ملتقى الريادة المعرفية بسوق عكاظ يوصي بتوفير القيمة المضافة في ريادة الأعمال
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، أقيم اليوم ملتقى الريادة المعرفية، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لسوق عكاظ، المقامة في فندق انتركونتننتال الطائف، بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء والوزراء والمسؤولين تقدمهم محافظ الطائف رئيس اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ فهد بن عبد العزيز بن معمر، ومستشار أمير منطقة مكة المكرمة أمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الدكتور سعد بن محمد مارق، ونخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالعمل الريادي بالمملكة.
وأوضح صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الجلسة الثانية من الملتقى أن 20 % من القادة المتخصصين في التقنية هم من النساء، مؤكداً على دعم وتأهيل شريحة الشباب من خلال برامج متطورة مع أفضل الجامعات العالمية بما يخدم المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني. مبيناً أن تركيز المدينة على ثلاث مهام رئيسية لتحقيق دورها في التحول من خلال تعظيم المحتوى المحلي ودعم البحث والإسهام في تعزيز مجتمع حيوي معرفي وإجراء البحوث التقنية والمعرفية ودعم برامج الاستثمار.
وأبان سمو رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن القطاعات المستهلكة كقطاعات الكهرباء والمياه والنقل والصحة تستنزف طاقات المملكة الاقتصادية، حيث تستورد ما نسبته 70 % مما تستهلكه في خدماتها المقدمة، وأن المدينة عازمة على قلب المعادلة في السنوات القادمة لتصبح المملكة منتجة لـ 70 % من تلك الصناعات.
وقال سموه :” إن المدينة وضعت 3 برامج رئيسية لمواجهة التحديات التي تواجه المنتج المحلي تضم 30 مبادرة تهدف في مجملها إلى توطين التقنية ودعم المنتج المحلي وخلق شراكات إستراتيجية مع المستثمرين المحليين ورواد المعرفة في مختلف القطاعات الصناعية والحيوية وفي مقدمتها المياه والطاقة والبتروكيماويات والمواد المتقدمة والاستثمار في كبرى الشركات العالمية.
وأكد أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تضع البحث والتطوير ودعم الجامعات واستقطاب الشباب المبدعين في طليعة اهتماماتها من خلال برامج مشتركة مع أفضل الجامعات العالمية، مؤكداً أن المدينة تدعم إنشاء الشركات بين القطاع الخاص والجامعات، وأن الميزانية التي اعتمدت في برنامج التحول وصلت إلى 8 مليار و300 مليون، وخصص منها ملياران ونصف للاستثمار في إنشاء شركات بين الجامعات والقطاع الخاص.
من جهته, أعلن معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن عن مشروع تعمل عليه الوزارة يحول رجال الأعمال والعاملين في قطاع الحج والعمرة من تلقي العمولات المالية إلى إعطائها، مشيرًا بأنه من غير اللائق أن يتلقى العاملون في الحج والعمرة العمولات من جهات متعاملة في هذا قطاع من الخارج نظير تقديم خدمات بسيطة ومتوفرة في الداخل.
وقال الدكتور بنتن: ” إن الركيزة الأساس في منظومة وزارة الحج ترتكز على التقنية والتحول الرقمي, وفتح اقتصاد الحج والعمرة أمام الشباب السعودي، مبيناً أن المنهجية التي تتبعها الوزارة هو بناء فكر وثقافة مؤسساتية لتأسيس اقتصاد مستدام في منظومة الحج والعمرة عبر كيانات اقتصادية وخدمية تتفق وحجم الطموحات الوطنية والانتقال من ثقافة العمل الموسمي إلى العمل التجاري على مدار العام “.
ودعا وزير الحج والعمرة الشباب وريادي الأعمال إلى استغلال التقنية المستخدمة من قبل 15 مليون معتمر و3 ملايين حاج سنويًا واستثمارها بعد تحويلها إلى عمل تجاري يقوم على التواصل مع الحجاج والمعتمرين وتقديم خدمات تقنية لهم، لافتًا إلى الفرص الكبيرة والمتاحة لقطاع الأعمال المعرفية في موسمي الحج والعمرة.
وأكد الدكتور بنتن أن العصر الحالي هو جيل التقنية حيث أننا بدونها لن نسير في طريق التقدم، مشيرًا إلى أن أكبر خمس شركات في العالم هي شركات تقنية بعد أن كانت الشركات البترولية وقطاع الطيران هي المسيطرة في الماضي.
وشهدت الجلسة الثانية مشاركة رائدي الأعمال الدكتور أبي البشير ولطيفة الوعلان.
من جانب أخر كشفت ورقة عمل وزارة التعليم التي قدمها نيابة عن معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى, معالي مدير جامعة الطائف الدكتور حسان بن عبدالوهاب زمان في الجلسة الثالثة للملتقى، عن إطلاق مبادرة صناع الأعمال لتمكين مؤسسات التعليم العام والعالي من تطوير وزيادة إسهامات الطلاب والطالبات في قطاع ريادة الأعمال المعرفية بالمملكة.
وقال مدير جامعة الطائف :” إن المبادرة تعمل على عقد شركات بين القطاعات التعليمية والقطاع الخاص وتمكين الطلاب لصناعة ريادة الأعمال، مضيفاً بأنها تهدف إلى تأسيس 600 مؤسسة سنوياً، وخلق 6 آلاف وظيفة سنوياً “.
وأشار الدكتور زمان إلى أن الجامعات بالمملكة ستواصل عمملها وفقاً لرؤية المملكة 2030 على مضاعفة الخدمات التي توفرها لدعم المشروعات التجارية المعرفية للطلاب والخريجين، مشيراً إلى المبادرات السابقة في مجال إنشاء أودية التقنية، مؤكداً أن جامعة الطائف تعمل حالياً على تأسيس وادٍ للتقنية تحت اسم نادي وج التقني.
في حين شدد كبير باحثي شركة سابك الدكتور فهد الخضيري خلال مشاركته في الملتقى في الجلسة الثالثة على ضرورة أن تتيح الشركات الصناعية الكبرى في المملكة الفرصة أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديم خدمات ومنتجات المواد المضافة للمنتجات الكبرى، لافتاً إلى أن ذلك سيضاعف من فرص الابتكار والإبداع في حين تتفرغ هذه الشركات الكبرى لأعمالها الإستراتيجية.
وأشار الدكتور الخضيري إلى أن نقطة الانطلاق لأعمال الريادة المعرفية تأتي من التعليم فهو بذرة صناعة الريادة في المجالات كافة، مشدداً على ضرورة توجيه التعليم العام والعالي الطلاب للتخصص في المناهج الهندسية، وأن المخرجات التعلمية ما زالت متواضعة في ظل تزايد الأعمال الصناعية والتقنية والهندسية, مؤكداً أهمية زيادة البحوث العلمية التي تخدم قطاع ريادة الأعمال المعرفية بالمملكة.
عقب ذلك استعرض رائدا الأعمال سعود باوزير وعبدالله اليوسف تجربتهما في قطاع ريادة الأعمال المعرفية، مشيرين إلى أن الفرصة الكبيرة المتاحة أمام الشباب للاستثمار في القطاع التقني، داعين الجهات الحكومية للعمل على تذليل المصاعب التي قد تواجه الرياديين.