مشاركون بمؤتمر “الابتكار في المكتبات”: المسؤولية الاجتماعية وتلبية احتياجات الناس طوق النجاة للمكتبات العربية
أكد مشاركون في الجلسات العلمية باليوم الثاني لمؤتمر “الابتكار واتجاهات التجديد في المكتبات” والذي ينظمه مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة برعاية خادم الحرمين الشريفين، على أهمية تطور الخدمات والأنشطة المقدمة في المكتبات العربية لتخرج من إطار الاطلاع الداخلي والإعارة الخارجية ولتفتح آفاقًا اجتماعية جديدة تلبي احتياجات الناس ومتطلبات العصر الحاضر.
وأشاروا إلى أن ابتكار خدمات جديدة للمكتبات كتنفيذ دورات تعلم اللغات وحلقات نقاشية لعلماء ومؤلفين وورش عمل حرفية وبرامج تعليم حاسب آلي تؤدي إلى زيادة أعداد الزوار وعدد أعضائها وزيادة مواردها المالية. موضحين بأن مكتباتنا العربية ليست بعيدة عن اللحاق بالركب العالمي بوجود مشاريع تعاونية مثل الفهرس العربي الموحد برؤيته الواضحة وخدماته المتطورة واستغلاله لأحدث التقنيات وتركيزه على تطوير الموارد البشرية. مشددين على أن استخدام المسؤولية الاجتماعية للمكتبات هو بمثابة منهج عمل وطوق نجاة للمكتبات التي باتت تعاني من مصادر التمويل المستدام وسوف تجد ضالتها في نموذج عمل المكتبات الوقفية الذي يلبي المعايير العالمية الحديثة للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية.
تنمية المهارات
ففي بداية الجلسات الصباحية (الثلاثاء 11 محرم 1440هـ) للمؤتمر، أوضحت الباحثة في معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة مدينة السادات إيمان سعيد جعفر إن وضع الخطط التدريبية اللازمة لتنمية مهارات القيادة عند مديري المكتبات وعند الصف الثاني من العاملين يسهم في تحسين جودة أداء المكتبات العامة. مشددة على أهمية التحرر من العديد من النظم البيروقراطية التي تعوق أداء مديري المكتبات وتحد من قدرتهم على الإبداع الإداري.
ضعف مواقع الانترنت
كما كشفت ورقة بحثية أعدتها الدكتورة فايزة دسوقي أحمد أستاذ علم المعلومات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة عن ضعف مواقع المكتبات العامة العربية على الشبكة العنكبوتية، وعدم رصد برامج لدعم الشيخوخة المبدعة في مواقع المكتبات العامة العربية.
الأدوات التقنية
واستعرض الدكتور سامح نور أحمد محفوظ أستاذ مساعد بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل خلال الجلسات العلمية أول دراسة عربية تتناول الأدوات التقنية التي تساعد أمناء المكتبات الطبية في تقديم خدمة الطباعة ثلاثية الأبعاد بالمكتبات الطبية والأكاديمية. مشيرًا خلالها إلى ما حققته الطباعة ثلاثية الأبعاد في القطاع الطبي من قيمة في إنتاج النماذج الأولية للأفكار، وتقديم الحلول للمرضي من خلال التفكير الإبداعي.
المكتبات المدرسية
في حين أفادت الباحثة انتصار حسين الصديق مدير قسم التوثيق والأرشفة بالجهاز القومي لرعاية الاطفال الموهوبين بالسودان أن المكتبات المدرسية ضرورة في العملية التعلمية، مما يحتم تدريب المتخصصين للعمل في المكتبات المدرسية لأهميتها، وافساح المجال للمتخصصين لعمل خطط ودراسات من أجل دمجها في العملية التعلمية.
مصرف للأفكار
فيما اقترح بحث مشترك بين السعيد عزت خالد اختصاصي مكتبات مدرسية في مدرسة ابن خلدون الوطنية بمملكة البحرين والباحثة فرح سبيتي عضو هيئة تدريس بالجامعة اللبنانية، بإنشاء مصرف للأفكار الإبداعية في المكتبات، على أن يتم احتضان هذه الأفكار من قبل القائمين على هذا المصرف ودراسة كل فكرة على حدة من أجل معرفة المهارات التي تهدف إليها، ومن ثم الترويج لهذه الأفكار ونشرها على مستوى واسع بين المكتبات المدرسية حتى لا تظل حبيسة مكان أو مكتبة.
الفهرس العربي
من جانب آخر قال الدكتور صالح المسند في ورقة عمل قدمها خلال المؤتمر بعنوان: (الفهرس العربي الموحد..مبادرات إبداعية لتعزيز الابتكار والتغيير في المكتبات العربية)، إنه ينبغي أن تكون احتياجات المستفيدين المتغيرة في مقدمة اهتمامات مؤسسات المعلومات خاصة في عصر تتسارع فيه التطورات التقنية وتتقلص الموارد المالية. مضيفًا بأن مؤسسات المعلومات أثبتت أنها من أكثر المؤسسات استجابة للتطور ومواكبة متغيرات العصر.
وبين الدكتور المسند بأن مكتباتنا العربية ليست بعيدة عن اللحاق بالركب العالمي بوجود مشاريع تعاونية مثل الفهرس العربي الموحد برؤيته الواضحة وخدماته المتطورة واستغلاله لأحدث التقنيات وتركيزه على تطوير الموارد البشرية؛ وإنجازاته تشهد بذلك.
أدوات التعلم
وأوصت ورقة بحثية بعنوان: “مزايا التشبيك في الإدارة القائمة على المشروعات بالمكتبات” أعدها الباحثان: بديعة رحموني مدير مكتبة القرب ابن امسيك بالمغرب ومصطفى محمد تهامي قائم بأعمال مدير فرع الزيتون بمكتبة مصر العامة، بتفعيل أدوات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بين المهنيين بمجال المكتبات والمعلومات واعتبار ذلك هدفًا لتحقيق التنمية المهنية.
مبادرات جديدة
من جانبه، استعرضت مديرة مكتبة جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة حنين سعود الغامدي 7 مبادرات للمكتبات الأكاديمية الراغبة في تحويل خدماتها ومصادرها إلى عنصر تفاعلي يسهم في تطوير العملية التعليمية بشكل جيد من خلال استحداث أدوات رقمية حديثة.
مفاهيم حديثة
وأوضح أحمد أمين أبو سعدة نائب مدير المكتبة القومية الزراعية المصرية أن مجمع المكتبات الوقفية يمتلك مقتنيات ينبغي العناية بها والحفاظ عليها والعمل من أجلها، والمستفيد يحتاج إلى التوجيه نحو استخدام تقنية المعلومات الحديثة والإقبال على زيارة مجمع المكتبات الوقفية. مضيفًا بأن التحول الرقمي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية من المفاهيم الحديثة، وتخدم المجمع، كما أن أغلب الدول تولى اهتمامًا بمفاهيم تكنولوجيا المعلومات الحديثة وتعتبره اتجاهًا عامًا.
تطوير الخدمات
كما أشار الدكتور مجدي عبد الجواد الجاكي أستاذ المكتبات والمعلومات المشارك بكلية الآداب جامعة بنها بمصر في ورقة عمل بعنوان: (الابتكار الاجتماعي بالمكتبات العربية: المكتبات العامة المصرية نموذجًا) إلى تطور الخدمات والأنشطة المقدمة بالمكتبات العامة من مجرد الاطلاع الداخلي والإعارة الخارجية، فشملت مجموعة من الخدمات الاجتماعية، منها: دورات تعلم اللغات، وحلقات نقاشية لعلماء ومؤلفين، وورش عمل حرفية، وبرامج تعليم حاسب آلي إلى غير ذلك من الأنشطة الاجتماعية والتثقيفية. موضحًا بأنه يمكن للمكتبات العامة تقديم خدمات ابتكارية، مثل: إعارة الآلات الموسيقية، وأدوات الخياطة، و”إعارة الأشخاص”، للتحدث معهم من أجل الاستفادة من خبراتهم. مبينًا بأنه يمكن للمكتبات العامة المشاركة في تنفيذ مشروع: “التدابير البديلة للإيداع”، كما يمكن جعلها مكانًا “لرأب الصدع الأسري” ومكانًا لالتقاء الأب بأولاده أو الأم بأولادها حال انفصالهما. منوهًا بارتفاع مؤشرات للابتكار ببعض المكتبات العامة المصرية، واتضح ذلك في تقديمها للكثير من الأنشطة الابتكارية التي تؤدي إلى زيادة أعداد الزوار وزيادة أعداد أعضاءها وزيادة مواردها المالية.
تصميم المواقع
في حين خلصت دراسة أجرتها الدكتور وهيبة غرارمي عضو هيئة التدريس بجامعة الجزائر على بعض المكتبات الوقفية الرقمية العربية والعالمية، إلى أن تصميم المواقع تختلف درجاته بين السهولة والتعقيد على الرغم أن المستفيد اليوم يبحث على التيسير حتى لا يضطر لتصميم برامج مرافقة تسهل البحث، بجانب اقتصار كثير من المكتبات الوقفية الالكترونية على تخصص العلوم الشرعية مع أهمية تعميمها على كل التخصصات ما أمكن لذلك سبيلاً.
مجتمع المعرفة
من جانبه، أعلنت الدكتور عزة فاروق عبد المعبود جوهري أستاذ علوم المعلومات بجامعة بني سويف بمصر عن أهمية تبني المكتبات العربية لاستراتيجيات جديدة تدفع بقوة لتقوية الانخراط الفاعل للبلدان العربية في مجتمع المعرفة القائم أساسًا على التمكن من العلوم والتقنيات والمعارف والكفاءات، وعلى تعميم الاستثمار الوظيفي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وتأمين التعلم مدى الحياة، وربط البحث والابتكار بالتنمية، وتحفيز القطاع الاقتصادي على الانخراط في هذه الدينامية، وتشجيع النبوغ والتفوق والتميز، وتقدير القدرات التنافسية في مختلف هذه المجالات.
المسؤولية المجتمعية
وأشار عماد محمد أبوعيد رئيس شعبة المكتبات العامة ببلدية أبوظبي إلى وجود علاقة عضوية فيما بين المكتبات والمسؤولية الاجتماعية حيث تعتبر المكتبات من أهم المؤسسات المجتمعية التي تعنى بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية لكافة فئات المجتمع. مضيفًا بأن استخدام المسؤولية الاجتماعية للمكتبات هو بمثابة منهج عمل وطوق نجاة للمكتبات التي باتت تعاني من مصادر التمويل المستدام وسوف تجد ضالتها في نموذج عمل المكتبات الوقفية الذي يلبي المعايير العالمية الحديثة للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية.
الوعي المعلوماتي
ونوهت دراسة ميدانية أجراها الدكتور عادل إسماعيل حمزة عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالشراكة مع الباحثة ميساء عبد اللطيف عباس، بحاجة المكتبات للعمل على إنشاء وحدات أو إدارات خاصة بالوعي المعلوماتي. مشيرة إلى أنه يجب توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي في الخدمات والبرامج المتعلقة بالوعي المعلوماتي في المكتبات.
مكتبات الفنون
كما قالت الباحثة في تكنولوجيا المعلومات والتوثيق دعاء محمود محمد شديد عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون الشعبية بمصر إنه لابد من الالتفات إلى أهمية مكتبات الفنون وتطوير العاملين بها، ووضع نظام للمكتبات يتناسب مع قواعد المكتبات بشكل عام وخصوصية طبيعة هذه المكتبات بصفة خاصة.
الكتاب الإنساني
وتطرق الدكتور أحمد سعد الدين بسيوني كبير أخصائيين مكتبة الإسكندرية خلال مشاركته بالمؤتمر إلى “الكتاب الإنساني” باعتباره خدمة أساسية بالمكتبات العامة مع الحاجة إلى التوسع في تطبيقها بالعالم العربي ونشر أفكارها عبر تشجيع الباحثين على القيام بدراساتهم الاكاديمية حول المكتبة الإنسانية، وعقد ندوات ومؤتمرات قائمة بذاتها لدراسات تجارب المكتبة الإنسانية، ودعم مبادرة مكتبة الإنسان العربية، ونشرها كنموذج والاهتمام بتجاربها.