معرض الصقور السعودي.. منصة حضارية لتطوير صناعة الصيد في المملكة (صور)
تدعم رؤية معرض الصقور والصيد السعودي الذي انطلقت فعالياته يوم أمس في الرياض بشراكة إعلامية مع “واس” ما يتمتع به أبناء المملكة من هوية ثقافية عميقة ارتبطت تفاصيلها بمكونات الطبيعة والكائنات التي عاشت على الجزيرة العربية على مر القرون الماضية، وعد الصقر الطائر الفريد بشكله، ونوعه، وخصائله الرمز الكبير في حياة العرب قاطبة، والسعوديين على وجه الخصوص، بوصفه علامة من علامات الرفعة والشجاعة وذلك على امتداد حدود المملكة مترامية الأطراف.
ويهدف المعرض الذي ينظمه نادي الصقور السعودي إلى التعريف بالتراث والهوية الوطنية للمملكة العربية السعودية، ونقلها إلى هذا الجيل والأجيال القادمة للإسهام في إبراز هواية الصقارة والصيد وتعريف المجتمع بها، وخلق منصة تواصل بين الهواة والمحترفين لتطوير صناعة الصقور والصيد ودفع الحراك الثقافي والترفيهي في المجتمع.
كما يهدف إلى تشكيل حلقة وصل كبيرة تجمع بين الصقارين في المملكة ودول الخليج العربي، بما يعكس اهتمام المملكة بالصقارين والصقور فضلاً عن ترسيخ المفاهيم الثقافية والبيئة عن هذا الموروث الثقافي الأصيل بالمملكة، والمحافظة على الصقور وهواية الصيد بها، لاسيما وأن المملكة تعد إحدى الدول الإحدى عشر المدرجة ضمن لائحة اليونسكو للدول المربية للصقور، كما تعد موطناً لأنواع مختلفة منها، وممراً مهماً لصقور أخرى مهاجرة .
وتعمل إدارة معرض الصقور والصيد السعودي على إيصال رسالة المعرض المتمثلة في تعزيز كل ما يكرّس قيم الأصالة، ويحفظ انتقال الموروث الثقافي عبر الأجيال، بما يدعم الانسجام بين الإنسان وبيئته، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، وعملت مع مجموعة من الجهات ذات العلاقة في تنظيم المعرض وفي مقدمتها وزارة الداخلية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، والهيئة العامة للرياضة، والاتحاد السعودي للهجن، لإنجاح معرض يتواكب مع مكانة وحجم المملكة العربية السعودية.
ويقام المعرض على مساحة 14.700 متر مربع، ويعد الحدث الأكبر من نوعه في مجال الصقور والصيد والفروسية والحفاظ على التراث في المملكة ومنطقة الخليج، بالإضافة لصبغته العالمية من خلال مشاركة أكثر من 250 عارضاً يمثلون 20 دولة.
وتتلخص الفكرة العامة لهوية المعرض في أن يصبح حدثاً حضاريًا يترك بصمة فخر واعتزاز بهذا الإرث لدى جميع زوار المعرض، سواء من المختصين في هذا المجال أو الهواة أو عامة أفراد المجتمع.
ويحاكي تصميم المعرض تجربة متكاملة لرحلات الصيد والحياة البرية بكل مكوناتها وأدواتها، ليستشعر زائر المعرض جمالية هذه التجربة، حيث صممت أقسامه بشكل واحات تحتوي على تلال وهضبات وكثبان رملية مع بعض البحيرات.
ويزين المعرض بأنواع مختلفة من النباتات الصحراوية مثل : الغضا، والعبل، والسدر البري، والطلح، والأثل، والسمر، وترافق الزائر في جولته بالمعرض مؤثرات صوتية مستوحاة من الطبيعة الكونية مثل: هدير الرياح، ناهيك عن مؤثرات مستوحاة من آلة الربابة الشعبية، كما يتضمن المعرض مزاداً للهجن، وآخر للصقور ومنطقة لعارضي أدوات التخييم والرحلات البرية، وأحدث تقنيات تدريب الصقور ومستلزمات الصيد بها ، وأخرى للعارضين من منتجي الصقور في المملكة والخليج العربي، والخدمات البيطرية وغذاء الصقور، وعدد من شركات أسلحة الصيد، كما يشمل المعرض إضافة إلى مزاد الصقور، والمسرح، فعالية : الصقار الصغير، ومعرض الملوك والأمراء، وفعالية الواقع الافتراضي، ورحلة الاستدامة، والمحميات الملكية، ومنطقة المطاعم.
وقد جمع المعرض تحت سقف واحد شركات الرحلات والصيد بالصقور، والصناعات التقليدية، ومؤسسات حماية البيئة، وصون التراث على أرض واحدة لتبادل المعارف والخبرات، وعقد الصفقات التجارية، ليلبي المعرض بذلك رؤية واستراتيجية القيادة الرشيدة في تعزيز قيم الولاء والانتماء والهوية، عبر الحفاظ على التراث الأصيل وضمان استدامته.
وأتاح المعرض لزواره من هواة الصيد مشاهدة مختلف الأنواع من البنادق وأسلحة الصيد الحديثة من خلال تواجد لمختلف الشركات المحلية والعربية والدولية المختصة في هذا الجانب وفرصة اقتنائها وفق ضوابط معينة تبدأ بالدخول لمنصة أبشر الإلكترونية وتسجيل بيانات المستفيد .
وأفرد المعرض كذلك مساحة لهواة الفن التشكيلي وعددهم 12 فنانًا من جميع أنحاء المملكة يعرضون أكثر من 30 لوحة فنية تبرز جمالية الصقور، والاهتمام التاريخي لملوك المملكة العربية السعودية بهذا التراث العربي الأصيل من خلال العديد من اللوحات لهم وهم يمارسون هذه الهواية ،كما تعكس هذه اللوحات حب أبناء المملكة بتربية الصقور واقتنائها، وتبرز حرصهم على استمرار هذا الإرث العربي الأصيل والمحافظة عليه.
ويتخلل المعرض مجموعة من الندوات والمحاضرات والدورات والمبادرات التي تتحدث عن الصقور المهددة بالانقراض وإعادة إحياء مواطنها، وأمراض الهجن التناسلية ونقل الأجنة والممارسات الخاطئة في طرق علاج الهجن، و الوضع الصحي والاقتصادي لصقور الصيد في المملكة ، والتسمم في الحياة البرية علاجه وطرق الوقاية منه.
وتناقش الندوات أمراض الجهاز التنفسي بالصقور وعلاجاتها، واستراتيجيات الصيد بالصقور وعلاقتها بانحسار أعداد الطيور، والطرق العلمية لرفع كفاءة الهجن في السباق وأضرار الممارسات العشوائية لملاك الهجن، بالإضافة إلى الإسعافات الأولية لحوادث وإصابات الصقور في المقناص، و تقييم تجارة الصقور واستخدامها في دول مجلس التعاون الخليجي وفقًا للوائح اتفاقية الإتجار الدولي في أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض ( سايتس) .
وتستعرض الندوات خلال المعرض أهم أمراض الصقور الموجودة في المملكة وطرق الوقاية منها، وإدارة قطعان الصيد وصحتها في المحميات، و طرق وأفكار لحماية وإدارة صيد الحبارى، وإبراز الدور الاقتصادي والاجتماعي للمحميات الطبيعية تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 .