جامعة “المؤسس” تستضيف الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق نبيل العربي
أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على أهمية تحديث ميثاق الدول العربية بالجامعة وإعادة هيكلته، وأن تتغلب الإرادة السياسية للدول الأعضاء في توحيد السياسات، والنظر في شؤون البلاد العربية ومصالحها، جاء ذلك خلال ندوة استضافتها جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة بكلية الحقوق ضمن سلسلة برنامج “النخبة”، وذلك يوم الاثنين 19 /5 /1439هـ بعنوان ( جامعة الدول العربية اتفاقياتها وآثارها القانونية) أدارها سمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان آل سعود، وبحضور مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، والقنصل المصري السفير حازم رمضان وعمداء الكليات وطلاب وطالبات كلية الحقوق بالجامعة.
وبين خلال الندوة عن تعطيل كثير من مشروعات وأنظمة الجامعة العربية لم تنفذ على أرض الواقع، رغم صياغة الكثير من أنظمتها ومحتواها القانوني، إذ لم تنجح توحيد السياسات بين الدول الأعضاء والعمل السياسي المشترك بين الدول العربية، واتفاقيات الدفاع المشترك، ومشروع محكمة العدل العربية، ومحكمة حقوق الإنسان العربية التي لم تصوت بالموافقة على المشروع سوى المملكة العربية السعودية، فضلاً عن غياب التعاون الوثيق في المجالات الاقتصادية والثقافية، وانتقال رأس المال بحرية بين الدول العربية.
واعتبر أن ما يجمع الدول العربية كقوة هي اللغة والثقافة والتراث والتاريخ، مشيراً إلى أن الحاجة ملحة في إعادة صياغة النظام العالمي في ظل الأوضاع الحالية والفوضى العارمة في بعض بقاع الأرض وعلى وجه الخصوص المنطقة العربية.
وتطرق إلى الجهود التي بذلتها جامعة الدول العربية في عام 2011 من خلال التوقيع على برتوكول مع الحكومة السورية يقضي السماح لنشر مراقبين في 16 مدينة وقرية سورية للإشراف على وقف إطلاق النار، متوقعاً بأن تلك الخطوة في حال لو استمرت كان من الممكن أن تحل الأزمة، مبيناً أن الجامعة العربية منظمة إقليمية وليست دولية معنية بحماية الأمن والسلم الدوليين كالأمم المتحدة.
وعرج على الخطوة السابقة للجامعة مع عدد من الوزراء العرب في التوجه إلى مجلس الأمن لإيجاد حلول تهدف لإيقاف النزاع الدائر بين الأطراف السورية، لافتاً إلى أن الأزمة السورية التي راح ضحيتها نص مليون سوري وتسببت في تهجير الملايين من المدن والقرى هي أزمة إنسانية بالدرجة الأولى.
ودعا إلى تعديل ميثاق الأمم المتحدة حتى لا يسري حق النقض (الفيتو) على أي قرار يتعارض مع مصالح الدول الخمس الكبرى الاقتصادية والسياسية، مشددا على وجوب إخراج موضوعات حول نطاق استخدام الفيتو لاسيما في الموضوعات الإنسانية.
واعتبر “العربي” ان قضية فلسطين هي الأولى والمحورية بالنسبة للجامعة العربية، وأن استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو طوال العقود الماضية في القضايا التي تتعارض مع المصالح الإسرائيلية واضحة للعيان، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي أثبتت بشكل قاطع على ان العالم لا يلتزم بالقوانين الدولية.
وأبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق رضاه عن بعض الاتفاقيات العربية التي تمت في مجالات الطاقة والمواصلات والمناخ بين الدول العربية، وأن الاتفاقيات التي شاب الضعف أدائها في التنفيذ هي التي تحتوي على الصبغة السياسية.
وأجاب على سؤال أحد الطلاب فيما يتعلق بآليات صياغة الأنظمة والمقترحات في منظمة جامعة الدول العربية، وذلك عبر طريقين منها تقدم الجامعة لها مشروع نظام، وتأتي اما عن طريق مقترحات من قبل الدول الأعضاء أو عن طريق اللجان المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية، ويتم مراجعتها وعرضها على المجلس الوزاري.
وأشاد بشخصية المغفور له – بإذن الله – الملك فيصل معتبره شخصية ذي رأي ثاقب ومواقف بطولية أفرزت قائد عظيم بحجم الملك فيصل –رحمه الله-، كما أمتدح فترة عمله شخصياً مع وزير الخارجية السابق صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل –رحمه الله- والتواصل والتشارك المباشر معه في ملفات كثيرة ومتعددة ،أستفاد من أراءه السديدة إبان فترة عمله كوزير للخارجية المصرية الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربي، معتبراً إياه “امير الدبلوماسية” بجدارة واستحقاق.
وفي نهاية اللقاء قدم مدير الجامعة هدية تذكارية للضيف “نبيل العربي” ولسمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان آل سعود على حضوره وإدارته للمحاضرة.