القطاع الثالث

الدور المستقبلي للتعليم عن بعد في ضوء رؤية المملكة ٢٠٣٠

تطرح رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ الوثابة مجموعة من الأهداف الإستراتيجية ومؤشرات الأداء ذات العلاقة الوثيقة بالتعليم في المملكة العربية السعودية.
ومن الأذرع الداعمة والمساندة لهذه الرؤيا ( رؤية ٢٠٣٠) الدور المستقبلي المأمول للتعليم عن بعد، ذلك النمط المتسارع النمو، المتطور الأركان والعناصر، العالمي التوجه والاتجاه.
ولعل من نقاط القوة والفرص كما يذكر تحليل (SWAT) المواتية للجامعات السعودية المقدمة لخدمات التعليم عن بعد في الوقت الحاضر، المبادرة بأدوار متسقبلية تواكب الرؤيا وأهدافها وحدودها، وتعطي الفرصة للاستفادة من خبراتها في هذا المجال، وتقدم وتصنع التنوع للمستفيدين من متعلميها في كافة مدن مملكتنا الحبيبة ببرامج نوعية متطورة للتعليم عن بعد ذات أبعاد تنموية واجتماعية وتطويرية، بطريقة تكاملية، أو تحت مظلة كل جامعة تبعا للوائح الجامعية، وبطريقة تسهل إعادة تدوير الخبرات، والكفأت التعليمية، ومصادر التعلم بين هذه الجامعات، وهذا في الواقع يحقق هدف رؤية المملكة ٢٠٣٠ المتمثل في رفع وتيرة التنسيق والعمل المشترك بين هذه الجامعات، وهو يدعم تقديم برامج التعليم عن بعد التي حققت انتشارا واسعا، وشاركت في التنمية المستدامة، وخدمة المجتمع، وسد احتياجات سوق العمل.
تعطي رؤية المملكة ٢٠٣٠ الفرصة للجامعات السعودية بالمبادرة في صنع جامعات عالمية متميزة؛ بأهداف ومعايير ومؤشرات واضحة البناء والقياس، ولكون التعليم عن بعد توجه عالمي متطور فيمكنه من الدخول في منظومة الرؤيا، والتحول بكل أدوارة بشكل متسق وسلس.
وكون التعليم عن بعد يهتم بشكل واضح بتقديم فرص التعليم الجيدة لأفراد المجتمع من خلال البرامج ذات الكفأة والجودة العالية؛ يمكن تحديد الدور المستقبلي له من خلال مايلي:
١/ التوسع المنظم في برامج البكالوريوس .
٢/ فتح برامج الدراسات العليا في التخصصات المناسبة.
٣/ فتح برامج الدبلوم والتدريب على رأس العمل.
وكذلك كون التعليم عن بعد في الجامعات السعودية يعتمد على الآليات الحديثة، وعلى إيصال المادة والمحتوى التعليمي إلى المتعلم أو المتدرب عبر المنافذ والوسائط والتقنيات الحديثة، ويهتم بمراعاة ظروف المتعلم والمتدرب الزمانية والمكانية والموضوعية، ويعمل على المشاركة في الاستغلال الأمثل للموارد التعليمية المتاحة، وكذلك إلى فتح قنوات ومسارات تعليمية مستمرة تلاءم جميع أفراد المجتمع من اجل الاستمرار في عملية التعليم، من خلال توفير فرص الدراسة والتعليم المستمر لمن لا تسمح لهم ظروفهم أو قدراتهم عن مواصلة التعليم، إضافة للمشاركة في سد حاجة المجتمع من المؤهلين في التخصصات المختلفة، ودعم التنمية المعرفية المجتمعية، وتأهيل الكفأت الوطنية، كما أن التعليم عن بعد اثبت موائمته وفعاليته المالية، ومناسبتة لفئات مختلفة من المتعلمين؛ ممايساعد على تقوية دورة المأمول، ومناسبتة لرؤية المملكة ٢٠٣٠.
وقد يطرح سؤال مفادة ما الذي يعطي التعليم عن بعد في الجامعات السعودية هذه القوة لتولى هذا الدور؟
والإجابة بكل بساطة لقد قدم التعليم عن بعد خلال فترته الوجيزة من عام ١٤٢٨ مايلي:
١/ إتاحة الفرص التعليمية لكافة شرائح المجتمع على النحو الآتي:
– من لم يتمكنوا من الحصول على مقعد دراسي في الجامعات بسبب محدودية طاقاتها الاستيعابية،أو بسبب السن، أو أي ظرف كان.
– موظفي القطاع العام وكذلك الخاص ممن يعملون على تطوير قدراتهم الشخصية.
– ذوي الاحتياجات الخاصة.
– ربات البيوت اللاتي لا يستطعن ترك منازلهن للدراسة.
– المحكومين في قضايا عامة أو خاصة أو أمنية.
– الموقوفين في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة.
– القاطنين في المناطق النائية والبعيدة.
– العسكريين والمشاركين في المرابطة في الثغور والحدود.
-من يعمل خارج المملكة العربية السعودية من أبنائها.
ونتيجة لهذا التميز الملاحظ ارتفعت نسبة الملتحقين بنظام التعليم عن بعد بالجامعات السعودية من (١٦%) للعام الدراسي ١٤٣٠/ ١٤٣١هـ،  حتى إلى أكثر من (٢٥ % ) من إجمالي عدد الطلبة البالغ عددهم مليون ونصف طالب في العام الدراسي ١٤٣٥/ ١٤٣٦هـ، محققاً بذلك تخفيضا واضحا في تكاليف الدراسة، ووتنويعاً لمصادر الدخل للجامعات، وتحسينا لوضع المتعلمين، ومعززا لجوانب الثقة والاستقرار.
٢/ تحسين البيئات الصفية والمجتمعات التعليمية المحفزة والدافعة للإصالة والإبداع والابتكار عبر الآتي:
– إتاحة المحتوى العلمي معرفيًا ومهاريًا ووجدانيًا في كل الظروف الزمانية والمكانية، ولايتقيد بالحدود.
– إتاحة فرص التفاعل الرقمي.
-إتاحة التعلم الذاتي.
-إتاحة التعلم التعاوني والنشط، وممارسة عمليات التفكير.
-تشجيع التعلم المتمركز حول المتعلم.
– نشر ثقافة استخدام التقنية .
– تطوير خبرات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.
– الشركات المباشرة مع الكليات والأقسام العلمية .
– تعزيز مكامن الإبداع والابتكار لدى المتعلمين  في بيئات تعليمية رقمية متميزة.
٣/ تعزيز قدرة النظام التعليمي لتلبية متطلبات التنمية السعودية، واحتياجات سوق العمل، عبر برامج كان لها أثر واضح على سوق العمل والمجتمع، حيث أتاحت الفرصة للمتعلمين  واستثمار مالديهم من  معارف ومهارات واتجاهات بنائة.
٤/ تنويع مصادر التمويل الجامعي.
٥/ خفض الكلفة المالية وتجهيز المقرات الجامعية.
٦/ استيعاب الأعداد المتزايدة من المتعلمين الملتحقين بالتعليم الجامعي.
٧/ المناسبة للتحول الرقمي.
أن كل ماتقدم يعطي التعليم عن بعد الفرصة ليكون في الصفوف الأمامية في خارطة التحول للمملكة العربية السعودية.

* أستاذ المناهج وتطوير التعليم المشارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟