“كاوست” تنقل زوار الجنادرية من البحر إلى التطبيق الرقمي
تستقبل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” زوارها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ” الجنادرية 32″ من خلال جناحها المليء بالمعرفة والابتكارات بدءاً من اليوم، لتعرض لهم نماذج من اختراعات علمائها والمشاريع الناشئة التي تحتضنها.
ويبرز توليد الهيدروجين الانتقائي ـ المصدر البديل للطاقة ـ ، والمصابيح الكهربائية فائقة الكفاءة ـ من سانوور (SaNoor) إحدى الشركات الناشئة في الجامعةـ ، فضلاً عن الطائرة من دون طيار (Drone)، والبدلة الذكية، ومشبك أسنان، في مقدمة الإختراعات التي تعرضها الجامعة، كما تبث “كاوست” في جناحها بالجنادرية فيديو عن تحلية المياه، وأبحاث البحر الأحمر والحاسب الآلي الخارق (شاهين 2)، ليشرح ما يجري في مركز أبحاثها المتخصص في البحر الأحمر ومرافق تحلية المياه والمختبرات المتخصصة في تحلية وإعادة استخدام المياه بطريقة متكاملة ومستدامة، وبتكلفة إنتاج وحدات المياه من خلال التقنيات الحديثة ومصادر الطاقة البديلة.
ويشرح فريق “كاوست” للمهتمين من زوارها الموقع الجغرافي للجامعة ، حيث تقع على ساحل البحر الأحمر في بلدة ثول (90 كيلاً شمال محافظة جدة)، ويوضحوا مراحل تطورها منذ افتتاحها في سبتمبر 2009م، لافتين إلى أنه إنضم للجامعة أكثر من 371 طالباً وطالبة من أنحاء العالم لمتابعة دراساتهم العليا في الماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والإلكترونية، إلى جانب تخريج أكثر من 1500 طالب وطالبة، منهم 670 سعودياً وسعودية.
وتعمل الجامعة على جذب المواهب من المملكة وجميع أنحاء العالم وتطويرهم، كما تستثمر في أصحاب العقول الواعدة التي أثبتت جدارتها وتساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم الفكرية من خلال المنح الدراسية والأبحاث، كما تطمح الجامعة إلى أن تكون منارة للمعرفة والتعليم التقني بما يخدم المواهب العلمية الواعدة التي تسعى إلى تحقيق الاكتشافات التي تعالج أهم التحديات الإقليمية والعالمية، وتعد مختبراتها العلمية ومراكز ابحاثها من أفضل المختبرات في العالم وأكثرها تقدماً وتطوراً، إذ توفر لهيئة التدريس والطلاب والشركات الدولية المتعاونة البيئة المثالية للقيام بأبحاثهم المبتكرة.
ويعرض جناح كاوست لزواره نسخة مصغرة عن إحدى الغرف النظيفة (Clean Rooms) التي تستخدمها مختلف الأقسام العلمية والهندسية في ذات الجامعة، حيث يقوم قسم العلوم والهندسة الفيزيائية في “كاوست” بدراسة المواد بجميع الأحجام (النانو، والميزو، والمايكرو)، وحالاتها (الصلبة، السائلة، الغازية)، فضلاً عن تفاعل المواد مع المؤثرات الخارجية، كما يستخدم قسم العلوم والهندسة البيولوجية المختبرات في تحديد التسلسل الجيني، والمعلومات البيولوجية وعلم البروتينات، ويجري علماء وطلبة العلوم والهندسة البيولوجية أبحاثهم في مجالات علم الجينوم والبروتينات، باستخدام المعدات والطرق التحليلية المتطورة الموجودة في مختبرات “كاوست”، حيث تهدف الدراسات المخبرية في كاوست إلى تصميم وتطوير مواد وتقنيات جديدة تساعد في معالجة التحديات الحالية المهمة كإنتاج وتخزين وتحويل الطاقة، وتنقية المياه والهواء وحماية البيئة، والتنقيب واستخراج النفط، وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإيجاد حلول جذرية لتأمين الغذاء والماء لعدد السكان المتزايد.
وتوفر ” كاوست” شرحاً عن “دفيئات بيئية” التي يستخدمها العلماء في أبحاثهم الزراعية، كزراعة النباتات في التربة الصحراوية المالحة والتربة التي لا تتمتع بمقومات زراعية جيدة، وهذه الأبحاث تقوم على نتائج الدراسات المختبرية للتركيبة الجينية للنبتة والبيئة التي تنمو فيها، كما تستعرض الجامعة أبحاثها في تحديد أول تسلسلٍ عالي الجودة لـ “جينوم كينوا” والعمل على تعديله لتغيير طريقة نضج النبات وإنتاجه للغذاء، بأمل تحسين قدرتها على النمو في بيئات قاسية شبيهة بالبيئة الحارة في السعودية.
وتركز الجامعة في عرضها أمام الزوار على المواضيع ذات الصلة بتأثيرات البيئة على الكائنات الحية، والإنتاج المستدام للغذاء، واستخدام المياه عالية الملوحة أو ذات جودة منخفضة في الزراعة، والاستفادة من الطاقة المستخدمة في إنتاج الماء والغذاء، والحفاظ على البيئات البحرية والساحلية، إلى جانب تمكنها خلال السنوات الماضية من جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن البحر الأحمر بفضل أعمال مركز أبحاث البحر الأحمر القائم في مقرها، الذي يوفر فهماً متكاملاً للنظم الأيكولوجية للشعاب المرجانية، والظروف التي يعيش فيها، للحفاظ عليها واستمراريتها على طول ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية.
وتنتقل جامعة الملك عبدالله بزوارها في رحلة علمية مدهشة، من عالم البحار إلى عالم الحواسيب والتطبيقات الرقمية، مؤكدة أن الأبحاث والتجارب التي تقوم بها تعتمد بشكل أساسي على عمليات حوسبة متفوقة وعالية الأداء، حيث يأتي دور حاسوب كاوست الخارق (Super Computer) الذي تطلق عليه الجامعة إسم ” شاهين 2″ (SHAHEEN II) الذي يعد واحداً من الحواسب الآلية الخارقة الموجودة في العالم، والأول في منطقة الشرق الأوسط والـ 17 على المستوى الدولي، الذي يستخدم في التحليلات الرياضية والمحاكاة مع تطبيقات العمليات العلمية (الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والبيئية، وعلوم المواد، والتنقيب وإدارة حقول النفط)، ومعالجة البيانات الكبيرة في وقت قصير، حيث يستغرق في تحليل نتائج بعض الأبحاث دقائق معدودة أو بضع ساعات، بعد أن كانت تستغرق أياماً أو أشهراً عديدة.
ولا تقتصر خدمات شاهين2 على كاوست فقط، بل يستفاد منه في عدة مؤسسات وجهات وطنية لتسريع أبحاثهم مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وغيرها من الجهات التي بالفعل تستخدم قدرات شاهين لتطويرعملها ودراسة مجالات جديدة للأبحاث من أجل المساهمة في التنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية.