بالصور.. الشارقة تشهد افتتاح معرض تصوير فوتوغرافي لحياة المسلمين في الصين
انطلق اليوم في إمارة الشارقة فعاليات معرض تصوير فوتوغرافي يقدم لمحة فريدة عن الحياة اليومية في المجتمعات المسلمة في أرجاء الصين. وتم افتتاح المعرض بحضور سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة، سعادة ماسيو ليانغ، نائب القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي، المصور الفوتوغرافي بيتر ساندرز، وعدد من كبار الشخصيات.
ويقدم معرض “لحظات من حياة المسلمين في الصين – بعدسة بيتر ساندرز”، الذي يستضيفه متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، باقة مختارة من أول مقال مصوَّر شامل عن المسلمين في الصين، ويتضمن 50 صورة ذات حجم كبير تسلط الضوء على ثراء حياة المسلمين وتنوعها خلال حياتهم اليومية: في المدرسة، والعمل، وأوقات الراحة، وبالطبع أوقات العبادة.
وكان المصور البريطاني المسلم بيتر ساندرز، الذي يعد أبرز مصور فوتوغرافي في العالم الإسلامي، قد أعد هذه الأعمال على مدار عشرين عامًا. وستعرض الأعمال خلال الحدث الذي يمثل أول تعاون ما بين إدارة متاحف الشارقة، والمصور بيتر ساندرز الذي كان حاضرًا خلال افتتاح المعرض ليسلط الضوء على التفاصيل والقصص التي ترويها هذه الصور.
وفي تصريح لها، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: “نحن فخورون بهذا التعاون مع المصور الفوتوغرافي الموهوب بيتر ساندرز ، وتغمرنا السعادة لحصولنا على هذه الفرصة لعرض أعماله المتميزة”.
وأضافت: “يسلط هذا المعرض الضوء على ثقافات المسلمين حول العالم من خلال الأعمال المصورة التي تزخر بمستوى فني مذهل ، والتي لا يعرف الكثير عنها في منطقتنا وحتى في مختلف أرجاء العالم. إنها حقًا فرصة فريدة بالنسبة للمجتمع الإماراتي من أجل الاطلاع على نماذج للثقافات المتنوعة في العالم الإسلامي”.
وكان المصور بيتر ساندرز قد بدأ مسيرته المهنية في ستينيات القرن الماضي، وأضحى أحد أبرز مصوري الروك آند رول في لندن. وبعدما انطلق في رحلات إلى الهند والمغرب في السبعينيات، اكتشف شغفه الذي تمثل بمشاركة صور الأشخاص والأماكن والطابع الذي يتميز به العالم الإسلامي.
وكان الدين الإسلامي قد وصل إلى الصين منذ 1400 سنة، ثم صار الدين الجديد شيئاً فشيئاً جزء لا يتجزأ من النسيج الرُّوحي والاجتماعي لهذه البلاد الشاسعة، الثرية بالتنوع. وازدهر الإسلام منذ ذلك الحين في البلاد؛ حيث رآه الصينيون أسلوب حياة مستقيم يدعو إلى السلام والتسامح.
وأدى اعتناق بعض الصينيين الإسلام إلى نمو ثقافات إقليمية مدهشة للأقليات المسلمة، نذكر منها الأويغور، وهي أقلية تركية تقطن شمال غربي سنجان، ومقاطعة خونان جنوبي الصين الوسطى. وكذلك شعب هوي، وهم مجموعة عرقية صينية، يتحدثون لغة الماندارين الصينية، ويمثلون أغلبية المسلمين في البلاد ويقطنون شمال غرب الصين، ولكن منهم من يعيش في بعض المجتمعات الصغيرة في مختلف أنحاء الصين.
وعلى مدى عقدين من الزمن، طاف بيتر ساندرز في أرجاء البلاد، واختلط مع سكان هذه المجتمعات، والتقط الصور التي تجسد الحياة اليومية فيها، كما صوّر الهندسة المعمارية المذهلة التي تتمثل بالمساجد الصينية. ولم يقتصر عمله على تصوير البيئة التي يعيش فيها السكان، ولكنه التقط أيضًا الجوانب الإنسانية لشخصياتهم وأحاسيسهم.
كما تحدث بيتر ساندرز خلال افتتاح المعرض: “أنا فخور للغاية بالحضور إلى هنا لافتتاح أول معرض لي في إمارة الشارقة. إنه بالتأكيد حدث خاص و مهم بالنسبة لي، كما أن مشاهدة هذه الأعمال التي يتضمنها المعرض اليوم تسترجع الكثير من الذكريات من الأوقات التي أمضيتها في الصين”.
وأضاف: “خلال الأعوام الطويلة التي أمضيتها في أرجاء هذا البلد، كنت أشعر بالدهشة من عمق إيمان المسلمين، ومستوى الاندماج الثقافي. ويغمرني السرور لحصولي على فرصة لاستعراض حياة المسلمين في الصين أمام جمهور جديد .
يستمر معرض لحظات من حياة المسلمين في الصين – بعدسة بيتر ساندرز” من 16 مارس إلى 11 يونيو، 2017 في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.