فعاليات
جمعية تاروت تنظم أمسية “الرعاية السليمة في مسؤولية الوالدين تجاه الأبناء”
ينظم مركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية تاروت الخيرية غدا أمسية تحت عنوان ” الرعاية السليمة في مسؤولية الوالدين تجاه الأبناء” يقدمها مدير المركز شفيق آل سيف، وذلك بمقر المركز بحي التركية بتاروت.
وتشمل محاور الأمسية معرفة الفوراق بين الأبناء، والإحتواء، ومعادلة الحب، وسلبية التفضيل، وتنمية الهوايات لديهم، والتشجيع والتحفيز وإيجاد الفرصة، والوقوف الى جانبهم.
حرص الإسلام علي إرساء الأسس الكفيلة ببناء الأسرة من الهدم والتخريب فجعل بناءها قائما علي أساس متين ونظام سديد فبين الحقوق والواجبات لكل من الآباء والأبناء، وطبيعة العلاقة بينهم وكيفية التعامل فيما بينهم بيانا واضحاً لا يسوغ إنكاره، وأقوي هذه الأسس الأساس التعبدي وطاعة الله سبحانه فكل من الآباء والأبناء يؤمن – كمسلم – بأن هذه الحقوق فريضة إلهية يجب الوفاء بها وأنه مسئول عنها يوم القيامة، ومجازي بما يناسب عمله من الثواب والعقاب.
وقال بعض أهل العلم : إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما للأب علي الابن حق فللابن علي أبيه حق. فكما قال الله تعالي
( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)( لقمان:14)، قال تعالي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)(التحريم:من الآية6 )
ومن أهم عناصر هذا الموضوع :
1- حسن اختيار كل من الزوجين للآخر :
من حق الابن علي والديه أن يحسن كل منهما اختياره للآخر. ولهذا وردت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحض الأزواج علي حسن اختيار زوجاتهم كقوله صلى الله عليه وسلم ” اختاروا لنطفكم المواضع الصالحة ” فإن حسن اختيار الزوجة ليس حقا خالصا للزوج وإنما هو حق الولد أن تكون له أم صالحة تحسن تربيته، ولاسيما وأن المرأة الصالحة هي خير مكسب للزوج الصالح بدليل تأكيد الإسلام علي اختيار صاحبة الدين ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) « رواه البخاري »
ولهذه الأهمية نهي القرآن المؤمنين عن الزواج بالمشركات وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ … (البقرة:221) والسبب في ذلك النهي … أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ … (البقرة:221)
هذا وقد سئل عمر بن الخطاب ما حق الولد علي أبيه؟ فقال: «أن ينتقي أمه ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن» «تربية الأولاد عبدالله ناصح علوان 1/40» ولأهمية حسن اختيار الزوجة أذكر قول أبي الأسود الدؤلي لبنيه: « لقد أحسنت إليكم صغاراً وكباراً وقبل أن تولدوا، قالوا : وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات من لا تُسبون بها » بل إن الولد عاب علي أبيه في دفاعه عن نفسه أمام أمير المؤمنين عمر عندما وجه الأمير له اللوم علي عقوقه لوالده، قال الولد: لقد اختار لي أماً حبشية سوداء ذمية تعمل عند مجوسي. (الزواج في الشريعة الإسلامية ـ علي حسب الله) لذا كان حسن اختيار الزوجة والأم حق الولد إذ إن حسن اختيارها يضمن تربية جيل صالح يبني الحياة الفاضلة، بما تزرعه من حميد الأخلاق وكريم الخلال، وإلاَّ بذرت فيهم بذور الفساد، مما يفضي إلي انحلال الأمة وسقوطها. (نظام الأسرة في الإسلام محمد عقلة). وكما أن الولد بحاجة إلي حسن اختيار الأم فإن من حقه أن يكون له أب صالح يتعهده بالتوجيه والإرشاد، وهنا تقع المسئولية علي أهل الزوجة ووليها ألا يزوجوا ابنتهم لأي خاطب، وإنما لمن تأكدت سلامة معتقده … وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا … (البقرة:221) واستقامة فكره وخصوصا في زمن كثرت فيه التيارات المنحرفة والأفكار الهدَّامة، ولهذا أمر الرسول بتزويج الخاطب صاحب الدين والخلق القويم بقوله: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) «رواه ابن ماجه» لذا ضمن حق الولد علي أمه أيضا أن ترفض الزواج إلا من صاحب دين.