سياسيون وخبراء: تجنيد الإرهابيين على أرض الواقع أكثر خطورة من التطرف على شبكة الإنترنت
وسط خوف من تجنيد الإرهابيين : تويتر أغلقت مؤخرا أكثر من 600 ألف حساب إرهابي .. والجهات الحكومية وغير الحكومية تعمل على تعزيز مستوى الشفافية.
شهدت الدورة الإفتتاحية لمنتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، تنظيم جلسة بالغة الأهمية لمناقشة وإستعراض الدعاية الإرهابية المتطرفة على شبكة الإنترنت والعوامل الواقعية التي تقف خلف تجنيد الإرهابين والتطرف.
وقال الدكتور بيتر نيومان، المبعوث الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأحد المشاركين في الجلسة النقاشية :”يتحول عدد من الناس في أوروبا إلى التطرف على الإنترنت، فهى إحدى وسائل الدعاية التي تستخدمها المنظمات الإرهابية إلا أن عمليات تجنيد الإرهابيين تحدث على أرض الواقع عبر أشخاص كبروا معهم وعرفوهم معظم سنوات حياتهم، فعلى سبيل المثال معظم الإرهابيين المتطرفين من النرويج لا يأتون فقط من نفس المدينة، بل يسكنون نفس الشارع حيث ترعرعوا معا وقصدوا نفس المدرسة.
وإلى جانب الدكتور بيتر نيومان، شهدت الجلسة النقاشية الثانية “من التطرّف الإلكتروني إلى الإرهاب الواقعي” التي أدارها غرايم وودمحرّر مجلّة أتلانتيك الأمريكيّة، أيضا مشاركة كل من الدكتور شيراز ماهر، نائب مدير المركز الدولي لدراسات التطّرف، قسم دراسات الحرب في كلية كينجز لندن، والسيّد جورج سلامة، رئيس السياسة العامة والعلاقات الحكومية لشركة تويتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسيّدة سميّة فطاني، باحثة في مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلاميّة، الرياض، المملكة العربيّة السعوديّة.
وركزت الجلسة النقاشية على ضرورة إستعراض، ليس فقط جهود محاربة التطرف وتجنيد الإرهابيين على شبكة الإنترنت، بل أيضا العوامل الواقعية التي تمكن الإرهابيين من تجنيد أتباعهم، فقد وفرت شبكة الإنترنت لتنظيم داعش الإرهابي دعاية إعلامية كبرى، فأشرطة الفيديو التي يقوم التنظيم ببثهاا تتميز بالجودة العالية وتظهر إرهابي التنظيم كأنهم أصحاب قضية يقاتلون من أجلها، إلا أن دور شبكة الإنترنت يتغير حاليا، ففي العام 2014 تمت معظم عمليات التجنيد على موقعي فايسبوك وتويتر، كما أن الإرهابيين تحولوا حاليا إلى الجانب المظلم من الشبكة العنكبوتية عبر إستخدام خدمات الرسائل الخاصة مثل تيليجرام وفايبر وواتس آب، نظرا لأن تلك المنصات أكثر خصوصية وتخلق علاقة حميمية مع الشباب صغار السن.
من جانبه قال جورج سلامة :”أعلنت تويتر مؤخرا أنها أغلقت أكثر من 600 ألف حساب إرهابي كانت تنشط على منصتنا للتواصل الإجتماعي، كما انها تعمل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية على تعزيز مستوى الشفافية فيما يتعلق بتلك الحسابات , إلا أنه لا يوجد تقنية يمكنها بشكل كامل حل هذه المشكلة، فمن أجل محاربة الإرهاب المتطرف، وفقا لجورج سلامة , يتوجب علينا البدء عند مرحلة مبكرة من خلال تعزيز حس إنتماء أطفالناللمجتمع، وهو الجهد الذي يبدأ من الأسرة والمدرسة لحمايتهم من الدعاية الإرهابية سواء على شبكة الإنترنت أو على أرض الواقع”.
وفي الختام أجمع المشاركون على أن جهود تجنيد الشباب في مجتمعاتنا ومن قبل أشخاص نعرفهم هى مشكلة يتوجب مجابهتها والتعامل معها، كما ذكرتالسيّدة سميّة فطاني :”ان تنظيم داعش الإرهابي قام بتطوير محتوى دعائي يستهدف النساء بشكل إستراتيجي، سواء على شبكة الإنترنت أو على أرض الواقع، من خلال منحهن شعورا بالإنتماء خاصة اللاتي تشعرن بأنهن منبوذات في مجتمعاتهن، حيث تمنحهم عمليات التجنيد المباشر شعورا بالواجب والإلتزام”.
وتنعقد فعاليات الدورة الافتتاحية لمنتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بفندق إنتركونتيننتال، وينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، تحت شعار “طبيعة التطرف ومستقبل الإرهاب” في إطار الفعاليات السياسية والعالمية رفيعة المستوى التي تشهدها الرياض هذا الأسبوع تزامنا مع الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب ينعقد تحت رعاية ” التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب “الذي أعلن عن تشكيله في (15 ديسمبر 2015م) من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، هو أول تحالف دولي يقوده العالم الإسلامي. ويهدف ” التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب” ، والذي يضم تحت لوائه (41) دولة، إلى تنسيق وتوحيد الجهود السياسية والفكرية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية في الدول الإسلامية لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف والتكامل مع جهوددوليةأخرىفي مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين. كما يعمل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على بناء قاعدة معلومات حول برامج محاربة الإرهاب وأفضل الممارسات التي تتبناها الدول الأعضاء والمنظمات الدولية.