خبراء عالميون يعرضون حلولاً لإطعام سكان العالم في 2050 خلال مشاركتهم بــ “دافوس الصحراء”
توقع كريستوفر هيرست، الرئيس التنفيذي لشركة بلاديوم الاستشارية زيادة عدد سكان العالم بحلول عام 2050 قرابة ملياري شخص، وهو ما يتطلب نمواً يقارب 60% في الإنتاج الزراعي لتلبية طلب الغذاء المتزايد”، مضيفاً “أن احداث تغيير جوهري يتطلب ابتكار حلول لتحديات الغذاء المستدام والمتصاعد”.
وجاء هذا التصريح خلال انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار “دافوس الصحراء”، بحضور 6000 آلاف مشارك من قادة الأعمال وصناع القرار، ذوي الأدوار المركزية في الاستثمار والإبداع عالمياً، والذي انطلق في الرياض صباح اليوم الثلاثاء 29 اكتوبر 2019م.
وتركز فعاليات “دافوس الصحراء”، والتي تمتد على مدار ثلاثة أيام على موضوعات استراتيجية رئيسية في مجال الاستثمارات المحلية والاقليمية والعالمية.
وشهد اليوم الأول نقاشات حيوية عن الأساليب التي تستخدمها الحكومات، والتقنيات الزراعية، ونماذج الاستثمارات والأعمال لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وركزت فرقة عمليات الغذاء في المنتدى، والتي نظمتها شركة بلاديوم التي تركز على إحداث تغيير إيجابي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وأدارها كريستوفر هيرست، وألونزو فولقهام، عضو مجلس إدارة الشركة، على فهم الحلول الممكنة والمستدامة لإطعام أجيال المستقبل. وتمحورت إحدى محاور الجلسة حول التكنولوجيا المبتكرة، والتي تبدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الروبوتات لجعل الزراعة “أكثر ذكاءً”.
ويمكن للتكنولوجيا هنا أن تساعد في معالجة بعض التحديات التي تواجه الزراعة التقليدية، بما في ذلك إيجاد سبل لاستخدام موارد طبيعية أقل، وخفض انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون، مع المساعدة في الوقت نفسه على تلبية الحاجة إلى زيادة كميات الانتاج الزراعي.
وتطرق الخبراء إلى مناقشة دور المستهلكين في الحد من هدر الغذاء وتغيير العادات الغذائية السائدة، لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، مع عدم الإضرار بالتغير المناخي.
وأشار المتحدثون إلى أن تربية الماشية، تستهلك موارد ضخمة، وتنتج سعرات حرارية ومغذيات أقل بكثير مقارنة بالنباتات، فعلى سبيل المثال، إنتاج غرام واحد من بروتين لحوم البقر يتطلب استخدام 20 ضعفاً من الأراضي، وانبعث 20 ضعفاً من الغازات لكل غرام من البروتين الصالح للأكل من البروتينات النباتية الشائعة الناتجة مثل الفاصولياء والبازلاء، ولذلك يعد تغيير العادات الغذائية بعيدًا عن اللحوم والألبان خطوة أساسية في مواجهة التحديات التي نواجهها.
وناقش المحاورون أيضاً، التوازن المطلوب بين انتاج الأغذية محلياً، والتجارة العالمية في ضمان الأمن الغذائي، حيث أنه على الرغم من الحصول على منتج بسعر أرخص في بلد ما لاستهلاكه في بلد أخر، فإن اختلال التجارة يمكنه أن يؤدي إلى اختلال وصدمات سعرية، ويهدد سبل عيش صغار المزارعين في البلدان المستوردة.
وخلص جميع المتحدثين إلى التوافق أنه ليس هناك من حلول سهلة لتلك المشاكل، وإن الإجابة معقدة شأنها شأن التحديات، وستتطلب مواجهتها تكثيف الجهود من قبل قطاع الأعمال والحكومات، والمستهلكين، والمستثمرين للعمل سوياً لإيجاد حلول مبتكرة.