أنت تصنع نتائجك وليست الظروف أو المؤثرات الخارجية!
بعد ولادتها بأربع سنوات مرضت الطفلة ويلما رادولف بحمى وسخونة شديدة أدت إلى إصابتها بشلل نصفي ، فقرر الأطباء أن يضعوا حول أرجلها مدعمات من الحديد .
في يوم سألتها أمها : ” نورما ما هو حلمك في الحياة ؟” فردت نورما بسرعة وقالت : ” أريد أن أكون أسرع إمراه في العالم !!” فقالت الأم : ” باعتقادك وإصرارك ستصلين إن شاء الله لما تريدين ” . مرت الأيام وكبرت نورما وأصبح عمرها أحد عشر عاماً استطاعت خلالها أن تدرب نفسها على المشي بدون الحديد فقرر الأطباء إزالته وهم في دهشة تامة . وعندما أصبح عمرها ثلاثة عشر عاماً انتقلت مع عائلتها إلى مدينة تيناسي في الولايات المتحدة الأمريكية والتحقت بمدرسة بها نشاطات رياضية وخاصة الجري . قابلت والدة نورما المدرب المختص وطلبت منه أن يقبل نورما وبالفعل قبل كلامها وقابل نورما وسألها : ” لماذا اخترت سباق الجري بالتحديد ؟” فقالت : ” لأنني قررت أن أكون أسرع امرأة في العالم ! ” نظر إليها المدرب بدهشة وكان يعتقد أنها تمزح معه ، ولكنه رأى إصراراً وقوة في عينيها لم يرهم من قبل ، فقال لها : ” عندي إحساس شخصي في أنك ستحققين حلمك ” ثم أضاف ” ولكن لكي تصلي إلى تحقيق حلمك يجب عليك أن تقرري ذلك من الآن ويكون عندك رغبة مشتعلة وأيضاً تأخذي المسئولية كاملة في كل شيء وفي كل النتائج ” فقالت نورما : ” القرار أخذته وأنا عندي أربع سنوات والرغبة المشتعلة التي تتكلم عنها هي التي جعلتني ألتحق بهذه المدرسة على وجه الخصوص ، أما عن المسئولية التامة فأنا على استعداد تام لتحملها ” . فقال المدرب : ” هذا يعني التدريب لساعات طويلة وكل يوم ” . فقالت نورما : ” أنا على أتم استعداد ” . ثم سألته : ” بعد أن أجبت على كل أسئلتك ، متى نبدأ ؟” ضحك المدرب وقال : ” من الآن لو أردتِ ” . بدأت نورما التدريبات الذهنية والجسمانية فكانت تتدرب يومياً لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات ، وبعد ستة أشهر من التدريب المستمر قال المدرب لنورما : ” ما رأيك أن تشتركي في إحدى البطولات لكي تكتسبي خبرات أكبر وتتعلمي من اللاعبات العالميات ؟” فرحت نورما ووافقت على الفور ، والتحقت بالبطولة وخسرت خسارة فادحة حيث كان ترتيبها الأخير ! لم تحزن نورما ولكنها كانت سعيدة جداً لمجرد الالتحاق . واستمرت نورما رادولف بسباق المائة متر والثلاثمائة متر وحطمت الأرقام العالمية وأصبحت أسرع امرأة في العالم !
في حديث مع وسائل الإعلام قالت نورما : إن السبب الأساسي في نجاحها يرجع إلى ستة أسباب أساسية وهي :
1ـ التوكل على الله سبحانه وتعالى لأن بدونه لن أستطيع أن أحقق هدفي .
2ـ حبي الشديد لأمي ، كنت أريد أن أجعلها فخورة بي .
3ـ حلمي الكبير الذي أصبح احتمالاً ثم هدفاً محدداً وواضحاً .
4ـ الرغبة المشتعلة التي زادت قوة مع مرور الوقت .
5ـ قرار قاطع ليست فيه أية رجعة أو تردد .
6ـ تحمل المسئولية كاملة في كل شيء فلا ألوم أحداً أو الظروف أو الأشياء ، بل أضع كل تركيزي على هدفي ، وأحترم مواعيد التدريب والأسلوب الصحي الذي كنت أتبه ، وفي النتائج التي أحل عليها مهما كانت هذه النتائج .
أصبحت نورما رادولف أسطورة يتكلم عنها الناس ويكتب فيها الكتاب وتستضيفها وسائل الإعلام المختلفة حول العالم حتى إن شركة أمريكان أكسبريس استخدمتها في تقديم إحدى خدماتها . وأيضاً وضع اسمها في كتاب الجينتس مع العظماء والموهوبين .
من الشلل إلى أسرع امرأة في العالم لأنها أخذت مسئولية حياتها كاملة دون أن تشكو حظها أو تنعي قدرها لأنها كانت مشلولة ، بل فكرت تفكيراً إيجابياً وركزت كل قوتها في الحل حتى حققت حلم حياتها .
- هذه هي قوة المسئولية التي اتحدث عنها .
- والآن دعني أسألك : هل قررت أن تأخذ مسئولية حياتك ؟
- هل قررت أن تأخذ مسئولية أفكارك وتحولها من سلبي إلى إيجابي ؟
- هل عرفت أنك مسئول عن تركيزك ونوعية أحاسيسك ؟
- هل عرفت أنك أنت الذي تنتج النتائج التي تحدث لك وليست الظروف أو المؤثرات الخارجية ؟
- هل قررت أن تأخذ المسئولية كاملة وتبتعد كل البعد عن القتلة الثلاثة : اللوم والنقد والمقارنة ؟ وأنك أنت الذي تختار مصيرك ؟
- وهل قررت أن تستخدم قدراتك الرائعة وتضعها في الفعل وتتحمل مسئولية أي نتائج تحصل عليها وتتعلم منها وتنمو بها ؟
كما ترى عدم تحمل المسئولية يجعلك تركز كل أفكارك وطاقتك فيما لا يفيدك في أي شيء ، بل على العكس يبعدك كل البعد عن أن تصبح الشخص الذي تريد أن تكونه ، ويجعل حياتك سلسلة من التحديات والصعوبات ، ولكن عندما تأخذ مسئوليات حياتك فإنك بذلك تركز كل أفكارك وطاقتك في تحقيق أهداف حياتك ، وتصبح الشخص المتزن روحانياً ودنيوياً الذي تريد أن تكونه .
لذلك ابدأ معي من اليوم وقرر أن تأخذ مسئولية حياتك .
- كتاب قوة التفكير، للدكتور إبراهيم الفقي