مستشار وزير التخطيط: على المسؤولين التحلي بالصبر حيال انتقادات المواطنين لهم
شهد قسم محترف الكتابة في فعاليات مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية ” مسك ” عبر مهرجان “حكايا مسك” المقام بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية اليوم، حضوراً متميزاً وتفاعلياً مع عرض مسرحي حمل عنوان “المسؤول والكلمة اللامسؤولة”، والذي تحول إلى حلقة نقاش، إذ طرقت محاورها باب تصنيف المسؤولين والمعايير التي ينبغي توفرها فيهم.
وبيّن مستشار وزير التخطيط الدكتور محمد الشهري، خلال جلسة النقاش، أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسؤول والمتضمنة الصبر والشفافية والابتعاد عن الانتقاد والهجوم، إلى جانب الانتباه للكلمات التي تصدر منه بصفته الاعتبارية كمسؤول داعياً المسؤولين بالتحلي بالصبر حيال الانتقادات التي يواجهونها من أفراد المجتمع، والموازنة بين الشفافية وحقهم في الاحتفاظ بمعلومات قد يؤدي الإفصاح عنها إلى تعطيل سير أعمالهم أو التشويش عليها”.
وشدد على ضرورة ابتعاد المسؤول عن انتقاد المسؤولين السابقين أو نظرائه الموجودين، وترك عملية التقييم للتاريخ الذي سيكتب ما له وما عليه، والانتباه في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
في حين صنّفت إحدى صنّاع المحتوى بمواقع التواصل الاجتماعي منى العولي، خلال جلسة النقاش، حياة المسؤولين عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى قسمين أحدهما عام عفوي، والآخر رسمي من منطلق منصبه الذي يشغله.
وقالت: ” إذا كان حديثه عبر أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن صفته الاعتبارية فإنه من الطبيعي تخاطبه مع الناس بعفوية ولا تؤخذ عليه كتصريحات رسمية، بينما في حال تعامله بمنصبه الرسمي فإنه يتحتم عليه تعيين صانع محتوى لتولي تلك المهمة”.
من جهته أكد الإعلامي خالد الدهر، أهمية وسائل الإعلام في احتواء ما يصدر عن المسؤولين من تصريحات غير مسؤولة، لا سيما وأن مثل تلك التصريحات تحدث ردود أفعال واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف : ” لابد على الإعلاميين من الانتباه لما يبثونه عبر وسائلهم الإعلامية إما المقروءة أو المسموعة او حتى المرئية، فبعض التصريحات قد يستخدمها الأعداء لأغراض تمس أمن الدولة واقتصادها واللحمة الوطنية لشعبها”.
واستشهد على ذلك بموسم الحج، وما يصاحبه من محاولات عديدة لزعزعة الأمن فيه، وأضاف: ” في مثل تلك المواسم يجب على الإعلامي الابتعاد عن الإثارة على حساب الوطن، واختيار الأوقات المناسبة وكيفية بث المواد الإعلامية دون الإساءة للبلد وأمنه واستقراره”.
من جهة أخرى جذبت الإضاءات الخافتة التي تزيّن ممر “سوق حكايا” إلى جانب 15 رساما ورسامة، اصطفوا على جانبيه يمارسون هوايتهم الإبداعية باختلاف خاماتهم ولوحاتهم وأقلامهم والوانهم والتي تصدرت المشهد ، العديد من الزوار المعجبين بأعمالهم وتحف رسمهم الفنية، بالإضافة إلى ابحارهم في التقاط صورهم للمنهمكين في الرسم الحي.
تلك الأجواء حوّلت سوق حكايا إلى لوحة فنية مجتزأة من أشهر الشوارع السياحية ببرشلونة والمعروف باسم “رامبلا ستريت”، فلا شيء يعلو حينها على الإبداع، ولا يضاهي جمال أي لوحة سوى لوحة أخرى.
كما أن لوحات الرسامين وأعمالهم الفنية عرضت للبيع في سوق حكايا، فكانت محط أنظار الكثيرين من الزوار، فمنهم من فكر في اقتناء صور مرسومة لشخصيات بارزة، وآخرون فضّلوا الاتفاق مع رسام على رسم لوحات شخصية لهم، حتى بعض الشعراء الزائرين للسوق عقدوا اتفاقيات سريعة مع عدد من الرسامين لتصميم وتنفيذ أغلفة دواوينهم الشعرية.
وأكد الرسام سلطان ماجد أحد المشاركين “بسوق حكايا” ، والمتخصص في رسم بورتريهات شخصية، انهماكه برسم لوحة لأحد الزوار، وتفاعل الكثير من الزوار مع الرسومات المعروضة والفن التشكيلي بشكل عام.
وقال: ” أرسم الصور الشخصية على مقاسات مختلفة وبخامات متعددة بحسب رغبة الزبون”، مستعيناً بمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالي بشكل أكبر واستقبال الطلبات من خلالها”.
في حين أبدى الرسام منصور فلاتة، تفاؤله حيال اهتمام الجيل الجديد بالرسم، ويقول: ” إقبال رائع على اللوحات المرسومة، ومحاولات جيدة من الزوار لفك رموز أي رسم يجدونه، فلكل منهم وجهة نظر مختلفة تعطي اللوحة أكثر من معنى”.
يذكر أن “سوق حكايا” يحوي أيضاً أعمالاً فنية مجسمة، تتضمن مشاهد من بيئات محلية متعددة من بينها الرواشين ونوافذ البيوت القديمة، إلى جانب أعمال خشبية نفذت ببراعة لتمزج بين الماضي والحاضر وتعطي في الأخير منتجاً فنياً حديثاً.