خليف الغالب: أكتب “النبطي” و”الفصيح” معاً.. والغلبة للأخير
استحوذ الشاعر السعودي الشاب خليف الغالب الشمري (27 عاماً)، الفائز بلقب “شاعر شباب عكاظ” على درجة عالية من الاهتمام في مواقع التواصل الاجتماعي، لقربه من فئة الشباب، ولتمكنه من تحقيق لقب مهم من خلال كتابة الشعر الفصيح بتمكُّن، منذ مرحلة عمرية مبكرة في حياته.
لكن مع ذلك، أكد الشمري أنه يشعر بالقلق بعد حصوله على الجائزة، فمن وجهة نظره أن تلك الجائزة تحمّله “عبء البحث الدائب في سراديب الذات والعالم”.
عبر صفحة “سوق عكاظ” في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أفصح “شاعر شباب عكاظ” عن الكثير من الأشياء، قبل وبعد الجائزة، خصوصاً حينما اعترف بكتابة الشعر النبطي.
أول فوز.. “فيصل”
لم يخف الشمري في بداية حواره التأكيد على أنه كان سعيداً بسماع نبأه فوزه على لسان الأمير خالد الفيصل شخصياً، من خلال المؤتمر الصحافي لإعلان أسماء الفائزين بجوائز “سوق عكاظ”، خصوصاً أنها أول جائزة شعرية يناله في حياته كشاعر شاب، فأهداها على لسانه لجميع أحبته وأهله.
وكأن لسان حال الشاعر خليف الشمري، يقول إن أول فوز شعري له في حياته هو “الفيصل”.
قلق البحث
يهتم كل فائز بجائزته المهمة التي حصل عليها، ويعلم جيداً ما تعنيه له.
الشمري كان متعلقاً بجائزته الأولى بطريقة مختلفة، فهو لم يخف أنها تعني له الكثير، عندما سألناه في هذا الصدد خصوصاً أنه ينضم لكوكبة لامعة من الأسماء العربية في عالم الشعر، وأكد قائلاً: “أنا سعيد بهذا الفوز، الذي يشكل رافداً مهماً لمسيرتي القصيرة المتواضعة.. ووجودي مع أسماء لامعة فازت بهذا اللقب، يمنحني المزيد من التشجيع والتحفز والقلق”.
وللحقيقة استوقفتنا كلمة القلق، بالفعل لماذا القلق؟ فكانت إجابة “شاعر شباب عكاظ” مباشرة، وهو يقول: “لأنها – يقصد الجائزة – تحملني عبء البحث الدائب في سراديب الذات والعالم، وأن أكون حاضراً كما يكون الحضور المرتبط بهذه الجائزة”.
ترشيحات حائل الأدبية
لا ينسى الشاعر محيطه، لهذا أعاد الشاعر الشاب خليف الشمري الفضل في اتجاهه للتقديم لمسابقة “شاعر شباب عكاظ” إلى المحيطين به في عالمه الأدبي بمدينته حائل، وقال إجابة على سؤالنا: “رشحني الأستاذ رشيد الصقري نائب رئيس النادي الأدبي حائل للمشاركة، وعكاظ اسم كبير في عالم الثقافة العربية، فليس غريباً الاتجاه نحوها”.
محاذير أدبية
يعلم “شاعر شباب عكاظ” أنه حاز لقباً مهماً يحلم به الكثير من أصحاب الموهبة الشعرية مثله، لهذا أقرّ بضرورة أن يتخذ “حذراً شديداً في النتاج الأدبي”، وأعاد من جديد مفردة القلق هنا، بعد أن سألناه عن الإضافة المتوقعة في مستقبله الشعري بعد الجائزة، رغم أنه أفاد بأنها ستضيف له الكثير بلا شك، إلى جانب “الضوء والوهج”.
وفي هذا السياق أيضاً، تحدث الشمري عن فائدة المسابقات الشعرية بالنسبة للشعراء، وقال: “المسابقات تقدم للشعراء التنافس الحميم، وهي فرصة للإثراء والاستفادة، ولا يعني أن عدم الفوز بها دليل خسارة”، لكنه أكد مجدداً إجابة على سؤال لاحق أن “التنافس في جوائز عكاظ جميل ومشوق”.
قصيدة الفوز.. لا تُروى
كل من تابع فوز خليف الشمري بجائزة “شاعر شباب عكاظ” وعلم أن قصيدته التي فاز بها عنوانها “رسالة إلى الشنفري”، تساءل عن قصة هذه القصيدة ولماذا الإصرار على رسالة موجهة صوب التاريخ، لذا حوّلنا إليه هذا التساؤل، لكنه كان صارماً في إجابته، عندما قال: “الشعر ليس له قصة تروى.. هو تفاعل بين عدة عناصر وثقافات وتيارات روحية وواقعية.. هو الوهج الذي تحاول اللغة أن تزيد أواره المستعر، فعلى هذا من الصعب أن أصف النص الشعري، لكن إن أردتم المقاربة أقول: النص تعبير عن قصة إنسان حديث يعيش بمبادئ قديمة، أو هو تعبير عن وجع عربي لبعض إخواننا وغصة في حلوقهم .”
هزيمة “النبطي” رغم القبيلة
اعترف خليف الشمري بأن بداياته الشعرية، ارتبطت أصلاً بكتابة الشعر العامي، في إشارة مبطنة إلى غلبة اهتمام شعراء القبيلة التي ينتمي إليها بكتابة الشعر النبطي.
ومع ذلك أكد بكل وضوح، في إجابته على تساؤلنا بشأن مقاومته لقوة تأثير “النبطي” في محيطه القبلي والمجتمعي واتجاه للشعر الفصيح، وقال: “لا زلت أكتب الشعر العامي، لكن الفصيح طغى عليه، وأخذني إلى عوالمه الشاسعة وفضاءاته البعيدة”.
ولهذا أيضاً أكد أن لا يجد صعوبة في كتابة العامي (النبطي) والفصيح معاً، وقال رداً على تساؤل في هذا الاتجاه: ” لكل منهما طريقة ومزايا ونوافذ ودروب، وبينهما تشابه في الموسيقى وغيرها، لكني لا أعتقد بوجود صعوبة في الجمع بينهما”.
لذة الأدب والنقد
عندما سألناه عن اتجاه لدراسة الأدب والنقد حتى حصوله لدرجة الماجستير فيه، رغم أن شاب في مقتبل العمر، قال: “أحب هذا الجانب من العلوم الإنسانية.. وألقى فيها من اللذة والمتعة، ما لا أستطيع وصفها، وأجد فيها نفسي”.