شركة إعلام وأكثر الاستشارية

أبرزها توفير بيئة آمنة ورفع كفاءة الموظفين

6 عوائد لفتح باب الدراسات العليا “عن بعد” تخدم رؤية 2030

نشر في: الأربعاء 22 يونيو 2016 | 11:06 ص
A+ A A-
لا توجد تعليقات
د. أحمد بن محمد الحسين - *
يشهد العالم في العصر الحاضر ثورة تقنية ومعرفية هائلة تأثرت بها جميع نواحي الحياة, وشكلت تحديات للمجتمعات في النواحي السياسية والاقتصادية, والتربوية والتعليمية, والاجتماعية, وغيرها.
وإزاء هذه المتغيرات العالمية وما شكلته من تحديات للدول والمجتمعات النامية كان من الضروري السعي لمواجهة هذه التحديات والاستفادة منها بخطط تنموية متوازنة, تركز على الموارد البشرية وتأهيلها, وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وتسعى لاستثمار مستحدثات العصر فيما يخدم المجتمع.
وقد قادت تلك الخطط إلى التوسع في برامج التعليم بكافة أنماطه وأنواعه، مما شكل نقلة نوعية في آلياته تقديمه ونشره.وكان من ذلك التوسع في برامج التعليم الموازي، والتعليم المستمر (التعلم مدى الحياة)، وكان من ذلك نمط التعليم عن بعد، حيث استفاد هذا النوع من التعليم من التطور التقني الكبير، الذي جاء متمماً لأهدافه بشكل كبير، وقد جاء تطور التعلم الإلكتروني كذراع مساعد للتعليم عن بعد، وعزز وجوده في الواقع المعاش والواقع الافتراضي.ونتيجة لذلك التسارع توسع التعليم عن بعد في العالم بشكل لم يعهد من قبل، فخرجت آليات حديثة تقدمه وتوصله إلى المستفيدين المتعطشين إلى العلم والمعرفة، كما خرجت أنظمة تعزز استخدامه وتحاكي وتتفوق على التعليم المباشر.والمملكة العربية السعودية وهي جزء من المنظومة المعرفية استفادت من ذلك التطور الكبير، عبر التوسع في برامج التعليم عن بعد بشكل غير مسبوق، وقد أدى ذلك إلى انتشار مراكز التعليم عن بعد المرتبطة بالجامعات الحكومية في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، مما سهل لكثير من الأفراد والمقيمين من الالتحاق بالبرامج التعليمة.

وقد حقق هذا التوسع والتطور أهداف تنموية واجتماعية وأمنية، يكفي أن نذكر منها ما هو على الصعيد الفكري حيث ساهم هذا النمط من التعليم بنشر الأفكار الصحيحة مما يؤمل أن يصب في مصلحة الأمن الفكري، عبر ما يقدمه العلماء المشاركين في تلك البرامج الدراسية، وعلى الصعيد التنموي كان التعليم عن بعد فرصة لطلبة المناطق النائية والحدية حيث يصلهم تعليم جامعي حديث كأبناء المدن ونحوه على سبيل التمثيل، وعلى الصعيد الاجتماعي كان فرصة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون فيه الفرصة للتعلم بشكل يجنبهم كثرة الحضور ومشقة الطريق، كما هو فرصة للطالبات، ولمن كان على رأس العمل، أو ظروفه لا تسمح له بالدراسة،  وهذا ما يعزز وجودة في رؤية المملكة 2030.

والمتأمل لنمط التعليم عن بعد يجد فيه التكامل مع الجامعات السعودية ـ وهذا ما يقوي وجودة في رؤية المملكة 2030 ـ التي تقدم التعليم التقليدي حيث يستقبل التعليم عن بعد كل من لم يقبل في التعليم التقليدي الجامعي، ونخص فئة الطالبات حيث أن نسبة الاتاحة الدراسية فيه أعلى وبالتالي فهو يساهم في صنع أسرة متعلمة.

وقد حققت عمادات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وهي الجهة المشرفة على (التعليم عن بعد الجامعي في المملكة العربية السعودية) نجاحات نوعية متسارعة ومتتالية ومن ذلك حصول العمادات على كثير من المراكز الأول والجوائز، وذلك لمقدرة طلابها العلمية الفائقة، كما بلورت هذا النجاح في وجود لجنة تنسيق لعمداء التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد تسعى لإيجاد نوع من التكامل والتنسيق بين الجامعات.

كما حقق المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وهو بيت الخبرة المعتمد كثير من النجاحات، ونشر ثقافة هذا النمط من التعليمي، وتأسيس عدداً كبيرًا من المبادرات الهامة والخادمة كمبادرة الموارد التعليمية المفتوحة، التي يؤمل أن تكون رافدًا للتعليم.

وامتداد لهذه النجاحات المتكاملة يمكن فتح برامج للدراسات العليا بنمط التعليم عن بعد، مما يعطي له أدوارًا جديدة، حيث تقدم برامج نوعية لمن يرغب من خريجي تلك العمادات الفرصة للدراسة، وهي في هذا تحقق عددا من الأهداف المرجوة منها:

1.  امتداد التواصل العلمي والمعرفي.
2.  إن تكون بيئات علمية دراسية داخلية آمنة، بدلاً من خروج الطلاب إلى خارج المملكة للدراسة.
3.  تشجيع الحراك العلمي والتعليمي في المملكة العربية السعودية.
4.  الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس.
5.  رفع كفاءة الموظفين والعاملين بحصولهم على دراسات أعلى.
6.  توفير الكلفة المادية عبر الدراسة في الداخل.
ويمكن تقديم التعليم عن بعد أخيرًا على أنه نوع من الإبداع الذاتي ـ وهو ما تدعمه الرؤيا ـ الذي يشترك فيه المتعلم مع النظام التعليمي في نمط غير تقليدي، حيث يشير البليهي (1435هـ) إلى دور الإبداع في عمليات التعليم، فالأصل فيه أنه نادر وأنه استثنائي وغير مرتبط بالتعليم بل ربما يكون التعليم التلقيني مُطفئاً للقابليات الإبداعية ومخمدً للخيال الإبداعي؛ لأن الإنسان يعتاد الانطلاق الحر أو يعتاد الانقياد الأعمى، فالسلوك ليس سوى منظومة من العادات، لكن كثيرين يتوهمون أن الإبداع نتاج التعليم النظامي، بينما أن الواقع يؤكد العكس تماماً وعلى سبيل المثال فإن أكثر الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب، وكانوا قمماً في الإبداع هم من الذين ساروا فرادى خارج التأطير المدرسي، أو التقييد الأكاديمي، لقد اعتمدوا على أنفسهم فنجوا من التنميط المدرسي، وسلموا من التحديد الأكاديمي، وبذلك صاروا متهيئين للتفكير الحر، والعمل المبدع، وعدم الانشغال إلا بما يهمهم تلقائياً، ويتفق مع ميولهم فتكتظ قابلياتهم وتفيض إبداعاً وريادة. إن كل ما تقدم يعزز مكانه التعليم عن بعد في رؤية المملكة 2030، ويعطي دافعًا بالتجديد والتطوير والتحسين

* أستاذ المناهج وتطوير التعليم
خاص لــ “أكثر”.
الرابط المختصر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحضور فيلمين سينمائيين في إحدى صالات السينما بالرياض

منسوبو “هيئة الترفيه” يشاركون أبناء جمعية “إخاء” فرحتهم بالعيد

خلال دورة تدريبية تحت عنوان (كيف تبدأ مشروعك الصناعي)

متخصص يقدم 3 نصائح مهمة قبل بدء أي مشروع صناعي