ينظم مركز سهام الدار للتدريب دورة بعنوان “فن الحوار” والتى يقدمها المدرب عائض الراجحي يومي 5 و 6 مارس 2017 بفندق أنتور – حي الصحافة.
وتتضمن محاور الدورة : صفات المحاور الناجح ، مادة الحوار وخلطته ، أهمية الحوار وحقيقته ، مستويات الحوار وكيفية استثمارها ، وومضات ومنطلقات تتحكم في تحديدك لهوية الحوار.
وللاستفسار ولتواصل على:
0553811717
يذكر أن فن الحِوار أحدُ أهمّ أساسيّات الحياة البشريّة؛ فهو وسيلة التّواصل والاتصال بين النّاس، وطريقةُ نقل الثّقافات والحضارات، والتّعايش بين كافة أجناسِ البشر؛ فبالحوار تَتَحققُ معاني التَّفاهم وحلِّ المُشكلات، ويتم تحديد دور كُلِّ شخصٍ في الأُسرة أو في العمل أو في المجتمع ككلٍّ. إنّ الحوار الذي يَقوم على الأُسس الصّحيحة، والعقليّة المُتفّتحة النّاضجة له أثرٌ كبيرٌ في القضاء على النِّزاعات والخصومات بين أفراد المجتمع، كما أنّه يُساعد في حلِّ المشكلات التي تَنتج بسبب الاختلاف العِرقيّ، أو الدِّينيّ، أو المذهبيّ، ممّا يَضمنُ لكافّة البشر التّعايشَ السِّلميّ جَنبًا إلى جنب دون تَعدٍّ لطرفٍ على آخر؛ ومن أشهر الأمثلة على الحوار: حِوارُ الأديانِ السّماويّة، الذي يُعْقَد من حينٍ إلى آخر لِضمان حُريةِ وتعايشِ كُلّ من ينتمي لدِّينٍ سماويٍّ مع أبناءِ الدِّينِ الآخر دون تمييزٍ، مهما كانت البُقعة المكانيّة التي يعيشون فيها. الحوار في اللُّغة العربيّة من الفِعل الرُّباعي المُعتّل: حَاوَرَ، أي رَاجَعَ الكلام وتناقش وتبادل الكلام مع طرفٍ آخر؛ فالحوار هو تبادل الحديث مع طرفٍ، أو أطرافٍ آخرين مع مراعاةِ الاحترام، وعدم التّعصب للرأي أو الفكرة، وإنمّا الهدف هو استعراض ما لدى المتحاورين من ثقافاتٍ.
ذلك أن اتقان فن الحوار أمر ضروري من أجل أن تسير حياتنا الاجتماعية على نحو سليم، كما أننا بحاجة لفن الحوار لممارسة أعمالنا على أكمل وجه، لذلك سواء أكنت شخص عادي أو صحفي أو موظف أو سياسي أو فنان أنت بحاجة لإتقان فن الحوار.
أولاً: تجنّب النقاش في موضوع لا تعرف معلومات خلفية عنه حتى لا تظهر بأنك شخص غير مثقف وحتى لا تتسرع بإصدار أحكام في غير مكانها، وإذا كان لا بد من المشاركة في الحوار انتظر لحين يعرض الجميع وجهات نظره وحاول أن تشكل فكرة بسيطة عن الموضوع ثم قل رأيك باختصار.
ثانياً: خلال الحوار تظهر وجهات نظر عديدة وحتى تنجح في الحوار يجب ألا تتعصّب لرأيك وحاول أن تتقبّل الرأي الآخر مهما كان، واطرح أفكارك بموضوعية فقد تنجح في اقناع من حولك بها وقد تمتزج مع بقية الأفكار لتشكل رؤية كاملة، كن على استعداد لتغير رأيك أو التخلي عنه إذا دعت الحاجة أو إذا اقتنعت أن أفكارك غير صائبة.
ثالثاً: احترم قواعد وآداب الحديث أثناء الحوار والتي تتمثل في استخدام الكلمات والألفاظ الحسنة والابتعاد عن الألفاظ البذيئة وعدم مقاطعة الشخص المتحدث، وحاول أن تظهر له أنك تهتم بما يقوله أنصت له جيداً ولا تحاول احرجه أو جرحه كن متواضعاً مهما كنت تثق من أن أفكارك هي الصائبة.
رابعاً: يجب أن تميز جيداً بين الجدال والحوار، فالجدال هو محاولة هزيمة الشخص بالحج والبراهين وقد يؤدي الجدال إلى اقتتال الأطراف، أما الحوار هو مناقشة الشخص بروية وطرح وجهات النظر بعيداً عن المجادلة لذا ابتعد عن الجدال خلال الحوار وحاول أن تتقبل آراء الناس.
خامساً: كن ذكياً في طرح المواضيع لأن الناس تتحاشى التحدث في المواضيع الجدلية المتعلقة بالسياسة أو الدين أو المعتقدات كما وتفضل عدم سماع الأخبار السيئة لذا كن ايجابياً في اختيار المواضيع وقم بطرح المواضيع العامة التي تثير فضول الناس كالرياضة، فن، تسلية، ترفيه، سينما، وحاول أن تعرف ميول محدثك وعلى أساسه اختر موضوع الحوار.
سادساً: أحسن النية في الناس فهذا يساعد على إتمام الحوار على نحو جيد ولا تأخذ اختلاف الرأي على نحو شخصي ولا تبادل الإساءة بالإساءة، تعامل مع محدّثك بشكل أخلاقي فأنت تتحاور لتغني معرفتك لا لتكوّن خصومات مع أحد، وإذا وجدت أن الشخص الذي تتحاور معه يحطّ من شأنك عمداً انسحب بلطف وتحاشى التحاور معه مرة أخرى.