بالصور.. المؤتمر العالمي لحقوق الصحابة يوصي بإنشاء جائزة باسم الملك
اختتم أمس المؤتمر العالمي لحقوق الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وفضلهم، والذي نظمته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يومي 13 -14 شعبان الحالي، بإصدار (16) توصية شارك فيها 42 متحدثا من مختلف الدول العربية والإسلامية.
جائزة عالمية
ودعا المؤتمر إلى إنشاء جائزة عالمية باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تمنح للجهود والأبحاث والدراسات المتميزة في مجالات التعريف بفضائل وأخلاق صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه على أن تكون الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مقراً لأمانة الجائزة.
عظم حقوقهم
وأكد المؤتمر على عظم حقوق الصحابة وآل بالبيت وأزواج النبي، وبأنهم أفضل الأمّة وأعدلها بل خيار الناس وعدولهم، مع وجوب محبتهم وتوقيرهم وموالاتهم، والثناء عليهم، والتلقي عنهم وحسن التأسي بهم، والدعاء والاستغفار لهم والترضي والترحم عليهم، والتعرّف على سِيرهم، وعدم الغلو فيهم، واعتقاد فضلهم وعدالتهم، والكَف عما شجر بينهم لدلالة النصوص الشرعية على ذلك ولإجماع الأمة على عدالتهم.
وشدد المؤتمر على اجتناب سبهم أو الإساءة إليهم، والشهادة لمن شهد لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنة، ومن لم يُشهد لهم فنرجو لهم الخير، والانتصار لهم والدفاع عنهم، ودحض جميع الشكوك والشبهات المثارة حولهم.
الموقف الصحيح
ورأى المؤتمر أن الموقف الصحيح تجاه الأفعال الآثمة التي تقترف بحق صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه إنما يكون بالتوضيح الموثق، والمطالبة الجادة بتنفيذ الحكم الشرعي في حق مرتكبيها. مع التأكيد على ما ورد في بيان هيئة كبار العلماء في دورتها (78 )الثامنة والسبعين بتاريخ 6/8/1434هـ المشتمل على أن تضمن عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه في مناهج التعليم في مختلف مراحله في الدول الإسلامية، وأن تقدم منظمة التعاون الإسلامي مشروع قرار على قادة الدول الإسلامية يجرم الإساءة إلى الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ، ويعاقب من يسيء إليهم، وأن تتقيد وسائل الإعلام في العالم الإسلامي بما يصدر عن هيئات كبار العلماء والمجامع الفقهية ومجامع البحوث الإسلامية من قرارات تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، وأن تكثف رابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية والجامعات في العالم الإسلامي الندوات والمؤتمرات عن الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم فضلاً وحقوقاً حتى تبقى الأجيال على صلة بالصدر الأول من حملة هذا الدين، وأن تنسق الرابطة مع المنظمات الإسلامية والجامعات في ذلك.
مركز للدراسات والأبحاث
ودعا المؤتمر إلى إنشاء مركز دراسات وأبحاث في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة يعنى بالدراسات والأبحاث المتعلقة بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه، ويقترح المؤتمرون أن يسمى مركز “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وأبحاث صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” ، ليكون مرجعاً علمياً موثوقاً لنشر الحقائق عن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم وحقوقهم، و تصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة، وتفنيد الادعاءات الباطلة، والحملات التي تستهدف النيل منهم رضي الله عنهم ومواجهتها بالوسائل الصحيحة.
تكييف جريمة الإساءة
وأوصى المؤتمر بأن تُقام ورشة عمل في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة يُدعى إليها علماء شرعيون وحقوقيون، من مختلف أقطار العالم العربي والاسلامي لتكييف جريمة الإساءة إلى صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه على المستوى الدولي، ووضعها في إطار قانوني، ووضع تصور لميثاق إسلامي مُلزم لجميع الدول العربية والإسلامية لحماية جناب صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه رضي الله عنهم.
كما أوصى المنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية والجامعات بعقد المؤتمرات و الندوات والدورات والمعارض الدائمة والمتنقلة داخل المملكة وخارجها للتعريف بصحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه، وبيان قدرهم ومكانتهم وحقوقهم.
موسوعة مترجمة
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى إنشاء موسوعة تترجم إلى مختلف لغات العالم تعنى بكل ما يمكن أن تقدمه سيرة الخلفاء الراشدين وحياة صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه رضي الله عنهم، من حُلول ومعالجات لما يمر به عالمنا المعاصر من إشكالات أخلاقية واجتماعية واقتصادية، واستقطاب علماء ومفكرين منصفين، من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في تحرير موادها.
شكر المملكة
وقدم المؤتمر شكره لحكومة المملكة العربية السعودية التي أدرجت سير الصحابة وأمهات المؤمنين ضمن مناهجها، وفي مراحل التعليم العام المختلفة لغرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته وأزواجه في قلوب الناشئة، ويتناول التعريف بهم ومآثرهم، وفضلهم، ومكانتهم العظيمة، ويدعو المؤتمر بقية وزارات التربية والتعليم والجامعات في العالم الإسلامي إلى الاقتداء بهذا العمل النبيل.
دعم القنوات الإسلامية
وناشد المشاركون الدول الاسلامية دعم القنوات الفضائية والإذاعات والمواقع الإلكترونية الإسلامية ووسائل الإعلام المختلفة “علمياً ومادياً” لتقوم بدورها في التعريف بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه وحقوقهم على المسلمين بلغات العالم المختلفة.
رسائل تعريفية
ودعا المؤتمر شركات الاتصالات في الدول الإسلامية إلى نشر رسائل وخدمات تعريفية مجانية وتطبيقات للهواتف الذكية في التعريف بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه وحقوقهم على المسلمين بمختلف اللغات باعتبارهم القدوة للأمّة، كما يدعو المؤتمر رجال الأعمال إلى دعم ذلك مادياً لنشره عالمياً.
منهج الوسطية
وأكد المؤتمر على أن النبي صلى الله عليه وسلم ربّى صحابته وآل بيته وأزواجه على الوسطية والاعتدال، لذا كانت حياتهم رضي الله عنهم تطبيقاً عملياً لمنهج الوسطية في جميع جوانب الحياة في العقيدة والشريعة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، باعتبارهم النموذج والقدوة للمسلمين.
قيم إسلامية
وشدد المؤتمر على القيم الإسلامية التي نشرها الصحابة رضي الله عنهم كالرحمة، والتسامح، والحرية، والعدالة وغيرها في البلدان التي دخلها الفتح الإسلامي.
إبراز دور الصحابة
وأوصى المؤتمر بإبراز دور الصحابة رضي الله عنهم لمبدأ الوسطية في التعايش والتعامل مع غير المسلمين متبعين نهج نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، فقد شملت مظاهر تعايش الصحابة السلمي مع غير المسلمين صوراً متعددة ؛ منها : الحرية الدينية، وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي، وتحقيق العدالة في القضاء والأحكام وغيرها، لذا كان تعايش الصحابة مع اتباع الملل والنحل الأخرى تعايشاً وسطياً لا يجامل ولا يحابي الطرف الآخر على حساب تعاليم الإسلام ومسلماته، ولا يغلو ويتطرف فيهضمهم حقوقهم، ويسيء معاملتهم لاختلاف الديانة، ولكنه كان تعايشاً متوازناً يحفظ لكل طرف حقوقه، ولا يمتهن كرامته، فكان لهذه الوسطية آثار ايجابية انعكست على مختلف مناحي الحياة وتعزيز الأمن والاستقرار الاجتماعي والنفسي والاقتصادي والسياسي للدولة والمجتمع وتحقيق مصالح كبيرة للأمة، و اقبال غير المسلمين زرافات وحداناً على اعتناق الإسلام .
ترجمة أبحاث المؤتمر
وطالب المشاركون في المؤتمر بترجمة أبحاث المؤتمر إلى مختلف لغات العالم، ونشرها نشراً ورقياً وإلكترونياً، لما اشتملت عليه من جهد في معالجة محاوره، أظهرت مكانة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأزواجه وفضلهم.
تهنئة الجامعة الإسلامية
وهنأ المشاركون في المؤتمر الجامعة الإسلامية إدارة وأساتذة وموظفين وطلابا ومنسوبين بالحصول على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي غير المشروط لمدة سبع سنوات من هيئة تقويم التعليم وتحقيقها لأعلى معايير الجودة والاعتماد، مما يؤكد المكانة العلمية للجامعة وتميزها في تعليم أبناء الأمة الإسلامية المنهج الوسطي المعتدل المبني على كتاب الله عزّ وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
شكر وعرفان
وفي ختام التوصيات أوصي المشاركون في المؤتمر برفع جزيل شكرهم، وعظيم امتنانهم لمقام خادم الحرمين الشريفين ولصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة، ولصاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة المدينة المنورة، ولصاحب المعالي وزير التعليم.
وقدم المشاركون الشكر والتقدير أيضا إلى الجامعة الإسلامية ومسؤوليها وفي مقدمتهم معالي مديرها الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي، على الجهود الكبيرة في تنظيم المؤتمر، وعلى حسن الإعداد وجميل العناية بالمشاركين والحضور.
يذكر بأن المؤتمر حظي بقبول واهتمام كبيرين من العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين من المملكة وخارجها، حيث قدم للمؤتمر أكثر من (420) أربعمائة وعشرين ملخصِ بحثٍ وورقة عمل من (26) ست وعشرين دولة، تم تحكيمها واجتاز منها (42) اثنان وأربعون بحثاً، تناولت الموضوعات المندرجة تحت محاور المؤتمر، وتم إلقاؤها في خمس جلسات علمية، ودارت حولها مناقشات ومداخلات أثرت المؤتمر وأثمرت عن عدد من التوصيات.