قلم إيجابي
وصفة بسيطة لنجاح أي شاب
في اجتماع عائلي تحدَّث أحد الأقارب، وهو ضابط برتبة متقدمة في الشرطة، عن ظاهرة مؤسفة ومؤلمة، وتحز في النفس، ودخيلة على مجتمعنا، هي ظاهرة اختلاف الأبناء مع الآباء المتكرر، إلى درجة قد يصل الأمر فيها إلى الشرطة.والحقيقة، إن هذا العقوق الذي وإن كان قليلاً أو في دائرة محدودة في الشرطة إلا أنه ينبهنا إلى ظاهرة خطيرة ومحزنة، تتعلق ببر الوالدين، الذي حث عليه ديننا في آيات وأحاديث كثيرة؛ قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكِبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقُل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقُل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).فالله سبحانه وتعالى قرن العبادة بالإحسان للوالدين، وهذا دلالة على عِظم برهما، لكن مما يؤسف له أن بعض الشباب ينظر لوالديه نظرة الفجوة بين الأجيال، وعدم الاحترام، وبسخرية واللامبالاة.. وهذا بداية الفشل في الحياة؛ لأن بر الوالدين هو مفتاح التوفيق.تصور أخي الشاب أن تبدأ يومك لمعهدك أو كليتك أو عملك بعد تقبيل رأس والديك وأيديهما متفائلاً مستبشراً طالباً منهما الدعاء، وتسعد بنظراتهما الحانية ودعائهما الطيب، فلا شك أن يومك – بإذنه تعالى – سيكون موفَّقاً.كما ينبغي أن يكون الفرد كريماً مع والديه، يدخل البهجة عليهما، ويتفقد أحوالهما، ويحرص على مساعدتهما؛ ففيهما البركة، وفي رضاهما الخير، وهذا لا يجعلنا ننسى اليتامى أو مَنْ هم من أبوين منفصلَيْن؛ فلهم وضع آخر، ولكن في كل الأحوال رضا الوالدين، سواء كانا معك في المنزل أو تراهما في أوقات مختلفة؛ فأساس الخير والنجاح يعود على البار بوالديه – إن شاء الله – بالنجاح والتوفيق.وأذكّر بقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين أوصى بالأم قائلا ;أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ويقول الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – وهو من علمائنا المعاصرين;لقد فقدتُ أنس قلبي يوم فقدت أمي، فاستمتعوا بجمال الحياة مع أمهاتكم قبل فوات الأوان.ومن الواضح أهمية البر بالوالدين؛ حيث حاجتهما لذلك المتزامن مع التقدم في السن، وبلوغ الوالدين الكِبر؛ حيث الوهن والشيخوخة والحاجة الماسة للرعاية والاهتمام والبر بهما، وليس التجاهل والانشغال بالدنيا عنهما؛ فاهتموا بوالديكم؛ فهم الخير والحب والبركة.