تغطيات أكثر

أنور قرقاش بمؤتمر “فكر 15”: الوحدةُ خيرٌ من الفرقة وننظرُ بإيجابيّة لمبادرة التكامل

تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، افتتحت مؤسّسة الفكر العربيّ بالشراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة، فعاليات مؤتمرها السنويّ “فكر15” تحت عنوان: “التكامل العربيّ: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة”، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، والذكرى الخامسة والأربعين لقيام دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. وذلك في منتجع سانت ريجيس أبوظبي.

رعى حفل الافتتاح الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيسَ ديوان وليّ عهدِ أبوظبي، وألقى كلمة راعي المؤتمر الدكتور أنور قرقاش وقال فيها: يشرفني ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى الخامسة والأربعين لبناء دولتنا وتأسيس اتّحادنا، أن نفتتح فعاليات مؤتمر مؤسّسة الفكر العربيّ “فكر15″، ناقلاً لجمعكم الكريم تحيّات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأمنياتهم لكم بطيب الإقامة والتوفيق، وأنتم تبحثون في مسألة ذات أولويّة قصوى لارتباطها الوثيق بمستقبل عالمنا العربيّ، وتعزيز قدرته على حفظ أمنه وضمان استمراره وحماية مُنجزاته والدفاع عن مصالحه وتحقيق الرفاه لشعوبه.

وأكّد أنّ دولة الإمارات تنظر بإيجابيّة عالية إلى هذا المؤتمر الذي تحوّل إلى فعالية ثقافيّة فكريّة عربيّة سنويّة، ومنصّة فريدة لتبادل الأفكار بين نُخبة من صنّاع القرار والمفكّرين والباحثين وممثّلي القطاع الخاصّ والمجتمع الأهلي والمرأة والشباب؛ كما ننظر بتقدير عالٍ جداً للمبادرة التي أطلقها صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل، بجعل “التكامل العربيّ” موضوعاً محوريّاً لمؤتمرات المؤسّسة وإصداراتها، وهدفاً استراتيجيّاً للثقافة التي تسعى إلى نشرها وترسيخها. وضمن هذا التوجّه، يأتي مؤتمر “فكر15″، الذي تستضيفه عاصمتنا أبوظبي.

وتحدّث عن جربة الاتّحاد، مشيراً إلى أنّ إعلان قيام دولة الإمارات جاء في الثاني من ديسمبر1971، ومثّل حدثاً تاريخياً، ونقطةً فارقة، ونقلةً حضارية، عارضاً نتائج التجربة على المستويات كافة. وأوضح أنّه على المستوى المحلي، مثّل إنشاء دولة الاتّحاد، إنهاءً لحالة الانقسام والفرقة. أمّا على المستوى الخليجيّ، فأكّد أنّ إنشاء الدولة أدّى إلى سدّ الفراغ الذي تركه الانسحاب البريطانيّ من منطقة الخليج العربيّ في أواخر عام 1971، وقطع الطريق على بعض القوى التي كانت تستعدّ وتعمل على ملء هذا الفراغ والتمدّد فيه وتحقيق أطماعها. ورأى أنه خلافاً للتقديرات التي أشارت إلى استحالة تكوين هذا الاتّحاد، واستناداً إلى التجارب السابقة من ناحية، وتعقيدات الوضع الاقليميّ الذي ساد المنطقة من ناحية أخرى، حفّز نجاح التجربة دُول الخليج العربيّ لتأسيس مجلس التعاون الخليجيّ الذي انطلق من أبوظبي.

وأكّد أنّ التجربة قدّمت نموذجاً مُلهماً للوطن العربيّ في الوحدة والتنمية. وعلى المستوى العالمي، أشار إلى أنّ إنشاء دولة اتّحاد الإمارات حفظ الأمن والاستقرار، وأنّ دولة الوحدة أثبت أنّها إضافة مهمّة إلى عوامل الاستقرار والسلام والتعايش، ومع نجاحها التنمويّ أسّست حضوراً اقتصاديّاً مهمّاً.

وعرض ستّ ملاحظات حول الحدث التاريخيّ لإنشاء دولة الإمارات، الأولى تتعلّق بإنجاح فكرة الوحدة وهي تمثّلت في الحاجة إلى قيادات سياسيّة خلاقة وقادة رأي مؤثّرين، ومؤمنين بجدوى الوحدة وأهمّيتها ومنافعها، من أمثال الشيخ زايد، الذي كان القائد المناسب في المكان والتوقيت المناسبين. أمّا الملاحظة الثانية فترى أنّ الوحدة ليست بناءً فوقياً، وأن إرادة الشعب ورغبته وتأييده هي العنصر الفاعل والقوّة الدافعة لأيّ مشروع تكامليّ وحدويّ. والملاحظة الثالثة ترى أن الإيمان بالوحدة عمليّة مُتدرّجة في تطوّرها، وعلى الرغم من أن الفكرة كانت تسيطر على فكر المغفور له الشيخ زايد منذ اليوم الأوّل لتسلّمه حُكم إمارة أبوظبي، إلّا أنّه اتّخذ من التأنّي والتّمهّل منهجاً للتحوّل بها إلى واقع. أمّا الملاحظة الرابعة فتتعلّق بنجاح التجربة الإماراتيّة التي أثبت أن فشل التجارب التكامليّة الوحدويّة العربيّة ليس قدراً محتوماً. وتتمثّل الملاحظة الخامسة بعدم التراجع أمام العثرات مهما كانت شدّتها، فقد استمرّ العمل من أجل اتّحاد دولة الإمارات سنوات طويلة، تخلّلتها خلافات ومشكلات وانتكاسات، لكنّها لم توقف العمل من أجل بلوغ الهدف النهائي. أمّا الملاحظة السادسة والأخيرة فتؤكّد أنّ الوحدة لا تقوم على العواطف والشعارات فقط، وإنّما هي عمل جادّ ومستمر ومشروع عمل واقعيّ، من أجل تحويل الإمكانات والمقوّمات إلى واقع يشعر المواطن في ظلّه بالعزّة والكرامة.

وأكّد أنّ دولة الإمارات ذات البيت المتوحّد، تؤمن، ومن واقع التجربة، أنّ الوحدة خير من الفرقة، وأن ما يتوفّر لنا كعرب من أسباب التعاون والتضامن والتكامل لا يتوافر في العديد من التكتّلات الإقليميّة الأخرى، وتجربة دولة الإمارات دليلٌ حيّ على فرص النجاح متى توفّرت الرؤية الطموحة والقيادة المخلصة والعمل الجادّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ابدأ المحادثة الان
تحتاج مساعدة؟