مؤتمر إقليمي عربي حول حماية وتعزيز حقوق الإنسان يندد بجرائم ميليشيا الحوثي
بدأت اليوم بمقر جامعة الدول العربية أعمال المؤتمر الإقليمي العربي الثالث الذي يعقد تحت عنوان “أثر الاحتلال والنزاعات المسلحة على حقوق الإنسان لاسيما النساء والأطفال”، بحضور وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد محسن عسكر.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته التي ألقتها نيابة عنه الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبو غزالة أن التحديات والأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية الآن لابد وأن تنعكس على خطاب حقوق الإنسان في المنطقة العربية وأن تُسهم في إعادة ترتيب أولوياته وتوجيه اهتماماته الأساسية.
وشدد على أهمية الاجتماع في ظل الظروف التي تمر به المنطقة والتي تُمثل تحدياً هائلاً أمام خطاب حقوق الإنسان، ذلك أن أول هذه الحقوق يتعلق بالحياة ذاتها، حق الإنسان في أن يُحافظ على حياته، آمنا من الخوف والتهديد.
وأشار أبو الغيط إلى حالات الاحتراب الأهلي والإرهاب الدموي التي شهدتها الفترة الماضية سواء داخل الدول أو العابر للحدود، وكذلك الصراعات والانتهاكات غير مسبوقة في مداها وحدتها ووحشيتها لأبسط حقوق الإنسان في العيش الآمن.
ونوه إلى أن من تحمل النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات الفئات المستضعفة، من نساء وأطفال، لافتًا النظر إلى وجود نحو 3 مليون طفل سوري خارج التعليم، ويعيش مليون منهم لاجئين في دول الجوار.
واستنكر الأمين العام للجامعة العربية جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي أصبحت تتجاوز كل يوم مستويات جديدة في انتهاك حقوق الإنسان، بداية من حق الحياة وليس انتهاء بحق التعليم والسكن والوصول إلى الخدمات الأساسية، مبينًا أن الطفل الفلسطيني لا زال الضحية الأكبر لجريمة الاحتلال ويكفي أن نحو 20% من ضحايا وجرحى مسيرات العودة الباسلة هم من الأطفال.
من جانبه أكد وزير حقوق الإنسان اليمني محمد محسن عسكر في كلمته، على ضرورة التعامل بجدية أكبر من قبل المنظمات الدولية مع عدد من ملفات حقوق الإنسان في اليمن في مقدمتها تجنيد الأطفال وزراعة الألغام.
وأشار إلى استيلاء ميليشيا الحوثيين على السلطة في اليمن بمساعدة إيران التي تستخدمهم لفرض نفوذها في المنطقة، منبهًا إلى أن التفريط في أمن اليمن له عواقب وخيمة على الملاحة والاستقرار والأمن الدولي والإقليمي.
وشدد الوزير اليمني على أن ميلشيات الحوثي ترفض أي حلول وتنفيذ أي ما تم الاتفاق عليه في السويد لأنها لا تملك أي قرار لإيقاف الحرب وتحقيق السلام لأنها تعمل وفقا لأجندة غير وطنية.
ونوه بأن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران أوقفوا مصادر الانتاج وامتنعوا عن دفع الرواتب ويقومون بنهب المساعدات والزج بالأطفال إلى معارك مما سيؤدي إلى كارثة في البلاد، وقال: ” نحن أمام مشهد مأساوي لجيل كامل بالبلاد “.
وأكد الوزير اليمني على ضرورة الحفاظ على مبادئ حقوق الإنسان وإنصاف ضحايا حقوق الإنسان الذين يعانون جراء انقلاب ميلشيات الحوثي، مشددًا على أن إطالة الحرب لا تخدم سوى تجار الحروب.
ودعا وزير حقوق الإنسان اليمني محمد محسن عسكر، إلى الضغط من أجل تنفيذ الحل السياسي في اليمن، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية من أجل خروج اليمن من دوامة الحرب.
من جهته أكد رئيس فرع آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط في المفوضية السامية لحقوق الإنسان فرانشيسكو موتا في كلمته على ضرورة حماية المدنيين من آثار النزاعات واحترام مبادئ قانون الدولي، مطالبًا الدول بتدريب جنودها على هذه القواعد ومعاقبة الانتهاكات وخاصة الجرائم.
وشدد على أن يتم التركيز على حماية الفئات الأضعف مثل النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاص خلال النزاعات، لافتًا الانتباه إلى قيام الاحلال لإسرائيلي مؤخرا منازل مواطنين فلسطينيين في القدس الشرقية بعضهم من اللاجئين الفلسطينيين ليس لهم مأوى.