسع بمشاركة القطاع الخاص.
واختتمت الجلسة بورقة علمية قدمها الباحث المهندس بدر بن محمد السلمي المبتعث من جامعة أم القرى لنيل الدكتوراه بكلية تصاميم البيئة بجامعة ماليزيا التقنية تحدث فيها عن ( قياس مستوى إدراك الزحام بين حجاج جنوب شرق آسيا ) وهدفت الدراسة الى التركيز على الإدراك العام للزحام وقياس مستوياته البشرية والمكانية على مستوى حجاج جنوب شرق آسيا، حيث تركزت منهجية هذا البحث في اجراء مسح ميداني لجمع المعلومات باستخدام الاستمارات لعينة عشوائية تكونت من 128 حاج لموسم حج 1436هـ، خلال أيام (10، 11، و12 من شهر ذو الحجة). بعد الجمع الميداني للمعلومات وتحليل بياناتها باستخدام ثلاث طرق تحليل هي: اختبار العينة المستقلة “تي”، تحليل الارتباط، و تحليل الانحدار الخطي، وقد أظهرت النتائج أن الحجاج يتأثرون بشكل ملحوظ بالزحام من خلال إدراكهم خلال تواجدهم في مشعر منى، ومضمون هذه النتيجة يحدد مستوى شعور الحاج بالأمان من الزحام خلال أداءه لشعائر الحج في مشعر منى .