قمة الاستشراف الحكومي بدبي تنطلق وتناقش جاهزية المؤسسات للمستقبل
انطلقت فعاليات “قمة الاستشراف الحكومي” التي تنظمها كلّ من وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة وشركة “ميسي فرانكفورت” الشرق الأوسط في دبي، والتي تستمرلمدة ثلاثة أيام من 23 ولغاية 25 سبتمبر 2019 ، بمشاركة وحضور طيف واسع من المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية المحلية والاتحادية رفيعي المستوى، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الخبراء الاستراتيجيين والمتخصصين في مجال التحول الرقمي واستشراف المستقبل.
ويأتي تنظيم القمة انسجاماً مع الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز جاهزية منظومة العمل الحكومي للمستقبل، والارتقاء بأداء المؤسسات من خلال إيجاد منصة تفاعلية لتبادل الخبرات والمعارف ومشاركة أفضل الممارسات المطبقة عالمياً والتي تسهم بدورها في مساعدة المسؤولين على وضع استراتيجيات استباقية وخطط عمل تتضمن سيناريوهات متنوعة، تدعم من استعداد المؤسسات للتعامل مع مجموعة التحديات والفرص التي تجلبها التوجهات المتغيرة في المستقبل.
وشهد اليوم الأول من فعاليات القمة مناقشة مجموعة متنوعة من المواضيع ذات الأهمية الاستراتيجية عبر سلسلة من الجلسات التي ركزت على أهمية توظيف أحدث مخرجات التكنولوجيا لمواكبة التغييرات المتسارعة وضمان تحقيق كفاءة أكبر في منظومة العمل المؤسسي.
وفي إطار مشاركته في جلسة بعنوان “المضي نحو ثقافة الاستعداد” قال سعادة سليمان الكعبي المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة استشراف المستقبل في أبوظبي: “منذ تأسيس الدولة رسخت القيادة الرشيدة مفهوم استشراف المستقبل في شتى المجالات والعمل على إيجاد سيناريوهات ومقارات تجسد ما يجب على المؤسسات والكفاءات العاملة بها الاستعداد له، وشكلت الرؤى المستقبلية للقيادة الرشيدة وتوجيهاتها الحثيثة على الاستعداد لمتغيرات المستقبل نهجاً استباقياً تتبناه اليوم كافة مؤسسات الدولة وتهدف من خلاله إلى استكشاف مجموعة الفرص والتحديات من أجل رسم ملامح المراحل المقبلة ووضع الخطط والأطر المناسبة للتعامل معها”
و أضاف: ” وضعت القيادة الرشدة بدولة الإمارات تصوراً واضحاً للمستقبل تمثل في إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «مئوية الإمارات 2071» لتكون خارطة طريق شاملة نحو حقبة جديدة من التطور، واليوم تمثل منصة القمة فرصة مثالية لمشاركة الرؤى والتطلعات والعمل بشكل جماعي ومتكامل على تحديد الخطوات والركائز الأساسية التي تعزز من جاهزية المؤسسات للمستقبل، ويأتي التوظيف الشامل لأحدث مستجدات التكنولوجيا في مقدمة هذه المساعي التي تسهم في تحقيق قفزات نوعية واستجابة سريعة لمتطلبات المستقبل”
كما شهدت القمة جلسةً حوارية تحت عنوان “الاستشراف الاستراتيجي وأدواته: تحويل مفهوم التخطيط الاستشرافي إلى واقعٍ عملي”، شارك فيها خبراء من معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية وشركة ’بروجيكتيف‘ المتخصصة في الاستشارات الاستشرافية ومنصة ’سيستيماتيك إنوفيشن‘ الشهيرة بابتكار أفضل الحلول في القطاع.
ومن جانبه أكّد جابر والجي، المصمم الاستراتيجي لدى منصة ’سيستيماتيك إنوفيشن‘، على أهمية تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من التقنيات الثورية للارتقاء بالوظائف والمهارات لتلبي احتياجات القطاعات المختلفة في المستقبل، إذ قال: “يُمكن تقسيم التقنيات إلى فئتين: الفنية وغير الفنية. ويشمل الجانب الفني تكنولوجيا المعلومات وتقنية ’بلوك تشين‘ للتعاملات الرقمية والعملات المشفرة. في حين يتألف جانبها غير الفني من نماذج الأعمال المبتكرة والمعارف الجديدة غير المادية والمؤدية إلى المنطق المتقدم”.
وأضاف والجي: “لا بد لنا من تحديد هذه العناصر لإحداث نقلة نوعية في طرق استخدامها بما يعود بالفائدة على المجتمع ككل. بإمكاننا أن ندعم تطوير المهارات الضرورية للوظائف المستقبلية من خلال تطبيق أساليب تدريس وتعلّم هذه التقنيات الجديدة”.
ومن جانبه أكد حسن محمد فايد ، أخصائي الابتكار والمستقبل في وحدة الابتكار والمستقبل للمنطقة الحرة التابعة لمطار دبي على أهمية إدارة البيانات و دورها في تعزيز الخطط ووضع تصورات مستقبلية تحاكي الواقع وأكثر دقة ووضوح وقال : “قبل أن نبدأ في الحديث عن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ، نحتاج أن نسأل أنفسنا: ما البيانات التي نمتلكها؟ في رأيي ، الأولوية القصوى اليوم هي إدارة البيانات وهندسة المعلومات ؛ إن امتلاك قواعد البيانات يشكل بنى تحتية متينة للمؤسسات ويعزز من قدرة المسؤولين على اتخاذ القرار وفقًا لما تشير إلى هذه البيانات من توجهات و تغيرات محتملة”
يُشار إلى أنّ مختبرات الاستشراف المنعقدة على هامش جدول القمة يقودها نخبة من الأخصائيين في قطاعاتهم المعتبرة، حيث أدار الدكتور بيتر بيشوب، الأستاذ الفخري والمدير التنفيذي في جامعة هيوستن، جلسةً خاصة عصر هذا اليوم ركّز فيها على ضرورة ضمان جاهزية الأنظمة التعليمية للمستقبل.
وتستمر الفعالية لمدة ثلاثة أيام في في فندق ومركز مؤتمرات لو ميريديان دبي من 23 ولغاية 25 سبتمبر 2019. وتشمل أجندة القمة باقة من العروض التقديمية وجلسات الحوار التفاعلية التي تقدمها نخبة من المتحدثين العاملين لدى مجموعة من المؤسسات الإقليمية والعالمية.