تعزيز الإيجابية في حياتنا
الإيجابية هي التركيز على مواطن القوة التي تعزز نفسية الإنسان وتطور تفكيره من أجل ارتفاع منسوب السعادة والطمأنينة والتفاؤل لديه، لأن الإيجابية تعمق الشعور بالثقة والأمان بالله مما ينعكس على الفرد من تقليل درجة المشاعر المحبطة كالقلق والاكتئاب والتوتر، والتي حتما ستؤثر على علاقاته مع الآخرين في مجتمعه.
الإيجابية تعني أن لا نكون سوداويين يعترينا التشاؤم وتتحول لحظات السعادة إلى حزن وتعاسة لذا لا بد من العمل على طرد كافة الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية تخدم الفرد والمجتمع لأن الإيجابية تنمو وتتكاثر ويتكرر ممارستها من خلال مشاهد وصور تفجر الحماس وتعزز الإبداع وتمكننا من الوقوف بوجه من يحاول سلب إيجابيتنا.
نسأل هنا.. كيف يمكن تحقيق الإيجابية في المجتمع الذي نعيش فيه؟ الإيجابية هي سمة من سمات الشخصية تساعدها على الانطلاق نحو العالم الخارجي من أجل تحقيق التقدم والتغير والإصلاح للذات أولاً ثم للمجتمع ثانيا ًوذلك عن طريق توفير جرعات من الأمل والتفاؤل والقدرة على مواجهة التحديات بطريقة إيجابية لأنه إذا كانت السلبية مطرقة لهدم المجتمع فأن الإيجابية أداة لبناء المجتمع ورقيه.
يستطيع الفرد تحقيق الإيجابية من خلال الاستفادة من كل شيء مفيد والبناء عليه بالاعتماد على مهارات اتصال نوعية تفعل من خلالها مفاهيم التلاقي وليس التنافر والقبول وليس الرفض والحوار وليس الإلزام حتى يتكون لدية شعور صادق بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الافراد الذين يعيش ويتفاعل معهم وشعور بالثقة بالنفس وعدم التشكيك بقدراته وقوة إرادته وطموحه لقول رسولنا الكريم “لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”.
إن ترسيخ ثقافة الإيجابية في مجتمعنا هي مسؤولية الجميع من خلال ممارستها فكراً وسلوكاً لأننا نشاهد في وقتنا الحاضر تفشي الثقافة السلبية في مجتمعنا تحمل معها بذور الفتنة وجلد الذات واغتيال الشخوص وتعظيم الإشاعة والمساعدة على تناسلها فالواجب يحتم علينا أن ننشر ونعزز الثقافة الإيجابية في جميع مرافق حياتنا في المدرسة والجامعة وموقع العمل والبيت ولا نترك لوسائل التواصل الاجتماعي المساحة التي ستؤذي بها مشاعرنا وتفسد علاقاتنا الاجتماعية ولنجعلها منابر للتواصل والمحبة وليس للتناحر والإدبار ولنعظم “قولوا للناس حسنى” “ولا تنسوا الفضل بينكم” وتفاءلوا بالخير تجدوه.
كل أزهار الغد متواجدة في بذور اليوم وكل نتائج الغد متواجدة في أزهار اليوم لذلك كن إيجابياً اليوم لتجني أزهار الغد، وليكن موقفك الإيجابي أغلى ما تملك.
د. جميل بن عبدالرحمن الشقيرات
صحيفة الرأي الأردنية