رمى بنفسه عليَّ مؤملًا
رمى بنفسه عليَّ مؤملًا
مامِنا أحد إلا ومر بموقفٍ محرج له!
ومن أشد المواقف المحرجة
التي مررتُ بها:
أنَّ صديقًا لي طاب مني مبلغًا
كبيرًا من المال، كقرض حسن
ولأن هذا المبلغ الذي
طلبه مني لايتوفر عندي
فقد أحسست
بألم شديد يخنق أنفاسي!
ماذا سيقول صديقي الذي
رمى بنفسه عليَّ مؤملًا
أن أسد حاجته
وأقف معه في أزمته!
قلت له وأنا أكتم عبراتي
والله ليس عندي ما تطلب!
لكني أستطيع أن ألبي طلبك
خلال يومين عن طريق الاقتراض
من أحد الأصدقاء، أو من أي جهة
كانت!
فقدَّر كلمتي هذه وشكر٠٠٠
ومع ذلك فقد كنت في غاية
الألم٠٠٠
وكي يبعد عني الحرج
لاطفني وقال ضاحكًا:
كيف لا يكون عندك ماطلبتُ
وأنت كاتبٌ وأديبٌ ولك مؤلفات
تُباع في المكتبات؟
قلت ضاحكًا: أفقر الناس هم
الكُتَّاب خصوصًا الذين
رفضوا بيع أقلامهم
أو تأجيرها!
والتاريخ يشهد أنَّهم
ماتوا فقراء مُعْدَمين!
عمومًا هذا الموقف المؤلم
جعلني أتذكرالتابعي:
سفيان بن عُيينة رحمه الله
عندما أتاه سائلٌ فلم يكن معه
ما يعطيه فبكى فقال أحد جلاّسه
وما يبكيك؟
فقال: أيّ مصيبة أعظم من أن
يُؤمَّل فيك رجلٌ خيرًا فلا يصيبه!
ولعلي أيضًا أذكر بعض الأبيات
بالشعر العامي على طريقة
شيخي الأديب العلامة
والشاعر الكبير
عبدالله بن خميس
رحمه الله الذي كان
راوي للشعر العامي
مع أنه كان أحد سدنة اللغة الكبار
وأحد أكبر رواة الشعر الفصيح
في العصر الحديث
هذه الأبيات لعلها تمثل
مامررتُ به مع هذا الصديق
وأظنها للشاعر الكبير ابن جدلان
عليه رحمة الله:
تدري وش اللي مالها طب وعلاج ..
والحاجة اللي ذابحتني وأنا حي
لاجاني المحتاج ويقول محتاج ..
تكفى وينخاني وأنا مامعي شيء
ويقول الشاعر منصور الرمالي
رحمه الله، في موقف مثل هذا:
أمّر مُر مَر في دنيتي لي
وأمَر مُر مَر لي في حياتي
ليا جاني العاني وأنا مامعي شيء
ودي تجيني قبل ياتي وفاتي
إن أعتذرته ظن ظن الردى بي
وأنا الردى ماهو صفه من صفاتي
أسأل الله ألا يضعكم في
مثل هذه المواقف٠
هو ألم. يمض قلب الكريم أما اللئيم. فيمر مر الكرام على نفسه الباردة الخالية من مكارم الأخلاق