انطلاق فعاليات ملتقى “دور الخدمة الاجتماعية والأمن الفكري” بجامعة الأميرة نورة
انطلق اليوم, الملتقى التوعوي “دور الخدمة الاجتماعية والوعي الفكري”, الذي تنظمه جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلة بكلية الخدمة الاجتماعية, برعاية حرم سمو ولي العهد الأميرة ريما بنت سلطان بن عبدالعزيز, بحضور مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل, وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى بمقر الجامعة.
ويهدف الملتقى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام, إلى تعزيز الوعي الفكري والتوجهات المستقبلية لدى الشباب والفتيات، والتعريف بجهود المملكة في تعزيز وحماية الوعي الفكري لمواطنيها, ومهددات الوعي الفكري وتحديد مستجدات الأبحاث العلمية .
وأكدت عميدة كلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة جميلة بنت محمد اللعبون في كلمة لها خلال الحفل، أن هذه المبادرة هي انطلاقة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030, التي تؤمن بأن ثروتها الأولى لا يعادلها ثروة مهما بلغت في شعب طموح معظمه من الشباب لأنهم فخر البلاد وضمان مستقبلها، مبينة دور الخدمة الاجتماعية كمهنة تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم وتسهم في الكشف عن مهددات الأمن وتوعية المجتمع بهذه المهددات لمحاولة التخفيف منها على جميع أفراد المجتمع .
من جانبه أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في محاضرة له ألقاها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة, أهمية دور المواطنين والمقيمين في مكافحة الفكر المتطرف ومحاربة تمويله ودور وزارة الداخلية في تعزيز قنوات التواصل معهم لاستقبال بلاغاتهم للمشتبه بهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، مؤكدا أن الإدراك بالمسؤولية الاجتماعية والمحافظة على وحدة المجتمع ومقدرات المواطن هي الأساس في المواجهة مع كل من يستهدف هذا البلد الآمن.
من جهتها أبانت مديرة جامعة الأميرة نورة, أن الملتقى تدور محاوره وأنشطته حول التصدي لما تعيشه المجتمعات الإسلامية منذ حوالي ثلاثة قرون من أزمة فكرية ظهرت ملامحها بصور التطرّف والإقصاء والتنميط حتى وصلت إلي التكفير والإرهاب، مؤكدة أن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على دور الخدمة الاجتماعية وقدرتها على الإسهام في التعامل مع هذه الأزمة من خلال تأمين بيئة فكرية داعمة وآمنه لأفراد المجتمع خاصة وان قضية الأمن الفكري باتت تشكل تحديا وطنيا وعالميا مع اتساع حجم الفكر المنحرف وتعدد أشكاله الذي أصبح يهدد أمن واستقرار ورفاهية معظم شعوب العالم.
عقب ذلك انطلقت جلسات الملتقى لمتحدثين وخبراء في المجال الأمني عن جهود المملكة العربية السعودية في تعزيز الوعي الفكري من خلال عدة أوراق عمل منها : ورقة للدكتور اللواء ركن على الرويلي من جامعة الأمير نايف, تناول فيها تاريخ المملكة في الاهتمام بالأمن الاجتماعي الذي يتمثل في التنشئة والتعليم والصحة والتنمية الفكرية والثقافية، منوها بجهود برامج الرعاية الاجتماعية حفاظا على الأسرة السعودية، مشيرا إلى تبنى السعودية منهج السلف الصالح وهي عقيدة وسطية شاملة للفكر الديني والاجتماعي .
كما تحدث الرويلي عن إنجازات المملكة في تحقيق الأمن الفكري بإطلاق برنامج “الرعاية اللاحقة” ويُعنى بتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية للموقوف وإعادة دمجه في مجتمعه، موضحا أن الجهات المعنية تطلق بين الحين والآخر برامج إعلامية توعوية وتثقيفية توضح خطورة الانحراف الفكري على الأمن القومي .
وبين الرويلي أن الأفكار الاقتصادية أدت إلى انهيار دول فاعلة وعظمى في حين تعرضت الأنظمة الرأسمالية العالمية منذ عام 1970 إلى 2008 إلى 124 أزمة مالية، مؤكدا أن الفكر الاقتصادي يلعب دوراً كبيراً في نجاح أو فشل الدول مما يجعل أمن الفكر الاقتصادي ضرورة ملحة للمحافظة على الدول وحمايتها من التهديد والتخريب وسط المتغيرات العالمية المتسارعة، مفيداً أن الاقتصاد السعودي حقق نمواً تجاوز النمو العالمي واستقراراُ وثباتاً في وجه الأزمات الاقتصادية العالمية، التي شهدت انهيارات مالية لشركات وبنوك كبرى نتيجة الفكر الاقتصادي الحكيم الذي ينتهجه قادة المملكة ما جعل اقتصادها اقتصاداً يمتاز بالقوة والمتانة والديناميكية .
فيما تناولت عميدة مركز الدراسات الإنسانية بجامعة الملك سعود سابقا الدكتورة الجازي الشبيكي في ورقتها, دور الجامعات في توجيه تفكير الشباب وصقل شخصياتهم وتكوين توجهاتهم، مؤكدة أن الجامعة هي الجهة المناط بها إعداد الأجيال لتحمل مسؤوليات المواطنة الصالحة بصفتها المحصلة الناضجة لمراحل التعليم المختلفة، وعليها إعادة النظر في أساليبها وأدواتها وإجراء التقييم ومن ثم التقويم المطلوب لتحقيق الهدف المنشود, مطالبه بخط إستراتيجية تضم وتوحد جهود المؤسسات التعليمية في المملكة في مواجهة والتصدي لمهددات الوعي الفكري مع أهمية التركيز على دور كلا من الأستاذ والمنهج والإعلام .
واستعرض الدكتور عبدالرحمن الهدلق في ورقة عمل بعنوان “دور عضو هيئة التدريس في تعزيز الوعي الفكري” موضحا أن دور عضو هيئة التدريس لا يقتصر على تعليم المهارات الأساسية وإنما في تحصين الطلاب وحمايتهم من الانحرافات الفكرية، وتعزيز المواطنة والوعي الفكري لتحقيق أمن واستقرار الوطن للمشاركة الايجابية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية .
كما تناولت ورقة العمل مقدمة من الدكتورة نجلاء المبارك, “عرض تجربة جامعة الأميرة نورة في رفع الوعي الفكري لدى الطالبات ومنسوبات الجامعة”، و”مبادرة جامعة الأميرة نورة في إنشاء لجنة للأمن الفكري”، موضحة أن الهدف هو تحقيق الحصانة الفكرية وترسيخ مبدأ الوسطية الإسلامية وحماية الأمن الوطني.
ولاقى المعرض المصاحب للملتقى, نجاحا كبيرا في إبراز دور الخدمة الاجتماعية وتعزيز الوعي الفكري لدى الشباب, وكان أبرز المشاركين في المعرض: وزارة العمل والتنمية الاجتماعية (دار الحضانة الاجتماعية )، ووزارة التعليم ، ووحدة التوعية الفكرية بجامعة الأميرة نورة ، ومركز ترابط للاستشارات الأسرية بجامعة الأميرة نورة، ومركز تدريب وتطوير القدرات النسائي بالمديرية العامة للسجون ، والمركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية ، ومركز محمد بن نايف للمناصحة .