مركز الملك فيصل للبحوث يرصد تاريخ هجرة المسلمين الصينيين إلى ماليزيا
أجرى الباحث الصيني “ما هايلونغ” من جامعة تشينغهاي دراسة حديثة عن ” تاريخ هجرة المسلمين الصينيين إلى ماليزيا”، تطرق فيها إلى دراسة تاريخ المسلمين الصينيين الذين انتقلوا إلى ماليزيا، شارحاً العوامل المختلفة التي أثرت في هذه الهجرة خلال مراحل تاريخية مختلفة .
وقسم الباحث هذا التاريخ إلى جزأين؛ الأول قبل القرن العشرين، حيث كانت غالبية المسلمين الصينيين الذين هاجروا إلى ماليزيا بعد تحولهم إلى الإسلام، والجزء الثاني من القرن العشرين فصاعداً؛ حيث كان غالبية المسلمين الصينيين الذين جاؤوا إلى ماليزيا مسلمين يؤمنون بالإسلام ويتحدثون الصينية .
وركزت الدراسة التي جاءت ضمن دورية “دراسات” التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، على الهجرات التي وقعت في الثمانينيات من القرن الماضي، محللة أسباب وخصائص الهجرة الصينية في ذلك الوقت، وأبانت أنه بحلول أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان هناك عدد من العائلات الصينية التي هاجرت عن طيب خاطر من الصين إلى ماليزيا إذ مارست الأسر الصينية تأثيراً مهماً في المجتمع الماليزي، أما أكبر هجرة صينية إلى ماليزيا في العصر الحديث فقد وقعت بعد الثمانينيات من القرن الماضي لأغراض الدراسة والتعليم والاستثمار في الأعمال التجارية، والبحث عن فرص عمل، أو الرغبة في العيش هناك .
وأبانت الدراسة أن التعليم والتجارة كانا سمة مشتركة للهجرة الصينية المسلمة إلى ماليزيا؛ حيث جذبت ماليزيا كثيراً من مسلمي الصين؛ بسبب حجم سكانها المسلمين، وبيئتها الدينية والاجتماعية الجذابة، وزخمها في جانب النمو التجاري، وبالطبع صورة ماليزيا بوصفها بلداً مسلماً، بالإضافة إلى سياسات الحكومة الماليزية التي تم تصميمها لتشجيع تدفق الأجانب ورأس المال وتطوير الشركات الأجنبية .
يذكر أن دورية “دراسات” التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، هي إصدار بحثي معمّق يكتبه أحد المتخصّصين لمناقشة القضايا السياسية والفكرية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ويصدر شهرياً باللغتين العربية والإنجليزية .