إن عاملي التحول الرقمي والانتقال إلى الرعاية القائمة على القيمة يدفعان مُقدمي خدمات الرعاية إلى تغيير طريقتهم المتبعة في التعامل مع تجربة المريض.
ونظرًا لأن العديد من الأنظمة الصحية بالدولة شرعت في تسليط الضوء على مسألة تجربة المريض، صار القادة المسئولون عن هذه الوظيفة أمام تُحد مع المشكلات المتعلقة بتطبيق هذا المبدأ بامتياز.
وتهدف أجندة الإمارات العربية المُتحدة لعام 2021 إلى النهوض بأنظمة الرعاية الصحية لترقى إلى المستوى العالمي الذي تتعاون فيه الحكومة مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص وذلك لضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة استثنائية لجميع أفراد المجتمع.
ومن المتوقع أن يلقي أكثر من 50 مبتكرا ومبدعا وتقنيا مستقبلي كلمتهم في أبو ظبي في النسخة الثانية من المؤتمر العالمي لتجربة المريض المُزمع عقده في الفترة من 18 إلى 20 نوفمبر 2019. وبفضل الدعم المُقدم من وزارة الصحة والوقاية بدولة الإمارات العربية المُتحدة ودائرة الصحة بإمارة أبو ظبي، صارت الأجندة التي تمتد لثلاثة أيامحافلة بمناقشات مثيرة للجدل ومذكرات رئيسية محفزة للتفكير بجانب الاجتماع على الإفطار والموائد المستديرة للأقران والاستماع لقصص المرضى وعقد الدورات التفاعلية وجلسات العصف الذهني التي تقدم رؤى قابلة للتنفيذ بشأن أكبر التحديات التي تواجه الصناعة. حيث صُممت كل جلسة لتعيد إحياء روح التعاطف والابتكار في قلوب مقدمي الرعاية الصحية4-0.
ونظرًا لاستضافته للرؤساء التنفيذيين ومسئولي تجارب المريض وكبار مسئولي الجودة من منظمات مرموقة مثل دائرة الصحة ووزارة الصحة والوقاية ومستشفيات أبوللو وهيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومركز أنادولو الطبي وعيادة كليفلاند بأبو ظبي ومركز الملك حسين للسرطان وبلانتري وغيرها، من المقرر أن يستعرض هذا الحدث الاستراتيجيات التي نجحت في تقديم أعلى درجات الرعاية الصحية وأفضل نتائج الأبحاث السريرية وتجارب المريض الاستثنائية.
وتعقيبًا على الجهود المبذولة لتحسين مستوى رعاية المرضى في مستشفيات إمارة أبوظبي، صرحت الدكتورة أسما المناعي، مديرة قسم جودة الرعاية الصحية بدائرة الصحة بأبو ظبي والتي من المُقرر أن تلقى كلمتها في الحدث قائلةً “تتمثل إحدى الأولويات الاستراتيجية لدائرة الصحة بأبو ظبي في تقديم خدمات رعاية صحية ذات جودة عالية وتطمح في أن تكون الوجهة الفضلى للسياحة العلاجية من خلال تقديم تجارب مرضى ذات مستوى عالمي علاوةً على تقديم رعاية ذات جودة استثنائية.”
وفي نفس الصدد، شارك الدكتور. سمير اللهام، المدير الإقليمي بالشرق الأوسط لمؤسسة حركة تحسين سلامة المرضى ومُقدم الرعاية بعيادة كليفلاندوكبير استشاريّ أمراض القلب والأوعية الدموية والرئيس المُشارك بمعهد ومؤتمر القلب والأوعية الدمويةرؤيته حول أهمية تجربة المريض قائلاً “تمثل تجربة المريض مجالاً مؤثرًا وسريع النمو في المجتمع العالمي للرعاية الصحية. ولابد أن يُؤسس الحديث بشأن تحسين تجربة المريض والأسرة على الحوار والإيمان بأن اتحادنا هو سر الوصول لنتائج مذهلة. ولابد من تحويل قطاع الرعاية من خلال إقامة شراكات مع مرضانا وعائلاتنا ومجتمعاتنا من أجل إحداث أثر متتابع إيجابي يؤدي بدوره إلى تحقيق أفضل نتائج الأبحاث السريرية وتحقيق التجربة المرضية والإنسانية المثالية. فضلاً عن ذلك، يحتاج مجتمع الرعاية الصحية إلى بث العاطفة في بيئة رقمية متزايدة بجانب المزيد من الذكاء الاصطناعي. وحتى ننجح في بناء تجربة مريض مثالية وشاملة، لابد من الإنصات إلى صوت المريض الذي يقول “حافظوا على سلامتي وأعينوني على الشفاء وعاملوني بلطف.”
وفيما يتعلق بموضوع كيفية تأثير التحول الرقمي في الرعاية الصحية على دور الإنسان، عقب الدكتور/ مادهو ساسيدهار، كبير المديرين الطبيين واستشاري أمراض الرئة والحالات الحرجة بعيادة كليفلاند بأبو ظبي قائلاً “في ظل التقدم الحادث في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والرعاية الصحية عن بعد والسباق نحو التحويل الرقمي لجميع جوانب رحلة الرعاية الصحية، نحتاج إلى المحافظة على دور الإنسان حتى نكفل أعلى درجات الرعاية لمرضانا. ومن المهم أن نعي أن تقديم الرعاية لهو فن وأن الحلول الرقمية لا تلغي دور الإنسان لكن ينبغي توظيفها لتحسين العلاقات بين المريض ومُقدم الرعاية الصحية. فضلاً عن ذلك، تشتهر عيادة كليفلاند بأبو ظبي بالرعاية الصحية الاستثنائية التي نقدمها لمرضانا ويتمثل هدفنا في تحسين حياتهم وتمكين الناس من التمتع بعمر أطول وأكثر صحةً. وعلى الرغم من اعتمادنا على التكنولوجيا، سنواصل إعطاء الأولوية للمريض ودعم العلاقة بين المريض ومُقدم الرعاية الصحية التي تمثل ركنًا أساسيًا في سلامة المريض.”
من جانب آخر، صرح الدكتور. خالد أنور، استشاري العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل والرئيس المُشارك بمستشفى ومؤتمر الأمانة للرعاية الصحيةبأن “كل مريض يستحق الحصول على فرصة لعيش أفضل حياة ممكنة؛ وهذا يعني ضرورة أخذ الجوانب العائلية والثقافية والدينية في الحسبان بجانب الحصول على رعاية ذات مستوى عالمي لخلق أفضل بيئة تعين على إعادة التأهيل والشفاء. كما يعني ذلك أيضًا ضرورة تمكين المرضي من الحصول على سلسلة متكاملة من الرعاية التي لا تقتصر على الخدمات الصحية بالمستشفيات والعيادات فقط بل تضم سلسلة متصلة وكاملة من خدمات المتابعة بعد التعرض لإصابات حادة مثل الرعاية طويل الأجل وإعادة تأهيل المرضى الداخليين والرعاية الصحية المتخصصة بالمنزل. هذا ونتطلع إلى التطرق لهذه الموضوعات في المؤتمر العالمي لتجربة المريض وكذلك مع الزملاء الذين يشاركوننا نفس الفكر من جميع أنحاء المنطقة والعالم أجمع.”
وسوف يستمع أكثر من 300 مشارك للمناقشات المطروحة حول الموضوعات التي ستتنوع بين الاستراتيجية والقيادة والثقافة وقياس تجربة المريض والاستدامة وامتياز التمريض وذلك من أجل تشكيل معالم الفكر وإشراك المريض وتجربة مُقدم الرعاية وغيرها الكثير.
من ناحية أخرى، تتمثل جهات الدعم المؤكدة في وزارة الصحة والوقاية بدولة الإمارات العربية المُتحدة ودائرة الصحة بأبو ظبي وجمعية التمريض الإماراتية ومجلس الإمارات للتمريض والقبالة وفروست وسوليفان والجمعية السعودية لطب العناية الحرجةبينما يتمثل الرعاة المؤكدين في مستشفى الأمانة للرعاية الصحية وأس آيه بي وجانسين ولوجوكيس وميدفي ويونيفايد إي مار وأوكادوك وبينغلي.