شركة إعلام وأكثر الاستشارية

د.-أحمد-بن-محمد-الحسين 

أبرزها توفير بيئة آمنة ورفع كفاءة الموظفين

6 عوائد لفتح باب الدراسات العليا “عن بعد” تخدم رؤية 2030


يشهد العالم في العصر الحاضر ثورة تقنية ومعرفية هائلة تأثرت بها جميع نواحي الحياة, وشكلت تحديات للمجتمعات في النواحي السياسية والاقتصادية, والتربوية والتعليمية, والاجتماعية, وغيرها. ..

يشهد العالم في العصر الحاضر ثورة تقنية ومعرفية هائلة تأثرت بها جميع نواحي الحياة, وشكلت تحديات للمجتمعات في النواحي السياسية والاقتصادية, والتربوية والتعليمية, والاجتماعية, وغيرها.
وإزاء هذه المتغيرات العالمية وما شكلته من تحديات للدول والمجتمعات النامية كان من الضروري السعي لمواجهة هذه التحديات والاستفادة منها بخطط تنموية متوازنة, تركز على الموارد البشرية وتأهيلها, وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وتسعى لاستثمار مستحدثات العصر فيما يخدم المجتمع.
وقد قادت تلك الخطط إلى التوسع في برامج التعليم بكافة أنماطه وأنواعه، مما شكل نقلة نوعية في آلياته تقديمه ونشره.وكان من ذلك التوسع في برامج التعليم الموازي، والتعليم المستمر (التعلم مدى الحياة)، وكان من ذلك نمط التعليم عن بعد، حيث استفاد هذا النوع من التعليم من التطور التقني الكبير، الذي جاء متمماً لأهدافه بشكل كبير، وقد جاء تطور التعلم الإلكتروني كذراع مساعد للتعليم عن بعد، وعزز وجوده في الواقع المعاش والواقع الافتراضي.ونتيجة لذلك التسارع توسع التعليم عن بعد في العالم بشكل لم يعهد من قبل، فخرجت آليات حديثة تقدمه وتوصله إلى المستفيدين المتعطشين إلى العلم والمعرفة، كما خرجت أنظمة تعزز استخدامه وتحاكي وتتفوق على التعليم المباشر.والمملكة العربية السعودية وهي جزء من المنظومة المعرفية استفادت من ذلك التطور الكبير، عبر التوسع في برامج التعليم عن بعد بشكل غير مسبوق، وقد أدى ذلك إلى انتشار مراكز التعليم عن بعد المرتبطة بالجامعات الحكومية في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، مما سهل لكثير من الأفراد والمقيمين من الالتحاق بالبرامج التعليمة.

وقد حقق هذا التوسع والتطور أهداف تنموية واجتماعية وأمنية، يكفي أن نذكر منها ما هو على الصعيد الفكري حيث ساهم هذا النمط من التعليم بنشر الأفكار الصحيحة مما يؤمل أن يصب في مصلحة الأمن الفكري، عبر ما يقدمه العلماء المشاركين في تلك البرامج الدراسية، وعلى الصعيد التنموي كان التعليم عن بعد فرصة لطلبة المناطق النائية والحدية حيث يصلهم تعليم جامعي حديث كأبناء المدن ونحوه على سبيل التمثيل، وعلى الصعيد الاجتماعي كان فرصة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون فيه الفرصة للتعلم بشكل يجنبهم كثرة الحضور ومشقة الطريق، كما هو فرصة للطالبات، ولمن كان على رأس العمل، أو ظروفه لا تسمح له بالدراسة،  وهذا ما يعزز وجودة في رؤية المملكة 2030.

والمتأمل لنمط التعليم عن بعد يجد فيه التكامل مع الجامعات السعودية ـ وهذا ما يقوي وجودة في رؤية المملكة 2030 ـ التي تقدم التعليم التقليدي حيث يستقبل التعليم عن بعد كل من لم يقبل في التعليم التقليدي الجامعي، ونخص فئة الطالبات حيث أن نسبة الاتاحة الدراسية فيه أعلى وبالتالي فهو يساهم في صنع أسرة متعلمة.

وقد حققت عمادات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وهي الجهة المشرفة على (التعليم عن بعد الجامعي في المملكة العربية السعودية) نجاحات نوعية متسارعة ومتتالية ومن ذلك حصول العمادات على كثير من المراكز الأول والجوائز، وذلك لمقدرة طلابها العلمية الفائقة، كما بلورت هذا النجاح في وجود لجنة تنسيق لعمداء التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد تسعى لإيجاد نوع من التكامل والتنسيق بين الجامعات.

كما حقق المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وهو بيت الخبرة المعتمد كثير من النجاحات، ونشر ثقافة هذا النمط من التعليمي، وتأسيس عدداً كبيرًا من المبادرات الهامة والخادمة كمبادرة الموارد التعليمية المفتوحة، التي يؤمل أن تكون رافدًا للتعليم.

وامتداد لهذه النجاحات المتكاملة يمكن فتح برامج للدراسات العليا بنمط التعليم عن بعد، مما يعطي له أدوارًا جديدة، حيث تقدم برامج نوعية لمن يرغب من خريجي تلك العمادات الفرصة للدراسة، وهي في هذا تحقق عددا من الأهداف المرجوة منها:

1.  امتداد التواصل العلمي والمعرفي.
2.  إن تكون بيئات علمية دراسية داخلية آمنة، بدلاً من خروج الطلاب إلى خارج المملكة للدراسة.
3.  تشجيع الحراك العلمي والتعليمي في المملكة العربية السعودية.
4.  الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس.
5.  رفع كفاءة الموظفين والعاملين بحصولهم على دراسات أعلى.
6.  توفير الكلفة المادية عبر الدراسة في الداخل.
ويمكن تقديم التعليم عن بعد أخيرًا على أنه نوع من الإبداع الذاتي ـ وهو ما تدعمه الرؤيا ـ الذي يشترك فيه المتعلم مع النظام التعليمي في نمط غير تقليدي، حيث يشير البليهي (1435هـ) إلى دور الإبداع في عمليات التعليم، فالأصل فيه أنه نادر وأنه استثنائي وغير مرتبط بالتعليم بل ربما يكون التعليم التلقيني مُطفئاً للقابليات الإبداعية ومخمدً للخيال الإبداعي؛ لأن الإنسان يعتاد الانطلاق الحر أو يعتاد الانقياد الأعمى، فالسلوك ليس سوى منظومة من العادات، لكن كثيرين يتوهمون أن الإبداع نتاج التعليم النظامي، بينما أن الواقع يؤكد العكس تماماً وعلى سبيل المثال فإن أكثر الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب، وكانوا قمماً في الإبداع هم من الذين ساروا فرادى خارج التأطير المدرسي، أو التقييد الأكاديمي، لقد اعتمدوا على أنفسهم فنجوا من التنميط المدرسي، وسلموا من التحديد الأكاديمي، وبذلك صاروا متهيئين للتفكير الحر، والعمل المبدع، وعدم الانشغال إلا بما يهمهم تلقائياً، ويتفق مع ميولهم فتكتظ قابلياتهم وتفيض إبداعاً وريادة. إن كل ما تقدم يعزز مكانه التعليم عن بعد في رؤية المملكة 2030، ويعطي دافعًا بالتجديد والتطوير والتحسين

* أستاذ المناهج وتطوير التعليم
خاص لــ “أكثر”.

الدور المستقبلي للتعليم عن بعد في ضوء رؤية المملكة ٢٠٣٠


تطرح رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ الوثابة مجموعة من الأهداف الإستراتيجية ومؤشرات الأداء ذات العلاقة الوثيقة بالتعليم في المملكة العربية السعودية. ومن الأذرع الداعمة والمساندة ..

تطرح رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ الوثابة مجموعة من الأهداف الإستراتيجية ومؤشرات الأداء ذات العلاقة الوثيقة بالتعليم في المملكة العربية السعودية.
ومن الأذرع الداعمة والمساندة لهذه الرؤيا ( رؤية ٢٠٣٠) الدور المستقبلي المأمول للتعليم عن بعد، ذلك النمط المتسارع النمو، المتطور الأركان والعناصر، العالمي التوجه والاتجاه.
ولعل من نقاط القوة والفرص كما يذكر تحليل (SWAT) المواتية للجامعات السعودية المقدمة لخدمات التعليم عن بعد في الوقت الحاضر، المبادرة بأدوار متسقبلية تواكب الرؤيا وأهدافها وحدودها، وتعطي الفرصة للاستفادة من خبراتها في هذا المجال، وتقدم وتصنع التنوع للمستفيدين من متعلميها في كافة مدن مملكتنا الحبيبة ببرامج نوعية متطورة للتعليم عن بعد ذات أبعاد تنموية واجتماعية وتطويرية، بطريقة تكاملية، أو تحت مظلة كل جامعة تبعا للوائح الجامعية، وبطريقة تسهل إعادة تدوير الخبرات، والكفأت التعليمية، ومصادر التعلم بين هذه الجامعات، وهذا في الواقع يحقق هدف رؤية المملكة ٢٠٣٠ المتمثل في رفع وتيرة التنسيق والعمل المشترك بين هذه الجامعات، وهو يدعم تقديم برامج التعليم عن بعد التي حققت انتشارا واسعا، وشاركت في التنمية المستدامة، وخدمة المجتمع، وسد احتياجات سوق العمل.
تعطي رؤية المملكة ٢٠٣٠ الفرصة للجامعات السعودية بالمبادرة في صنع جامعات عالمية متميزة؛ بأهداف ومعايير ومؤشرات واضحة البناء والقياس، ولكون التعليم عن بعد توجه عالمي متطور فيمكنه من الدخول في منظومة الرؤيا، والتحول بكل أدوارة بشكل متسق وسلس.
وكون التعليم عن بعد يهتم بشكل واضح بتقديم فرص التعليم الجيدة لأفراد المجتمع من خلال البرامج ذات الكفأة والجودة العالية؛ يمكن تحديد الدور المستقبلي له من خلال مايلي:
١/ التوسع المنظم في برامج البكالوريوس .
٢/ فتح برامج الدراسات العليا في التخصصات المناسبة.
٣/ فتح برامج الدبلوم والتدريب على رأس العمل.
وكذلك كون التعليم عن بعد في الجامعات السعودية يعتمد على الآليات الحديثة، وعلى إيصال المادة والمحتوى التعليمي إلى المتعلم أو المتدرب عبر المنافذ والوسائط والتقنيات الحديثة، ويهتم بمراعاة ظروف المتعلم والمتدرب الزمانية والمكانية والموضوعية، ويعمل على المشاركة في الاستغلال الأمثل للموارد التعليمية المتاحة، وكذلك إلى فتح قنوات ومسارات تعليمية مستمرة تلاءم جميع أفراد المجتمع من اجل الاستمرار في عملية التعليم، من خلال توفير فرص الدراسة والتعليم المستمر لمن لا تسمح لهم ظروفهم أو قدراتهم عن مواصلة التعليم، إضافة للمشاركة في سد حاجة المجتمع من المؤهلين في التخصصات المختلفة، ودعم التنمية المعرفية المجتمعية، وتأهيل الكفأت الوطنية، كما أن التعليم عن بعد اثبت موائمته وفعاليته المالية، ومناسبتة لفئات مختلفة من المتعلمين؛ ممايساعد على تقوية دورة المأمول، ومناسبتة لرؤية المملكة ٢٠٣٠.
وقد يطرح سؤال مفادة ما الذي يعطي التعليم عن بعد في الجامعات السعودية هذه القوة لتولى هذا الدور؟
والإجابة بكل بساطة لقد قدم التعليم عن بعد خلال فترته الوجيزة من عام ١٤٢٨ مايلي:
١/ إتاحة الفرص التعليمية لكافة شرائح المجتمع على النحو الآتي:
– من لم يتمكنوا من الحصول على مقعد دراسي في الجامعات بسبب محدودية طاقاتها الاستيعابية،أو بسبب السن، أو أي ظرف كان.
– موظفي القطاع العام وكذلك الخاص ممن يعملون على تطوير قدراتهم الشخصية.
– ذوي الاحتياجات الخاصة.
– ربات البيوت اللاتي لا يستطعن ترك منازلهن للدراسة.
– المحكومين في قضايا عامة أو خاصة أو أمنية.
– الموقوفين في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة.
– القاطنين في المناطق النائية والبعيدة.
– العسكريين والمشاركين في المرابطة في الثغور والحدود.
-من يعمل خارج المملكة العربية السعودية من أبنائها.
ونتيجة لهذا التميز الملاحظ ارتفعت نسبة الملتحقين بنظام التعليم عن بعد بالجامعات السعودية من (١٦%) للعام الدراسي ١٤٣٠/ ١٤٣١هـ،  حتى إلى أكثر من (٢٥ % ) من إجمالي عدد الطلبة البالغ عددهم مليون ونصف طالب في العام الدراسي ١٤٣٥/ ١٤٣٦هـ، محققاً بذلك تخفيضا واضحا في تكاليف الدراسة، ووتنويعاً لمصادر الدخل للجامعات، وتحسينا لوضع المتعلمين، ومعززا لجوانب الثقة والاستقرار.
٢/ تحسين البيئات الصفية والمجتمعات التعليمية المحفزة والدافعة للإصالة والإبداع والابتكار عبر الآتي:
– إتاحة المحتوى العلمي معرفيًا ومهاريًا ووجدانيًا في كل الظروف الزمانية والمكانية، ولايتقيد بالحدود.
– إتاحة فرص التفاعل الرقمي.
-إتاحة التعلم الذاتي.
-إتاحة التعلم التعاوني والنشط، وممارسة عمليات التفكير.
-تشجيع التعلم المتمركز حول المتعلم.
– نشر ثقافة استخدام التقنية .
– تطوير خبرات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.
– الشركات المباشرة مع الكليات والأقسام العلمية .
– تعزيز مكامن الإبداع والابتكار لدى المتعلمين  في بيئات تعليمية رقمية متميزة.
٣/ تعزيز قدرة النظام التعليمي لتلبية متطلبات التنمية السعودية، واحتياجات سوق العمل، عبر برامج كان لها أثر واضح على سوق العمل والمجتمع، حيث أتاحت الفرصة للمتعلمين  واستثمار مالديهم من  معارف ومهارات واتجاهات بنائة.
٤/ تنويع مصادر التمويل الجامعي.
٥/ خفض الكلفة المالية وتجهيز المقرات الجامعية.
٦/ استيعاب الأعداد المتزايدة من المتعلمين الملتحقين بالتعليم الجامعي.
٧/ المناسبة للتحول الرقمي.
أن كل ماتقدم يعطي التعليم عن بعد الفرصة ليكون في الصفوف الأمامية في خارطة التحول للمملكة العربية السعودية.

* أستاذ المناهج وتطوير التعليم المشارك