بالتزامن مع ذكرى مرور 1054 عاماً على وفاة الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي، تنظم الموسوعة الشعرية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ندوة ثقافية وشعرية تتناول حياته وأشعاره، وذلك يوم غد (23 سبتمبر) في منارة السعديات.
تمثل الندوة التي تقام في ذكرى وفاته في 23 سبتمبر 965 م، تحت شعار “المتنبي: ولايزال مالئ الدنيا وشاغل الناس” نافذة لاسترجاع أمجاد المتنبي الذي يعد أحد أشهر شعراء العرب، وتسلّيط الضوء على حياته الأدبية وأشعاره، ودوره في إثراء الساحة الشعرية العربية.
وتأتي هذه الفعالية ضمن مساعي دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الرامية إلى تعزيز الحراك الثقافي والأدبي في أبوظبي، وتنظيم الفعاليات المتنوعة في شتى المجالات الأدبية والثقافية التي تشجع التفاعل المجتمعي مع مختلف المجالات الفكرية.
يشارك في الندوة كل من الكاتب والأديب الإماراتي جمال مطر والذي صدر له كتاب عن المتنبي بعنوان “ربٌ واحد يكفي”، والأستاذ الدكتور مفلح الحويطات، عضو هيئة التدريس بالجامعة الأردنية، والذي صدر له كتاب عن المتنبي بعنوان “شعرية الصراع : مقاربة نصية في شعر المتنبي”، والدكتورة هناء صبحي عضو هيئة التدريس في جامعة السوربون، والتي تمتلك مجموعة من الإصدارات في مجال الترجمة. كما يتخلل الندوة إلقاء الشاعر جرير الكعبي قصائد من أشعار المتنبي يرافقه عزف موسيقي، مع فتح أبواب المشاركة أمام الجمهور للاستمتاع بقصائد المتنبي يلقيها سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس هيئة أبوظبي للغة العربية ومغناة بصوت الفنانة عبير نعمة، والبرنامج المميز الذي يحاكي هامة كبرى في الشعر العربي.
وتعليقاً على ذلك، قال عبدلله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: “نحتفي اليوم بالمتنبي تزامناً مع ذكرى وفاته، فهو أحد أهم الشعراء في تاريخ الثقافة العربية، وتتسم أشعاره بالقوة والصدق والشاعرية، ويهتم بالمعنى ويصوغه بإبداع وبطريقة قوية محكمة. ومن خلال فعاليات مثل هذه الندوة الشعرية، يبرز دور “الموسوعة الشعرية” لتسلّيط الضوء على أهمية دور المتنبي في إثراء الشعر العربي الذي لا يزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام للكثير من الأدباء والشعراء”.
يذكر أن المتنبي بدأ كتابة الشعر عندما كان في التاسعة من عمره، ومن بين الموضوعات التي ناقشها الشجاعة، وفلسفة الحياة، ووصف المعارك. فكان الشعر صورة صادقة لعصره وحياته، فهو يعبر من خلاله عن ما كان يدور في عصره من ثورات واضطرابات، ويصوّر ما كان به من مذاهب وآراء. ويمثل شعره حياته المضطربة؛ فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه وأخيلته، وألفاظه وعباراته. وقد تميز خياله بالقوة والخصوبة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة تلائم قوة روحه، وقوة معانيه.
تجدر الإشارة أن الموسوعة الشعرية تعد أكبر وأضخم قاعدة بيانات متعددة الوسائط للشعر العربي في العالم، حيث تتيح الوصول إلى آلاف القصائد التي تُنسب لمجموعة كبيرة من شعراء العالم العربي بالصيغتين المقروءة والمسموعة. كما تحتوي على سلسلة متنوعة من المقالات والدراسات التي تعد من أهم نوافذ التراث العربي، وتحرص على توفير قنوات مفتوحة لمشاركة أساتذة الأدب العربي بمقترحاتهم وآرائهم في تطوير خدمات الموسوعة وإثراء موادها. وتضم أكثر من أربعة آلاف ديوان لشعراء الفصحى من مختلف العصور وأكثر من مليوني بيت شعر.
تعتبر الموسوعة الشعرية أضخم مشروع لاستقصاء الشعر العربي ترعاه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كونها تضم نتاجاً لأكثر من 20 عاماً من البحث والتوثيق الإلكتروني للشعر والأدب بمعرفة العديد من الباحثين والخبراء واللجان الاستشارية. كما وتشمل الموسوعة على المعاجم العربية الموثوقة ومئات الكتب التي تتناول جوانب مختلفة من اللغة والأدب العربي. وتعود مجموعة القصائد المتاحة، والتي تتناول قصائد مجموعة من الشعراء المشهورين والمغمورين، إلى الفترة الممتدة بين عصر ما قبل الإسلام (قبل 630 ميلادياً) والوقت الحاضر. وتحتوي الموسوعة على قسم خاص بالقصائد المسموعة بأصوات نخبة من كبار أدباء العرب وفنانيهم، وأخرى بأصوات الشعراء أنفسهم.
وتأتي أهمية الموسوعة الشعرية بفضل ثراء قاعدة البيانات وتنوع خيارات البحث مصدراً قيماً وموثوقاً للعلماء والباحثين والأكاديميين والطلاب ومحبي الشعر.