ورقة بحثية: تطبيق رؤية 2030 مهم لكن الأهم توافر عمق وروح الرؤية خاصة لدى الجامعات
لا تزال رؤية 2030 تحظى باهتمام الباحثين والخبراء على كل المستويات، فقد أكد وكيل جامعة الملك خالد للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور ماجد عبدالكريم الحربي أنه توجد مجموعة من الصعوبات التي تواجه منظومة البحث العلمي في الجامعات السعودية ، بما تضمه من مراكز البحثية ومراكز التميز البحثي وغيرها من عناصر المنظومة البحثية بالجامعات، بما لا يتوافق مع طموحات ررؤية 2030 وكذلك عدم وجود منظومة بحثية تربط بين احتياجات المجتمع والتنمية الاقتصادية من جهة والجامعات ومراكزها البحثية من جهة أخرى، بالإضافة إلى أن الاستراتيجيات البحثية التي تعتمدها معظم الجامعات السعودية، يغلب عليها الطابع التقليدي الذي لا يحقق لها التنافس والتميز العالمي. على أنه بالرغم من تفاوت مقومات البحث العلمي بين الجامعات السعودية، إلا انه إجمالاً توجد بنية أساسية قوية يمكن دعمها وتحقيق تكاملها لتوظف بفعالية لتنفيذ ررؤية 2030 .
وأكد الحربي في ورقة العمل التي قدمها بمؤتمر دور الجامعات السعودية فى رؤية 2030 ، أن تفعيل مثلث الشراكة بين الدولة ومنظومة البحث العلمي بالجامعات مع قطاعات النشاط الاقتصادي والاجتماعي بالدولة على ضوء رؤية المملكة 2030، هو الحل الأنسب لمواجهة الصعوبات التي تعترض طريق الأبحاث العلمية، وكذلك تحديد الأولويات البحثية وفق الإستراتيجية الوطنية التركيز على التخصصات العلمية والتقنية المتقدمة والدقيقة.
كما طالب الحربي بعقد اتفاقيات وشراكات مع جامعات أو مراكز بحثية متميزة على المستويين الوطني والعالمي للتعرّف على واستخلاص عدد من الممارسات في مجال البحث العلمي والتقنيات، والقيام بأبحاث علمية مشتركة بين أعضاء هيئة التدريس في الأقسام العلمية المثيلة بتلك الجامعات أو المراكز المتميزة.
وتواصلت أعمال مؤتمر دور الجامعات السعودية في تفعيلرؤية 2030 بجامعة القصيم حيث عقدت الجلسة الثالثة عقب حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر ، برئاسة صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، تحت عنوان الجامعات ورؤية 2030 وبمشاركة كل من وزير الاقتصاد والتخطيط السابق معالي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر ، ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن معالي الدكتور خالد بن صالح السلطان ، ومدير عام معهد الإدارة العامة معالي الدكتور مشبب بن عايض القحطاني، ، ورئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة الدكتور عبد الرحمن الزامل.
حيث قدم الدكتور خالد بن صالح السلطان ورقة عمل بعنوان دور الجامعات السعودية في تفعيل رؤية 2030، الواقع والمأمول ، قدم فيها تجارب الجامعات التي استطاعت أن تقود التحول في المجتمعات وتحقق آمال التنمية في عدة دول متقدمة، كمساهمة قطاع الجامعات في الناتج القومي البريطاني بنحو 40 مليار جنيه إسترليني في لعام واحد، إضافة إلى توفيرها 340 ألف فرصة عمل عبر أنشطتها المختلفة، حيث يحقق كل جنيه إسترليني واحد يتم صرفه على أنشطة تبادل المعرفة في الجامعات البريطانية، مردود يقدر بـ 6,4 جنيه، وكذلك الحال في عدة دول متقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية، وسويسرا والدانمارك وكندا.
وتحدث السلطان عن إطلاق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمبادرات جديدة تتوافق مع تطلعات الرؤية، إضافةً إلى ما لديها من مبادرات نوعية قائمة بالفعل، ومستمرة في تنفيذها، تقوم على تعزيز التميز في إعداد الكفاءات والقيادات الوطنية، والريادة في أبحاث وتقنيات المياه وحماية البيئة، بالإضافة إلى توسيع أثر منظومة الابتكار وريادة الأعمال والإسهام بمبادرات ريادية لتنمية الاقتصاد الوطني، وبناء نماذج متميزة من مدارس التعليم العام وتطوير إدارة المؤسسات غير الربحية، مع تنويع منظومة التمويل في الجامعة.
وخلصت ورقة بحثه إلى أن تطبيق الرؤية مهم، ولكن الأهم توافر عمق وروح الرؤية، خاصة لدى الجامعات التي تشير الممارسات العالمية إلى الدور المضاعف لها في تحقيق ما تصبو إليه الرؤية، بالتركيز على قياس الإنجازات الجوهرية والآثار الملموسة أكثر من الاعتماد على المؤشرات والأرقام.
فيما عرض مدير عام معهد الإدارة العامة ورقة عمل عن دور معهد الإدارة في تحقيق رؤية 2030 ، تقوم على تعزيز دور المعهد كبيت خبرة متميز لدعم التغيير والتطوير المؤسسي والإداري، وتقديم خدمات متميزة تلبي احتياجات العملاء وتحقق مستويات رضا عالية، وكذلك تنمية الموارد المالية ورفع كفاءة الإنفاق، بالإضافة إلى تطوير بيئة عمل مترابطة ومتفاعلة وسريعة الاستجابة، لبناء موارد بشرية محفزة وقادرة وممكنة في المعهد، مما يساهم في زيادة تفاعل المعهد وتأثيره المجتمعي.
وقدم المشبب مبادرات معهد الإدارة في برنامج التحول الوطني والتي تتمثل في اكتشاف واستقطاب القيادات الإدارية المستقبلية في القطاعين الحكومي والخاص وتأهيلها وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، وتطوير معارف ومهارات القيادات الحالية لمواكبة متطلبات التغيير والتحول في المجالات الإدارية والاقتصادية والتقنية، بالإضافة إلى تطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بما يدعم وصول المؤهلين للوظائف القيادية، كما يسعى المعهد إلى بناء إطار يشمل آليات تنظيمية تسهم في تلبية الاحتياجات التدريبية لموظفي الخدمة المدنية، رفع كفاءتهم من خلال توفير دورات تدريبية مكثفة عن بعد.
واستعرض رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة ، جهود مؤسسته في مجال تنمية البحث العلمي، وما توفره من دعم لهذا المجال لتحقيق رؤية 2030 ، حيث تحتوي واحة الزامل على معمل التصنيع الرقمي يتم من خلاله إعداد نماذج للمشاريع والابتكارات العلمية، قاعة المعروضات العلمية المتنقلة: وهي عبارة عن معروضات يتم عرضها كل فترة في أحد المجالات العلمية ويتم التنسيق لها بالتعاون مع المراكز العلمية العالمية، بالإضافة إلى قاعة التعليم المبكر: وهي عبارة عن قاعة متكاملة للطفل يمارس فيها مهارات التفكير العلمي بأساليبه المختلفة وفق حقائب تعليمية لأربع مسارات علمية وفق منهجية STEMومتخصصة للتعليم المبكر.
وأكد الزامل أن مجموعته القابضة قد عقدت العديد من الشراكات المجتمعية مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة في مجال تطوير الأبحاث العلمية ، في مجالات عدة كالطاقة والنفط والصناعة والفضاء والطيران، والتقنية والاتصالات بما يصب في صالح تحقيق رؤية 2030 .